بسم الله الرحمن الرحيم
جمعت في هذا المقال درر لأهل العلم حول فتنة النساء حتى تكون عونا لنا بعد الله عزّ و جل على الإستقامة
1-يعرض للمصلين من الوساوس ما لا يعرض لغيرهم
قال الشّيخ محمّد بن صالح بن عثيمين رحمه اللّه في رسالته المنتقى من فرائد الفوائد :
"قيل لبعض السلف: إن اليهود والنصارى يقولون : لا نوسوس ، قال: صدقوا وما يصنع الشيطان بقلب خراب؟!"
قال شيخ الإسلام إبن تيميّة رحمه الله في (( كتاب الإيمان)) (ص147): وكثيراً ما يعرض للمؤمن شعبة من شعب النفاق، ثم يتوب الله عليه، وقد يرد على قلبه بعض ما يوجب النفاق ويدفعه الله عنه، والمؤمن يبتلى بوساوس الشيطان ، وبوساوس الكفر التي يضيق بها صدره.
إلى أن قال: ولابد لعامة الخلق من هذه الوساوس؛ فمن الناس : من يجيبها فيصير كافراً، أو منافقاً، ومن الناس: من قد غمر قلبه الشهوات والذنوب فلا يحس بها إلا إذا طلب الدين، ولهذا يعرض للمصلين من الوساوس ما لا يعرض لغيرهم، لأن الشيطان يكثر تعرّضه للعبد إذا أراد أن ينيب إلى ربه، ويتصل به، ويتقرب إليه، ويعرض للخاصة أهل العلم والدين أكثر مما يعرض للعامة، ويوجد عند طلاب العلم والعبادة من الوساوس والشبهات ما ليس عند غيرهم؛ لأنه لم يسلك شرع الله ومنهاجه ، بل هو مقبل على هواه في غفلة عن ذكر ربه؛ وهذا هو مطلوب الشيطان، بخلاف المتوجهين إلى ربهم بالعلم والعبادة؛ فإنه عدوهم يطلب صدهم عن الله. اهـ. كلامه ملخصاً- رحمه الله-.
2- كيد النساء
قال الله عز و جلّ:'' إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ ''
قال العلاّمة الإمام الشنقيطي رحمه الله في تفسيره لسورة يوسف:
هذه الآية الكريمة إذا ضمت لها آية أخرى حصل بذلك بيان أن كيد النساء أعظم من كيد الشيطان، والآية المذكورة هي قوله: {إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً} [4/76]؛ لأن قوله في "النساء" {إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ} [12/28]، وقوله في الشيطان {إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً} [4/76]، يدل على أن كيدهن أعظم من كيده.
قال القرطبي: قال مقاتل عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن كيد النساء أعظم من كيد الشيطان" ؛ لأن الله تعالى يقول : {إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً}، وقال: {إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ} ا هـ.
قال الله عزوجل : '' زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء '' [آل عمران : الآية 14]
قال القرطبي: قوله تعالى: "من النساء" بدأ بهن لكثرة تشوف النفوس إليهن؛ لأنهن حبائل الشيطان وفتنة الرجال.((حديث : '' النساء حبائل الشيطان '' انظر ضعيف الجامع رقم (1239) و (342))
و قال مالك فيما نقله النووي عنه: قال: والمرأة فتنة إلا فيما جبل الله تعالى النفوس عليه من النفرة عن محارم النسب.شرح صحيح مسلم للنووي (9/105).
و قال ابن كثير في الآية: يخبر تعالى عما زين للناس في هذه الحياة الدنيا من أنواع الملاذ من النساء والبنين، فبدأ بالنساء لأن الفتنة بهن أشد.
3- عدم غض البصر من أسباب الإنتكاسة :
روى أنه كان بمصر رجل ملتزم مسجداً للأذان والصلاة،وعليه بهاء العبادة وأنوار الطاعة ، فرقي يوماً المنارة على عادته للأذان، وكان تحت المنارة دار لنصراني ذمي، فاطلع فيها فرأى ابنة صاحب الدار فافتتن بها وترك الأذان، ونزل إليها ودخل الدار فقالت له: ما شأنك ما تريد؟ فقال: أنت أريد. قالت: لماذا؟ قال لها: قد سلبت لبي وأخذت بمجامع قلبي، قالت: لا أجيبك إلى ريبة. قال لها: أتزوجك، قالت له: أنت مسلم وأنا نصرانية وأبي لا يزوجني منك. قال لها: أتنصر، قالت: إن فعلت أفعل. فتنصر ليتزوجها وأقام معها في الدار، فلما كان في أثناء ذلك اليوم رقي إلى سطح كان في الدار فسقط منه فمات. فلا هو بدينه ولا هو بها، فنعوذ بالله ثم نعوذ بالله من سوء العاقبة وسوء الخاتمة'' .
التذكرة في أمور الآخرة ، القرطبي ، ( ص43)
وذكر الإمام ابن كثير في أحداث سنة( 279) '' : وفيها توفي عبدة بن عبد الرحيم- قبحه الله- ذكر ابن الجوزي أن هذا الشقي كان من المجاهدين كثيراً في بلاد الروم، فلما كان في بعض الغزوات والمسلمون محاصروا بلدة من بلاد الروم إذ نظر إلى امرأة من نساء الروم في ذلك الحصن فهويها فراسلها، ما السبيل إلى الوصول إليك؟ فقالت: أن تتنصر وتصعد إلي، فأجابها إلى ذلك فما راع المسلمين إلا وهو عندها، فاغتم المسلمون بسبب ذلك غماً شديداً، وشق عليهم مشقة عظيمة فلما كان بعد مدة مروا عليه وهو مع تلك المرأة في ذلك الحصن فقالوا: يلا فلان! ما فعل قرآنك؟ ما فعل علمك؟ ما فعل صيامك؟ ما فعل جهادك؟ ما فعلت صلاتك؟ فقال: اعلموا أني أنسيت القرآن كله إلا قوله: رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ* ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ. وقد صار لي فيهم مال وولد''.انظرالبداية والنهاية.
ذكر ابن حجر عن عبد الله بن سلمة الأفطس قال : ''تزوج ابن أبي الأشرس جارية نصرانية وكان يعشقها فتنصر'' .انظر لسان الميزان
و ذكر ابن حبان في المجروحين في ترجمة حبيب بن أبي الأشرس أنه عشق امرأة نصرانية وقد قيل : ''إنه تنصر وتزوج بها، فأما اختلافه إلى البيعة من أجلها فصحيح ''. إ.هـ
وقد لهذا قال بعض الحكماء: ''النساء شر كلهن وأشر ما فيهن عدم الاستغناء عنهن ومع أنها ناقصة العقل والدين تحمل الرجل على تعاطي ما فيه نقص العقل والدين كشغله عن طلب أمور الدين وحمله على التهالك على طلب الدنيا وذلك أشد الفساد''.أنظر فتح الباري باب ما يتقى من شؤم المرأة
4- الإنسان ضعيف :
قال الله تعالى : {والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما، يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا} [النساء: 27 - 28]
ذكر ابن الجوزي رحمه الله ثلاثة أقوال في الآية فقال: ''في المراد بـ ( ضعْف الإنسان ) ثلاثة أقوال :
و ذكر منها :والثاني : أنه قلة الصبر عن النساء ، قاله طاوس ، ومقاتل.(زاد المسير (1/395) و قال وكيع : ''يذهب عقله عندهن ''.
قال القرطبي رحمه الله في تفسيره لسورة النساء الآية 27:
قوله تعالى: "والله يريد أن يتوب عليكم"
وَالْمَعْنَى: يُرِيدُ تَوْبَتَكُمْ، أَيْ يَقْبَلُهَا فَيَتَجَاوَزُ عَنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُرِيدُ التَّخْفِيفَ عَنْكُمْ. قِيلَ: هَذَا فِي جَمِيعِ أَحْكَامِ الشَّرْعِ، وَهُوَ الصَّحِيحُ. وَقِيلَ: الْمُرَادُ بِالتَّخْفِيفِ نِكَاحُ الْأَمَةِ، أَيْ لَمَّا عَلِمْنَا ضَعْفَكُمْ عَنِ الصَّبْرِ عَنِ النِّسَاءِ خَفَّفْنَا عَنْكُمْ بِإِبَاحَةِ الْإِمَاءِ، قَالَهُ مُجَاهِدٌ وَابْنُ زَيْدٍ وَطَاوُسٌ. قَالَ طاوس: ليس يكون الإنسان في شي أَضْعَفَ مِنْهُ فِي أَمْرِ النِّسَاءِ. وَاخْتُلِفَ فِي تَعْيِينِ الْمُتَّبِعِينَ لِلشَّهَوَاتِ، فَقَالَ مُجَاهِدٌ: هُمُ الزُّنَاةُ. السُّدِّيُّ: هُمْ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى. وَقَالَتْ فِرْقَةٌ: هُمُ الْيَهُودُ خَاصَّةً، لِأَنَّهُمْ أَرَادُوا أَنْ يَتَّبِعَهُمُ الْمُسْلِمُونَ فِي نِكَاحِ الْأَخَوَاتِ مِنَ الْأَبِ. وَقَالَ ابْنُ زَيْدٍ: ذَلِكَ عَلَى الْعُمُومِ، وَهُوَ الْأَصَحُّ. وَالْمَيْلُ: الْعُدُولُ عَنْ طَرِيقِ الِاسْتِوَاءِ، فَمَنْ كَانَ عَلَيْهَا أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ أَمْثَالُهُ عَلَيْهَا حَتَّى لَا تَلْحَقُهُ مَعَرَّةٌ «1». قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً) نُصِبَ عَلَى الْحَالِ، وَالْمَعْنَى أَنَّ هَوَاهُ يَسْتَمِيلُهُ وَشَهْوَتُهُ وَغَضَبُهُ يَسْتَخِفَّانِهِ، وَهَذَا أَشَدُّ الضَّعْفِ فَاحْتَاجَ إِلَى التَّخْفِيفِ. وَقَالَ طَاوُسٌ: ذَلِكَ فِي أَمْرِ النِّسَاءِ خَاصَّةً. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَرَأَ (وَخَلَقَ الْإِنْسَانَ ضَعِيفًا) أَيْ وَخَلَقَ اللَّهُ الْإِنْسَانَ ضَعِيفًا، أَيْ لَا يَصْبِرُ عَنِ النِّسَاءِ. قَالَ ابْنُ الْمُسَيَّبِ: لَقَدْ أَتَى عَلَيَّ ثَمَانُونَ سَنَةً وَذَهَبَتْ إِحْدَى عَيْنَيَّ وَأَنَا أَعْشُو «2» بِالْأُخْرَى وَصَاحِبِي أَعْمَى أَصَمُّ- يَعْنِي ذَكَرُهُ- وَإِنِّي أَخَافُ مِنْ فِتْنَةِ النِّسَاءِ. وَنَحْوَهُ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ عُبَادَةُ: أَلَا تَرَوْنِي لَا أَقُومُ إِلَّا رِفْدًا «3» وَلَا آكُلُ إِلَّا مَا لُوِّقَ لِي- قَالَ يَحْيَى: يَعْنِي لُيِّنَ وَسُخِّنَ- وَقَدْ مَاتَ صَاحِبِي مُنْذُ زَمَانٍ- قَالَ يَحْيَى: يَعْنِي ذَكَرُهُ- وَمَا يَسُرُّنِي أَنِّي خَلَوْتُ بِامْرَأَةٍ لَا تَحِلُّ لِي، وَأَنَّ لِي مَا تَطْلُعُ عَلَيْهِ الشَّمْسُ مَخَافَةَ أَنْ يَأْتِيَنِي الشَّيْطَانُ فَيُحَرِّكَهُ عَلَيَّ، إِنَّهُ لَا سَمْعَ لَهُ وَلَا بَصَرَ!. قَوْلُهُ تَعَالَى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجارَةً عَنْ تَراضٍ مِنْكُمْ وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كانَ بِكُمْ رَحِيماً .
5- خوف السلف من فتنة النساء
فعن أبي المليح سمعت ميمونا - أي ابن مهران - يقول:'' لأن أوتمن على بيت مال أحب إلي من أن أوتمن على امرأة''. سير أعلام النبلاء (5/77)
و عن عطاء قال: ''لو ائتمنت على بيت مال لكنت أمينا ولا آمن نفسي على أمة شوهاء.''،قلت - أي الإمام الذهبي - : '' صدق رحمه الله''.المصدر السابق (5/ 87-8
و ذكر الإمام الذهبي أيضا:''عن سفيان بن عيينة ،عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسِّيب، قال : ما أيِسَ الشيطان مِنْ شيء إلا أتاه مِن قِبَل النساء .
ثم قال لنا سعيد ـ وهو ابن أربع وثمانين سنة وقد ذهبت إحدى عينيه وهو يعشو بالأخرى :ما شيء أخوف عندي من النساء''.المصدر السابق (4/237)
و ذكر أيضا : ''عن سلَّام بن مسكين :حدثنا عمران بن عبد الله الخزاعي قال: قال سعيد بن المسِّيب: ما خِفْتُ على نفسي شيئاً مخافةَ النساء ،قالوا: يا أبا محمد! إن مثلك لا يُريدُ النساء ،ولا تُريدُهُ النساء ، فقال: هو ما أقول لكم. وكان شيخاً كبيراً أعمش.المصدر السابق (4/241)
عن أنس – رضي الله عنه – قال : إذا مرت بك مرأة فغمض عينيك حتى تجاوزك . (الورع لابن ابي الدنيا /72).
عن إبن عمر – رضي الله عنه – قال : من تضييع الأمانة النظر في الحجرات و الدور . (الورع لابن ابي الدنيا /71).
عن قيس إبن الحارث قال : قال سلمان –رضي الله عنه – لأن أموت ثم أنشر ثم أموت ثم أنشر ثم أموت ثم أنشر أحب إلي من أن أرى عورة مسلم أو ـن يراها مني .(الزهد لأحمد /192).
عن حميد بن هلال قال كان منا رجل يقال له الأسود بن كلثوم و كان إذا مشى لا يجاوز بصره قدمه و كان يمر وفي الجدر يومئذ قِصرٌ و هناك نسوة ولعل إحداهن تكون واضعة يعني ثوبها أو خمارها فإذا رأينه راعهن ثم يقلن : كلا إنه أسود بن كلثوم.(الزهد لأحمد /256).
قال حاتم : الشهوة ثلاث شهوات : شهوة في الأكل ، و شهوة في الكلام ، و شهوة في النظر ، فاحفظ الأكل بالثقة ، و اللسان بالصدق ، و النظر بالعبرة . (شعب الأيمان للبيهقي 5/5712).
قيل لبعضهم : أين نطلبك في الآخرة؟ قال : في زمرة الناظرين إلى الله ، قيل له كيف علمت ذلك ؟ قال بغضي طرفي له عن كل محرم ، و باجتنابي فيه كل منكر و مأثم . (لطائف المعارف /299).
عن وكيع قال : خرجنا مع سفيان الثوري في يوم عيد فقال : إن أول ما نبدأ به في يومنا غض ابصارنا.(الورع لابن أبي الدنيا/66).
عن أبي حكيم قال : خرج حسان بن أبي سنان يوم العيد فلما رجع قالت له امرأته : كم من امرأة حسنة قد نظرت اليوم إليها؟ فلما أكثرت عليه قال : و يحك ما نظرت إلا في إبهامي منذ خرجت حتى رجعت إليك.(الورع لابن أبي الدنيا /6.
عن العلاء بن زياد قال : لا تتبع بصرك رداء المرأة فإن النظر يجعل شهوة في القلب.(الزهد لأحمد/311).
عن إبراهيم بن أدهم قال : كثرة النظر إلى الباطل تذهب بمعرفة الحق من القلب.(حلية الأولياء 8/2).