ـ هاهنا نكتة دقيقة يغلط فيها الناس في أمر الذنب ، وهي أنهم لا يرون تأثيره في الحال ، وقد يتأخر تأثيره فينسى ، ويظن العبد أنه لا يغبّر بعد ذلك ، وأن الأمر كما قال القائل :
إذا لم يغبر حائط في وقوعه = فليس له بعد الوقوع غبار
وسبحان الله ! ماذا أهلكت هذه البلية من الخلق ! وكم أزالت من نعمة ! وكم جلبت من نقمة ! وما أكثر المغترين بها من العلماء فضلاً عن الجهال ! ولم يعلم المغتر أن الذنب ينقض ، ولو بعد حين ؛ كما ينقض السم ، وكما ينقض الجرح المندمل على الغش والدغل . وقد ذكر الإمام أحمد عن أبي الدرداء : اعبدوا الله كأنكم ترونه ، وعدوا أنفسكم في الموتى ، واعلموا أن قليلاً يغنيكم خير من كثير يلهيكم ، واعلموا أن البر لا يبلى ، وأن الإثم لا يُنسى .
هذا مع أن للذنب نقداً معجلاً لا يتأخر عنه . قال سليمان التيمي : إن الرجل ليصيب الذنب في السر ، فيصبح وعليه مذلته . وقال يحيى بن معاذ الرازي : عجبت من ذي عقل يقول في دعائه : اللهم لا تشمت بي الأعداء ، ثم هو يشمت بنفسه كل عدو له ! قيل : وكيف ذلك ؟ قال : يعصي الله فيشمت به في القيامة كل عدو . الداء والدواء ،ص130 ـ132 .
إذا لم يغبر حائط في وقوعه = فليس له بعد الوقوع غبار
وسبحان الله ! ماذا أهلكت هذه البلية من الخلق ! وكم أزالت من نعمة ! وكم جلبت من نقمة ! وما أكثر المغترين بها من العلماء فضلاً عن الجهال ! ولم يعلم المغتر أن الذنب ينقض ، ولو بعد حين ؛ كما ينقض السم ، وكما ينقض الجرح المندمل على الغش والدغل . وقد ذكر الإمام أحمد عن أبي الدرداء : اعبدوا الله كأنكم ترونه ، وعدوا أنفسكم في الموتى ، واعلموا أن قليلاً يغنيكم خير من كثير يلهيكم ، واعلموا أن البر لا يبلى ، وأن الإثم لا يُنسى .
هذا مع أن للذنب نقداً معجلاً لا يتأخر عنه . قال سليمان التيمي : إن الرجل ليصيب الذنب في السر ، فيصبح وعليه مذلته . وقال يحيى بن معاذ الرازي : عجبت من ذي عقل يقول في دعائه : اللهم لا تشمت بي الأعداء ، ثم هو يشمت بنفسه كل عدو له ! قيل : وكيف ذلك ؟ قال : يعصي الله فيشمت به في القيامة كل عدو . الداء والدواء ،ص130 ـ132 .