فإذا قال قائل : نحن نصلي في اليوم خمس مرات، و نتطوع بما شاء الله، و لانجد في قلوبنا ما ينهانا عن الفحشاء و المنكر، و الله يقول : (( إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ)) [العنكبوت 45] و هذا خبر مؤكد فما الجواب؟
الجواب :أن المراد بالصلاة : الصلاة الكاملة، التي تشتمل على ما أمر الله به و رسوله، و يبتعد فيها عما نهى الله و رسوله، و أهم ما يكون هو الخشوع و حضور القلب الذي هو لب الصلاة و روحها، فإن الإنسان إذا خشع و حضر قلبه، يحس إحساسا ظاهرا من حين أن ينصرف من الصلاة أن قلبه استقام، و تغير عن اتجاهه الأول.
أما أن ندخل في الصلاة - نسأل الله أن يعاملنا بعفوه- و يبدأ الإنسان من حين يبدأ في الصلاة، و إذا الوساوس منفتحة عليه، ثم إذا حاول سدها، إذا بقلبه يلقى فيه كما تلقى الحجارة في اليم شيء بعيد ما كان يفكر فيه إطلاقا، ثم يصده، فيأتي آخر ثم يصده، ثم يأتي آخر..لذلك أدعو نفسي و كل مسلم إلى الخشوع و حضور القلب فإن ذلك يعين على ما يحصل في الصلاة من النتائج، بل يحقق لنا مما يحصل في الصلاة من النتائج الحميدة ، و الثمرات الجميلة.
شرح السياسة الشرعية لإبن عثيمين ص 68-69 ط المؤسسة