إننا نلمس أن الشيطان يدب ويبث سموم الفرقة والإحن والبغضاء بين السلفيين
للشَّيخ د. ربيع بن هادي المدخلي-حفظه الله-
ويقول الله في الحديث القدسي (أين المتحابون بجلالي ؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي) يقول أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم بظلي يوم لا ظل إلا ظلي، هذا أمر عظيم يجب أن يهتم به الشباب المسلم, وأن يدركوا مكانة الحب في الله عز وجل, وأن له عند الله هذه المنزلة العظيمة, وأن الله ينادي المتحابين في الله من بين الناس أين هؤلاء المتحابون في بجلالي يعني يعظمون الله تعظيم الله وإجلاله وإكباره وتقديسه يدفع هذه القلوب الطيبة النيرة الخيرة إلى التحاب في ذات الله تبارك وتعالى فيكافئهم الله تبارك وتعالى يوم القيامة بأن ينادي على رؤوس الأشهاد : (أين المتحابون بجلالي ؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي) ويقول رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام : (والذي نفسي بيده ، لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ، أفشوا السلام بينكم) هذا أمر عظيم, لا ندخل الجنة إلا بالإيمان, ولا إيمان إلا بالتحاب في الله تبارك وتعالى ثم يدلنا على السبب الذي يرسخ هذه المحبة في القلوب والنفوس وهو إفشاء السلام، تفشيه لوجه الله تبارك وتعالى تواضعا لله تخلق بالأخلاق الإسلامية, رغبة في ما عند الله رغبة في تأليف القلوب وجذبها إلى الحق والخير وإلى صعيد المحبة في الله تبارك وتعالى فينبغي أن يبذل هذه الأسباب أن يدرك أولاً أنه لا طريق إلى الجنة إلا بالإيمان ولا إيمان كامل إلا بالتحاب في الله فإذا كان الإنسان يدعي الإيمان ولا يحب في الله ما قيمة هذا الإيمان وما قيمة هذا الشخص لا يحب في الله والعياذ بالله نحب الأنبياء نحب الصالحين نحب الصحابة نحب المؤمنين جميعا نحبهم في الله تبارك وتعالى لأن الله أمر بحبهم أمر بهذا والرسول صلى الله عليه وسلم يدفعنا إلى أن نبذل الأسباب والأسباب كثيرة منها إفشاء السلام , منها الأخلاق الطيبة و منها الكرم, و ومنها ومنها الأخلاق التي تحبب الناس إلى بعضهم بعضاً , وهذه الأسباب [..] لا بد أن ندركها ولا بد أن نتعاطاها يا أخوة حتى يتم التلاحم و التآخي فيما بين -على الأقل- الشباب السلفي, فإننا نلمس أن الشيطان يدب ويبث سموم الفرقة والإحن والبغضاء وانصراف القلوب عن القيام بهذه الأمور العظيمة, فتجد الإخوان سلفي وهذا سلفي لكن لا تزاور ولا تآخي لا تعاون لا شيء مع الأسف الشديد , وأنتم سمعتم (أين المتحابون بجلالي ؟) إذا تحاببنا في الله صرنا كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى في حديث عن معاذ رضي الله عنه يقول : (المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء) أمرٌ سهلٌ ومنزلةٌ عظيمة والطريق إليها سهل و هو أن تحب للّه تبارك وتعالى فتنال بهذا المنازل العظيمة.