بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بد: فإن من أعظم نعم الله على العبد أن يرزقه بعد الإيمان عقلا وافرا، يميّز به بين النافع والضار، ويوازن به بين الحق والباطل، ويقيس به الأمور، ويعيش به بين الناس سالم الدين موفور العرض ، فإذا ما هذّب هذا العقل بالدين، وقوّم بالشرع وغذي بالحكمة والسنة تمّ أمره، ورشد صاحبه، ونال السعادة واطمأن قلبه واستقامت له دنياه وصلحت له أخراه، أخرج مسلم في صحيحه [4588] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: « تَجِدُونَ النَّاسَ مَعَادِنَ فَخِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الْإِسْلَامِ إِذَا فَقِهُوا » فالعقل نعمة، وشكره إعماله في طاعة الله، والبحث به عن مراضيه، فإن من رزقه الله العقل مع الدين فقد جعل له من نفسه وفي قلبه وازعا وواعظا ينهاه ويزجره عن كل قبيح مستهجن، ويأمره بكل جميل مستحسن، ومن أعرض عن داعي العقل وغلبت عليه شهوته، وتمادى في عصيان مواعظه، لن يذوق للراحة طعما، ولن يشَمّ للخير رائحة,
وقد وصف الله أهل الجنة بأنهم: ﴿ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [الزمر: 18ٍ] ووصف I أهل السعير فقال: ﴿ وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴾ [الملك: 10] وقال: ﴿ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا﴾ [الفرقان: 44] وفي صحيح مسلم [5109] عن عياض بن حمار أن النبي ﷺ قال: «أَهْلُ النَّارِ خَمْسَةٌ الضَّعِيفُ الَّذِي لَا زَبْرَ لَهُ الَّذِينَ هُمْ فِيكُمْ تَبَعًا لَا يَبْتَغُونَ أَهْلًا وَلَا مَالًا » وذكر بقية الخمسة، فوصف ﷺ هذا الصنف بأوصاف منها ما هو ظاهر ومنها ما يستفاد من الحديث، فمن ذلكم:
أنه ضعيف في المجتمع لدناءته وانحطاط قدره، وضعيف في الدين، بيّنٌ نقصانُ إيمانه، وضعيف عن الاستقامة على شرع الله، لا يقدر على الالتزام بتحريم الحرام، والتقيّد بالطيب الحلال، ولا التورع عن شبهة، لضعف يقينه وفساد قلبه، وثقل الحق عليه، يرتكب العظائم ببرودة وانشراح صدر، لا ضمير له يؤنبه، ولا ينوي التوبة ولا يفكر في الإقلاع.
ثم وصفه ﷺ بأنه لا زَبْر له، أي لا عقل له يحجزه عن فعل القبيح، أو يحملُه على فعل ما يجمل وتحمّل ما عسى أن يكون في الواجبات من المشقة، لا يتماسك ولا يتمالك نفسه عند مجيء الشهوات، فلا يرتدع عن فاحشة ولا يتورع عن حرام، خاصة ما عمّت به البلوى في الناس، أو وُجدت فيه شبهة، قد غلبت شهوتُه عقله، وأعمت لذتُها قلبه، وشَلَّت زخارفُها فكْرَه، فلا تفكير إلا في المتعة، قد أعمل عقله في كل وادٍ، وجال بفكره أرجاء البلاد، من أجل متعة زائفة أو شهوة عابرة، وأعرض عن إعمال ما وهبه الله من عقل في طاعة مولاه والتفكير في نعمه وفي سبل مراضيه، وفيما ينفعه وينفع به الناس، وفي الجملة عقله معيشي يتكسب به ولو من أخس الأبواب وأحط الأسباب، دون النظر إلى مصادرها ولا إلى عواقبها، ولا إلى استهجان الناس لها، ولا إلى مقت الله لفاعلها. يستغل الصغير والكبير والذكر والأنثى والعاقل والمجنون، فالكل عنده قادر على تحصيل المال، لا يتورع -للوصول إلى بغيته وشهوته-عن وسيلة؛ ولو كانت دماء الآلاف من المسلمين وأعراضهم وأديانهم وأمنهم وأوطانهم واستقرارهم ووحدتهم.
ثم وصف ﷺ هذا الصنف بأنهم من: (الَّذِينَ هُمْ فِيكُمْ تَبَعًا)، وفي لفظ، (أتباع)، والتبعية صفة من لا عقل له ولا دين ولا شخصية، وهذه التبعية مما ابتلي به الكثير من الناس، وخاصة التبعية للغرب، بفعل تأثير الإعلام، الذي لم يَدَعْ للمسلمين عادة حسنة إلا هجّنها وقبّحها وشوهها، ولم يدع للغرب سفسطة إلا رفعها وزخرفها ولمّع صورتها، حتى غدت التبعية ظاهرة في شتى ميادين حياة المسلمين، وأكثرُ الخلق متأثر بمن حوله، صاحبه ساحبه، وجارُه جارٌّ له، التبعية في المظاهر المعيشية، التبعية في الدين، التبعية في الأحداث والفتن، التبعية في ارتكاب الناس للمخالفات، التبعية للأسلاف والآباء.
فمن صفات هذا الصنف من أهل النار التبعية لكل مشرِّق ومغرّب، فحيث كانت المصلحة كان، وأين يمّمت الدنيا توجه، إن كانت في التدين فهو من المتدينين، وإن كانت الدالة لغيرهم كان ضدَّ الدين، لا يبالي تحت أي مظلة انضوى، ولا أي مركب للشهوة ركب. نسأل الله العافية والسلامة في الدين.
ثم وصف ﷺ هذا الصنف من أهل النار بأنه (من الذين لَا يَبْتَغُونَ أَهْلًا وَلَا مَالًا)، ليس له ما يخسره، لا أهل ولا مال، لا مطمح له ولا مطمع إلا ما يحصّل به شهواته من أي وجه كان، لا تتخطى همته ما وراء ذلك من أمر ديني أو دنيوي، خسيس الهمة قد قصَر تفكيرَه ومُنَاه وطموحه على شهوة بطنه وفرجه وشيء من متع الدنيا قليل، كما هو حال بعض الشباب ممن لا هم له إلا متع الدنيا، لا يفكر في مستقبل، ولا في زوجة ولا أهل ولا مال، قد اعتاض بالزنا عن الزوجة، وبالكسب المحرم عن الكسب الشريف، وبتفكير الناس عن التفكير في واقعه وفي حقائق الأمور، الغرب يملي عليه كيف يأكل وكيف يشرب وكيف يلبس وكيف يفكر وكيف يتعامل وكيف ينظر إلى الدنيا، قد برمجت حياته فهو يسير وفق مخطط مسطر، ومنهج محدد، ولا نريد التحامل على شبابنا فإن فيهم خيرا كثيرا والحمد لله، لكنها بحار عميقة وأمواج عاتية وتيارات جارفة والمعصوم من عصمه الله.
أقول: لما روى مطرف هذا الحديث سأله قتادة متعجبا: فيكون ذلك يا أبا عبد الله؟ قال نعم؛ والله لقد أدركتهم في الجاهلية وان الرجل ليرعى على الحي ما به إلا وليدتهم يطؤها » سبحان الله، التضحية من أجل أمر تافه، بل ومحرّم، وحبْسُ النفس عليه وتسبيلها من أجله، وربما التضحية بالدين والعشيرة، وذلك من السفاهة ودنو الهمة وقلة المروءة، وللأسف فإن التضحية من أجل أمر تافه أو محرم قد كثر في زمان الناس هذا، كمن يتعلم ويقرأ ويدرس الدراسات العميقة ويتصبر ويسهر من أجل أن يكون في نهاية المطاف موسيقارا يعزف على آلة لهو، أو مهرجا يتنقل من مدرسة إلى مدرسة يضحك الصبية ويقتات بذلك، أو يكون رساما أو مغنيا أو لاعبا أو معلقا رياضيا أو ما شابهه، فأين هذا من تضحية أبي هريرة t من أجل العلم الشرعي، الذي لزم النبي صلى الله عليه وسلم يطلب الحديث والعلم على شبع ملء بطنه، رضي الله عنه وأرضاه.
هذا، وليس شرطا أن تجتمع هذه الأوصاف في رجل، وإن كانت في الغالب تجتمع، لما بينها من ترابط سببه تأخير العقل وتقديم الشهوة، والمعصوم من عصمه الله، والموفق من سعى في تزكية نفسه وحمْلِها على خصال العقلاء، والمخذول من دسّاها، وأمات داعي العقل بملازمة عصيانه.
ومحصل الكلام أن من رزقه الله العقل مع الدين، فقد أوتي حظه من الحكمة ﴿ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا ﴾ [البقرة: 269] نسأل الله تعالى أن يزيننا بزينة الإيمان وأن يجعلنا هداة مهتدين، وصل اللهم وسلم على عبدك ونبيك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بد: فإن من أعظم نعم الله على العبد أن يرزقه بعد الإيمان عقلا وافرا، يميّز به بين النافع والضار، ويوازن به بين الحق والباطل، ويقيس به الأمور، ويعيش به بين الناس سالم الدين موفور العرض ، فإذا ما هذّب هذا العقل بالدين، وقوّم بالشرع وغذي بالحكمة والسنة تمّ أمره، ورشد صاحبه، ونال السعادة واطمأن قلبه واستقامت له دنياه وصلحت له أخراه، أخرج مسلم في صحيحه [4588] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: « تَجِدُونَ النَّاسَ مَعَادِنَ فَخِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الْإِسْلَامِ إِذَا فَقِهُوا » فالعقل نعمة، وشكره إعماله في طاعة الله، والبحث به عن مراضيه، فإن من رزقه الله العقل مع الدين فقد جعل له من نفسه وفي قلبه وازعا وواعظا ينهاه ويزجره عن كل قبيح مستهجن، ويأمره بكل جميل مستحسن، ومن أعرض عن داعي العقل وغلبت عليه شهوته، وتمادى في عصيان مواعظه، لن يذوق للراحة طعما، ولن يشَمّ للخير رائحة,
وقد وصف الله أهل الجنة بأنهم: ﴿ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [الزمر: 18ٍ] ووصف I أهل السعير فقال: ﴿ وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴾ [الملك: 10] وقال: ﴿ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا﴾ [الفرقان: 44] وفي صحيح مسلم [5109] عن عياض بن حمار أن النبي ﷺ قال: «أَهْلُ النَّارِ خَمْسَةٌ الضَّعِيفُ الَّذِي لَا زَبْرَ لَهُ الَّذِينَ هُمْ فِيكُمْ تَبَعًا لَا يَبْتَغُونَ أَهْلًا وَلَا مَالًا » وذكر بقية الخمسة، فوصف ﷺ هذا الصنف بأوصاف منها ما هو ظاهر ومنها ما يستفاد من الحديث، فمن ذلكم:
أنه ضعيف في المجتمع لدناءته وانحطاط قدره، وضعيف في الدين، بيّنٌ نقصانُ إيمانه، وضعيف عن الاستقامة على شرع الله، لا يقدر على الالتزام بتحريم الحرام، والتقيّد بالطيب الحلال، ولا التورع عن شبهة، لضعف يقينه وفساد قلبه، وثقل الحق عليه، يرتكب العظائم ببرودة وانشراح صدر، لا ضمير له يؤنبه، ولا ينوي التوبة ولا يفكر في الإقلاع.
ثم وصفه ﷺ بأنه لا زَبْر له، أي لا عقل له يحجزه عن فعل القبيح، أو يحملُه على فعل ما يجمل وتحمّل ما عسى أن يكون في الواجبات من المشقة، لا يتماسك ولا يتمالك نفسه عند مجيء الشهوات، فلا يرتدع عن فاحشة ولا يتورع عن حرام، خاصة ما عمّت به البلوى في الناس، أو وُجدت فيه شبهة، قد غلبت شهوتُه عقله، وأعمت لذتُها قلبه، وشَلَّت زخارفُها فكْرَه، فلا تفكير إلا في المتعة، قد أعمل عقله في كل وادٍ، وجال بفكره أرجاء البلاد، من أجل متعة زائفة أو شهوة عابرة، وأعرض عن إعمال ما وهبه الله من عقل في طاعة مولاه والتفكير في نعمه وفي سبل مراضيه، وفيما ينفعه وينفع به الناس، وفي الجملة عقله معيشي يتكسب به ولو من أخس الأبواب وأحط الأسباب، دون النظر إلى مصادرها ولا إلى عواقبها، ولا إلى استهجان الناس لها، ولا إلى مقت الله لفاعلها. يستغل الصغير والكبير والذكر والأنثى والعاقل والمجنون، فالكل عنده قادر على تحصيل المال، لا يتورع -للوصول إلى بغيته وشهوته-عن وسيلة؛ ولو كانت دماء الآلاف من المسلمين وأعراضهم وأديانهم وأمنهم وأوطانهم واستقرارهم ووحدتهم.
ثم وصف ﷺ هذا الصنف بأنهم من: (الَّذِينَ هُمْ فِيكُمْ تَبَعًا)، وفي لفظ، (أتباع)، والتبعية صفة من لا عقل له ولا دين ولا شخصية، وهذه التبعية مما ابتلي به الكثير من الناس، وخاصة التبعية للغرب، بفعل تأثير الإعلام، الذي لم يَدَعْ للمسلمين عادة حسنة إلا هجّنها وقبّحها وشوهها، ولم يدع للغرب سفسطة إلا رفعها وزخرفها ولمّع صورتها، حتى غدت التبعية ظاهرة في شتى ميادين حياة المسلمين، وأكثرُ الخلق متأثر بمن حوله، صاحبه ساحبه، وجارُه جارٌّ له، التبعية في المظاهر المعيشية، التبعية في الدين، التبعية في الأحداث والفتن، التبعية في ارتكاب الناس للمخالفات، التبعية للأسلاف والآباء.
فمن صفات هذا الصنف من أهل النار التبعية لكل مشرِّق ومغرّب، فحيث كانت المصلحة كان، وأين يمّمت الدنيا توجه، إن كانت في التدين فهو من المتدينين، وإن كانت الدالة لغيرهم كان ضدَّ الدين، لا يبالي تحت أي مظلة انضوى، ولا أي مركب للشهوة ركب. نسأل الله العافية والسلامة في الدين.
ثم وصف ﷺ هذا الصنف من أهل النار بأنه (من الذين لَا يَبْتَغُونَ أَهْلًا وَلَا مَالًا)، ليس له ما يخسره، لا أهل ولا مال، لا مطمح له ولا مطمع إلا ما يحصّل به شهواته من أي وجه كان، لا تتخطى همته ما وراء ذلك من أمر ديني أو دنيوي، خسيس الهمة قد قصَر تفكيرَه ومُنَاه وطموحه على شهوة بطنه وفرجه وشيء من متع الدنيا قليل، كما هو حال بعض الشباب ممن لا هم له إلا متع الدنيا، لا يفكر في مستقبل، ولا في زوجة ولا أهل ولا مال، قد اعتاض بالزنا عن الزوجة، وبالكسب المحرم عن الكسب الشريف، وبتفكير الناس عن التفكير في واقعه وفي حقائق الأمور، الغرب يملي عليه كيف يأكل وكيف يشرب وكيف يلبس وكيف يفكر وكيف يتعامل وكيف ينظر إلى الدنيا، قد برمجت حياته فهو يسير وفق مخطط مسطر، ومنهج محدد، ولا نريد التحامل على شبابنا فإن فيهم خيرا كثيرا والحمد لله، لكنها بحار عميقة وأمواج عاتية وتيارات جارفة والمعصوم من عصمه الله.
أقول: لما روى مطرف هذا الحديث سأله قتادة متعجبا: فيكون ذلك يا أبا عبد الله؟ قال نعم؛ والله لقد أدركتهم في الجاهلية وان الرجل ليرعى على الحي ما به إلا وليدتهم يطؤها » سبحان الله، التضحية من أجل أمر تافه، بل ومحرّم، وحبْسُ النفس عليه وتسبيلها من أجله، وربما التضحية بالدين والعشيرة، وذلك من السفاهة ودنو الهمة وقلة المروءة، وللأسف فإن التضحية من أجل أمر تافه أو محرم قد كثر في زمان الناس هذا، كمن يتعلم ويقرأ ويدرس الدراسات العميقة ويتصبر ويسهر من أجل أن يكون في نهاية المطاف موسيقارا يعزف على آلة لهو، أو مهرجا يتنقل من مدرسة إلى مدرسة يضحك الصبية ويقتات بذلك، أو يكون رساما أو مغنيا أو لاعبا أو معلقا رياضيا أو ما شابهه، فأين هذا من تضحية أبي هريرة t من أجل العلم الشرعي، الذي لزم النبي صلى الله عليه وسلم يطلب الحديث والعلم على شبع ملء بطنه، رضي الله عنه وأرضاه.
هذا، وليس شرطا أن تجتمع هذه الأوصاف في رجل، وإن كانت في الغالب تجتمع، لما بينها من ترابط سببه تأخير العقل وتقديم الشهوة، والمعصوم من عصمه الله، والموفق من سعى في تزكية نفسه وحمْلِها على خصال العقلاء، والمخذول من دسّاها، وأمات داعي العقل بملازمة عصيانه.
ومحصل الكلام أن من رزقه الله العقل مع الدين، فقد أوتي حظه من الحكمة ﴿ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا ﴾ [البقرة: 269] نسأل الله تعالى أن يزيننا بزينة الإيمان وأن يجعلنا هداة مهتدين، وصل اللهم وسلم على عبدك ونبيك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تعليق