طَاعَةُ الرَّحْمَنِ سَبِيلُكَ إِلَى الْجِنَانِ (2)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وَبِهِ نَسْتَعِينُ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ t، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ e:«افْعَلُوا الْخَيْرَ دَهْرَكُمْ، وَتَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ رَحْمَةِ اللَّهِ، فَإِنَّ لِلَّهِU نَفَحَاتٌ مِنْ رَحْمَتِهِ يُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ، وَسَلُوا اللَّهَ أَنْ يَسْتُرَ عَوْرَاتِكُمْ، وَأَنْ يُؤَمِّنَ رَوْعَاتِكُمْ» صَحِيحٌ ([1]).
مَنْ قَالَ رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالإِسْلاَمِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ t، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِe:«يَا أَبَا سَعِيدٍ, مَنْ رَضِيَ بِاللهِ رَبًّا, وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا, وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ, قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَعَجِبَتْ لَهَا, فَقُلْتُ: أَعِدْهَا عَلَيَّ يَا رَسُولَ اللهِ, فَفَعَلَ, ثُمَّ قَالَ: وَأُخْرَى ([2]) يُرْفَعُ بِهَا الْعَبْدُ مِائَةَ دَرَجَةٍ فِي الْجَنَّةِ, مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ, قُلْتُ: وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ اللهِ؟, قَالَ: الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ, الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ» أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ ([3]). قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:{وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة: 25]، وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى:{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة: 82]وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى:{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا } [النساء: 122] وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ t، قَالَ: نُهِينَا أَنْ نَسْأَلَ رَسُولَ اللهِ e عَنْ شَيْءٍ، فَكَانَ يُعْجِبُنَا أَنْ يَجِيءَ الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ الْعَاقِلُ، فَيَسْأَلَهُ، وَنَحْنُ نَسْمَعُ، فَبَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ مَعَ النَّبِيِّ e فِي المَسْجِدِ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ، عَلَى جَمَلٍ، فَأَنَاخَهُ فِي المَسْجِدِ ثُمَّ عَقَلَهُ، ثُمَّ قَالَ لَنَا: أَيُّكُمْ مُحَمَّدٌ ؟ وَالنَّبِيُّ e مُتَّكِئٌ بَيْنَ ظَهْرَانَيْنا، فَقُلْنَا: هَذَا الرَّجُلُ الأَبْيَضُ المُتَّكِئُ. فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: يَا ابْنَ عَبْدِ المُطَّلِبِ؟، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ e:«قَدْ أَجَبْتُكَ». فَقَالَ الرَّجُلُ لِلنَّبِيِّ e: يَا مُحَمَّدُ، إِنِّي سَائِلُكَ فَمُشَدِّدٌ عَلَيْكَ فِي المَسْأَلَةِ، فَلاَ تَجِدْ عَلَيَّ فِي نَفْسِكَ؟ فَقَالَ:«لَا أَجِدُ فِي نَفْسِي، سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ»، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ, أَتَانَا رَسُولُكَ فَزَعَمَ لَنَا أَنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّ اللهَ أَرْسَلَكَ، قَالَ:«صَدَقَ»، قَالَ: فَمَنْ خَلَقَ السَّمَاءَ؟ قَالَ:«اللهُ»، قَالَ: فَمَنْ خَلَقَ الْأَرْضَ؟ قَالَ:«اللهُ»، قَالَ: فَمَنْ نَصَبَ هَذِهِ الْجِبَالَ، وَجَعَلَ فِيهَا مَا جَعَلَ؟ قَالَ:«اللهُ»، قَالَ: فَبِالَّذِي خَلَقَ السَّمَاءَ، وَخَلَقَ الْأَرْضَ، وَنَصَبَ هَذِهِ الْجِبَالَ، آللَّهُ أَرْسَلَكَ إِلَى النَّاسِ كُلِّهِمْ؟، وَفِي رِوَايَةٍ: أَنْشُدُكَ بِاللهِ إِلَهِكَ وَإِلَهِ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ، وَإِلَهِ مَنْ هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكَ، آللهُ بَعَثَكَ إِلَيْنَا رَسُولًا؟ فَقَالَ:«اللَّهُمَّ نَعَمْ»، قَالَ: فَأَنْشُدُكَ بِاللهِ إِلَهِكَ وَإِلَهِ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ، وَإِلَهِ مَنْ هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكَ، آللهُ أَمَرَكَ أَنْ نَعْبُدَهُ وَحْدَهُ لَا نُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا؟، وَأَنْ نَخْلَعَ هَذِهِ الْأَنْدَادَ الَّتِي كَانَتْ آبَاؤُنَا تَعْبُدُهَا مِنْ دُونِهِ؟, قَالَ: «اللَّهُمَّ نَعَمْ»، قَالَ: فَأَنْشُدُكَ بِاللهِ إِلَهِكَ وَإِلَهِ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ، وَإِلَهِ مَنْ هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكَ، آللهُ أَمَرَكَ أَنْ نُصَلِّيَ هَذِهِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ؟, قَالَ: «اللَّهُمَّ نَعَمْ»، قَالَ: أَنْشُدُكَ بِاللهِ، آللهُ أَمَرَكَ أَنْ نَصُومَ هَذَا الشَّهْرَ مِنَ السَّنَةِ؟, فَقَالَ رَسُولُ اللهِ e:«اللَّهُمَّ نَعَمْ»، قَالَ: أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ، آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ تَأْخُذَ هَذِهِ الصَّدَقَةَ مِنْ أَغْنِيَائِنَا فَتَقْسِمَهَا عَلَى فُقَرَائِنَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ e:«اللَّهُمَّ نَعَمْ»، قَالَ: فَأَنْشُدُكَ بِهِ، آللهُ أَمَرَكَ أَنْ يَحُجَّ هَذَا الْبَيْتَ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا؟، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ e:«اللَّهُمَّ نَعَمْ»، فَقَالَ الرَّجُلُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ, وَأَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ، آمَنْتُ وَصَدَّقْتُ بِمَا جِئْتَ بِهِ، قَالَ: ثُمَّ وَلَّى، قَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، لَا أَزِيدُ عَلَيْهِنَّ، وَلَا أَنْقُصُ مِنْهُنَّ، فَقَالَ النَّبِيُّ e:«لَئِنْ صَدَقَ لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ»، وَفِي رِوَايَةٍ:«مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ , فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا» مُتَّفَقٌ عَلَيهِ ([4]).
تُقِيمُ الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ، وَلَا تُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا: عَنْ أَبِى الدَّرْدَاءِ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِe:«خَمْسٌ مَنْ جَاءَ بِهِنَّ مَعَ إِيمَانٍ دَخَلَ الْجَنَّةَ: مَنْ حَافَظَ عَلَى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ عَلَى وُضُوئِهِنَّ، وَرُكُوعِهِنَّ، وَسُجُودِهِنَّ، وَمَوَاقِيتِهِنَّ. وَصَامَ رَمَضَانَ، وَحَجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً، وَأَعْطَى الزَّكَاةَ طَيِّبَةً بِهَا نَفْسُهُ، وَأَدَّى الأَمَانَةَ»صَحِيحٌ ([5])،وَفِي رِوَايَةٍ:«دَخَلَ الْجَنَّةَ»، أَوْ قَالَ:«وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ»، أَوْ قَالَ:« حُرِّمَ عَلَى النَّارِ» صَحِيحٌ ([6])، وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ t، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ, حَدِّثْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ، قَالَ:«بَخٍ بَخٍ ([7]) سَأَلْتَ عَنْ أَمْرٍ عَظِيمٍ، وَهُوَ يَسِيرٌ لِمَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ بِهِ، تُقِيمُ الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ، وَلَا تُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا» صَحِيحٌ ([8])، وَعَنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ t، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ e يَقُولُ:«خَمْسُ صَلَوَاتٍ كَتَبَهُنَّ اللَّهُ U عَلَى الْعِبَادِ، فَمَنْ جَاءَ بِهِنَّ لَمْ يُضَيِّعْ مِنْهُنَّ شَيْئاً اسْتِخْفَافاً بِحَقِّهِنَّ كَانَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدٌ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ» صَحِيحٌ ([9])، وَعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ e:«مَنْ لَقِىَ اللَّهَ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً، وَأَدَّى زَكَاةَ مَالِهِ طَيِّباً بِهَا نَفْسُهُ مُحْتَسِباً، وَسَمِعَ وَأَطَاعَ، دَخَلَ الْجَنَّةَ»صَحِيحٌ ([10]).
تُكْثِرُ مِنْ اَلْسُّجُوُدِ: عن مَعْدَانُ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ الْيَعْمَرِيُّ t، قَالَ: لَقِيتُ ثَوْبَانَ t مَوْلَى رَسُولِ اللّهِ e. فَقُلْتُ: أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ أَعْمَلُهُ يُدْخِلُنِي الله بِهِ الْجَنَّةَ. فَقَالَ: سَأَلْتُ عَنْ ذلِكَ رَسُولَ اللّهِ e. فَقَالَ:«عَلَيْكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ لله، فَإِنَّكَ لاَ تَسْجُدُ لله سَجْدَةً إِلاَّ رَفَعَكَ الله بِهَا دَرَجَةً، وَحَطَّ عَنْكَ بِهَا خَطِيئَةً» أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ ([11]).
سَدَّ فُرْجَةً فِي صَفٍّ: عَنْ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ-رَضِيَ اللَّهُ عَنْها-، قَالَت: قَالَ النَّبِيُّ e:«مَنْ سَدَّ فُرْجَةً، بَنَى الله لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ، وَرَفَعَهُ بِهَا دَرَجَةً» صَحِيحٌ ([12]). إِذَا حَرَّمْتَ الْحَرَامَ، وَأَحْلَلْتَ الْحَلَالَ: عَنْ جَابِرٍ t، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ e النُّعْمَانُ بْنُ قَوْقَلٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَرَأَيْتَ إِذَا صَلَّيْتُ الْمَكْتُوبَةَ، وَحَرَّمْتُ الْحَرَامَ، وَأَحْلَلْتُ الْحَلَالَ، أَأَدْخُلُ الْجَنَّةَ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ e: «نَعَمْ» أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ ([13]).
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وَبِهِ نَسْتَعِينُ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ t، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ e:«افْعَلُوا الْخَيْرَ دَهْرَكُمْ، وَتَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ رَحْمَةِ اللَّهِ، فَإِنَّ لِلَّهِU نَفَحَاتٌ مِنْ رَحْمَتِهِ يُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ، وَسَلُوا اللَّهَ أَنْ يَسْتُرَ عَوْرَاتِكُمْ، وَأَنْ يُؤَمِّنَ رَوْعَاتِكُمْ» صَحِيحٌ ([1]).
مَنْ قَالَ رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالإِسْلاَمِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ t، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِe:«يَا أَبَا سَعِيدٍ, مَنْ رَضِيَ بِاللهِ رَبًّا, وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا, وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ, قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَعَجِبَتْ لَهَا, فَقُلْتُ: أَعِدْهَا عَلَيَّ يَا رَسُولَ اللهِ, فَفَعَلَ, ثُمَّ قَالَ: وَأُخْرَى ([2]) يُرْفَعُ بِهَا الْعَبْدُ مِائَةَ دَرَجَةٍ فِي الْجَنَّةِ, مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ, قُلْتُ: وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ اللهِ؟, قَالَ: الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ, الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ» أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ ([3]). قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:{وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة: 25]، وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى:{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة: 82]وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى:{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا } [النساء: 122] وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ t، قَالَ: نُهِينَا أَنْ نَسْأَلَ رَسُولَ اللهِ e عَنْ شَيْءٍ، فَكَانَ يُعْجِبُنَا أَنْ يَجِيءَ الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ الْعَاقِلُ، فَيَسْأَلَهُ، وَنَحْنُ نَسْمَعُ، فَبَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ مَعَ النَّبِيِّ e فِي المَسْجِدِ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ، عَلَى جَمَلٍ، فَأَنَاخَهُ فِي المَسْجِدِ ثُمَّ عَقَلَهُ، ثُمَّ قَالَ لَنَا: أَيُّكُمْ مُحَمَّدٌ ؟ وَالنَّبِيُّ e مُتَّكِئٌ بَيْنَ ظَهْرَانَيْنا، فَقُلْنَا: هَذَا الرَّجُلُ الأَبْيَضُ المُتَّكِئُ. فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: يَا ابْنَ عَبْدِ المُطَّلِبِ؟، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ e:«قَدْ أَجَبْتُكَ». فَقَالَ الرَّجُلُ لِلنَّبِيِّ e: يَا مُحَمَّدُ، إِنِّي سَائِلُكَ فَمُشَدِّدٌ عَلَيْكَ فِي المَسْأَلَةِ، فَلاَ تَجِدْ عَلَيَّ فِي نَفْسِكَ؟ فَقَالَ:«لَا أَجِدُ فِي نَفْسِي، سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ»، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ, أَتَانَا رَسُولُكَ فَزَعَمَ لَنَا أَنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّ اللهَ أَرْسَلَكَ، قَالَ:«صَدَقَ»، قَالَ: فَمَنْ خَلَقَ السَّمَاءَ؟ قَالَ:«اللهُ»، قَالَ: فَمَنْ خَلَقَ الْأَرْضَ؟ قَالَ:«اللهُ»، قَالَ: فَمَنْ نَصَبَ هَذِهِ الْجِبَالَ، وَجَعَلَ فِيهَا مَا جَعَلَ؟ قَالَ:«اللهُ»، قَالَ: فَبِالَّذِي خَلَقَ السَّمَاءَ، وَخَلَقَ الْأَرْضَ، وَنَصَبَ هَذِهِ الْجِبَالَ، آللَّهُ أَرْسَلَكَ إِلَى النَّاسِ كُلِّهِمْ؟، وَفِي رِوَايَةٍ: أَنْشُدُكَ بِاللهِ إِلَهِكَ وَإِلَهِ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ، وَإِلَهِ مَنْ هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكَ، آللهُ بَعَثَكَ إِلَيْنَا رَسُولًا؟ فَقَالَ:«اللَّهُمَّ نَعَمْ»، قَالَ: فَأَنْشُدُكَ بِاللهِ إِلَهِكَ وَإِلَهِ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ، وَإِلَهِ مَنْ هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكَ، آللهُ أَمَرَكَ أَنْ نَعْبُدَهُ وَحْدَهُ لَا نُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا؟، وَأَنْ نَخْلَعَ هَذِهِ الْأَنْدَادَ الَّتِي كَانَتْ آبَاؤُنَا تَعْبُدُهَا مِنْ دُونِهِ؟, قَالَ: «اللَّهُمَّ نَعَمْ»، قَالَ: فَأَنْشُدُكَ بِاللهِ إِلَهِكَ وَإِلَهِ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ، وَإِلَهِ مَنْ هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكَ، آللهُ أَمَرَكَ أَنْ نُصَلِّيَ هَذِهِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ؟, قَالَ: «اللَّهُمَّ نَعَمْ»، قَالَ: أَنْشُدُكَ بِاللهِ، آللهُ أَمَرَكَ أَنْ نَصُومَ هَذَا الشَّهْرَ مِنَ السَّنَةِ؟, فَقَالَ رَسُولُ اللهِ e:«اللَّهُمَّ نَعَمْ»، قَالَ: أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ، آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ تَأْخُذَ هَذِهِ الصَّدَقَةَ مِنْ أَغْنِيَائِنَا فَتَقْسِمَهَا عَلَى فُقَرَائِنَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ e:«اللَّهُمَّ نَعَمْ»، قَالَ: فَأَنْشُدُكَ بِهِ، آللهُ أَمَرَكَ أَنْ يَحُجَّ هَذَا الْبَيْتَ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا؟، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ e:«اللَّهُمَّ نَعَمْ»، فَقَالَ الرَّجُلُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ, وَأَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ، آمَنْتُ وَصَدَّقْتُ بِمَا جِئْتَ بِهِ، قَالَ: ثُمَّ وَلَّى، قَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، لَا أَزِيدُ عَلَيْهِنَّ، وَلَا أَنْقُصُ مِنْهُنَّ، فَقَالَ النَّبِيُّ e:«لَئِنْ صَدَقَ لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ»، وَفِي رِوَايَةٍ:«مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ , فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا» مُتَّفَقٌ عَلَيهِ ([4]).
تُقِيمُ الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ، وَلَا تُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا: عَنْ أَبِى الدَّرْدَاءِ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِe:«خَمْسٌ مَنْ جَاءَ بِهِنَّ مَعَ إِيمَانٍ دَخَلَ الْجَنَّةَ: مَنْ حَافَظَ عَلَى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ عَلَى وُضُوئِهِنَّ، وَرُكُوعِهِنَّ، وَسُجُودِهِنَّ، وَمَوَاقِيتِهِنَّ. وَصَامَ رَمَضَانَ، وَحَجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً، وَأَعْطَى الزَّكَاةَ طَيِّبَةً بِهَا نَفْسُهُ، وَأَدَّى الأَمَانَةَ»صَحِيحٌ ([5])،وَفِي رِوَايَةٍ:«دَخَلَ الْجَنَّةَ»، أَوْ قَالَ:«وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ»، أَوْ قَالَ:« حُرِّمَ عَلَى النَّارِ» صَحِيحٌ ([6])، وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ t، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ, حَدِّثْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ، قَالَ:«بَخٍ بَخٍ ([7]) سَأَلْتَ عَنْ أَمْرٍ عَظِيمٍ، وَهُوَ يَسِيرٌ لِمَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ بِهِ، تُقِيمُ الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ، وَلَا تُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا» صَحِيحٌ ([8])، وَعَنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ t، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ e يَقُولُ:«خَمْسُ صَلَوَاتٍ كَتَبَهُنَّ اللَّهُ U عَلَى الْعِبَادِ، فَمَنْ جَاءَ بِهِنَّ لَمْ يُضَيِّعْ مِنْهُنَّ شَيْئاً اسْتِخْفَافاً بِحَقِّهِنَّ كَانَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدٌ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ» صَحِيحٌ ([9])، وَعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ e:«مَنْ لَقِىَ اللَّهَ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً، وَأَدَّى زَكَاةَ مَالِهِ طَيِّباً بِهَا نَفْسُهُ مُحْتَسِباً، وَسَمِعَ وَأَطَاعَ، دَخَلَ الْجَنَّةَ»صَحِيحٌ ([10]).
تُكْثِرُ مِنْ اَلْسُّجُوُدِ: عن مَعْدَانُ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ الْيَعْمَرِيُّ t، قَالَ: لَقِيتُ ثَوْبَانَ t مَوْلَى رَسُولِ اللّهِ e. فَقُلْتُ: أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ أَعْمَلُهُ يُدْخِلُنِي الله بِهِ الْجَنَّةَ. فَقَالَ: سَأَلْتُ عَنْ ذلِكَ رَسُولَ اللّهِ e. فَقَالَ:«عَلَيْكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ لله، فَإِنَّكَ لاَ تَسْجُدُ لله سَجْدَةً إِلاَّ رَفَعَكَ الله بِهَا دَرَجَةً، وَحَطَّ عَنْكَ بِهَا خَطِيئَةً» أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ ([11]).
سَدَّ فُرْجَةً فِي صَفٍّ: عَنْ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ-رَضِيَ اللَّهُ عَنْها-، قَالَت: قَالَ النَّبِيُّ e:«مَنْ سَدَّ فُرْجَةً، بَنَى الله لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ، وَرَفَعَهُ بِهَا دَرَجَةً» صَحِيحٌ ([12]). إِذَا حَرَّمْتَ الْحَرَامَ، وَأَحْلَلْتَ الْحَلَالَ: عَنْ جَابِرٍ t، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ e النُّعْمَانُ بْنُ قَوْقَلٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَرَأَيْتَ إِذَا صَلَّيْتُ الْمَكْتُوبَةَ، وَحَرَّمْتُ الْحَرَامَ، وَأَحْلَلْتُ الْحَلَالَ، أَأَدْخُلُ الْجَنَّةَ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ e: «نَعَمْ» أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ ([13]).
ـــــــــــــــــــ
1- أَخْرَجَهُ: الطبرانى (1/250 ، رقم 720) حسن، أَنْظُرْ: ((الصحيحة)) ح (1890).
2 - أَيْ: وَأُعَلِّمُكَ خَصْلَةً أُخْرَى.
3- فِي صَحِيحِهِ 1/44 (15) (16).
4- أَخْرَجَه: اَلْبُخَارِيُّ، كِتَابُ العِلْمِ، بَابُ مَا جَاءَ فِي العِلْمِ، برقم 63، 1333، وَمُسْلِمٌ، كِتَابُ الْإِيمَانَ، بَابٌ فِي بَيَانِ الْإِيمَانِ بِاللهِ وَشَرَائِعِ الدِّينِ، برقم 12،14.
5- حسن : أنظر : ((صحيح سنن أبي داود)) ح (429)، و((صحيح الترغيب والترهيب)) ح (369).
6- حسن : رواه أحمد بإسناد جيد ورواته رواة الصحيح : أنظر : ((صحيح الترغيب والترهيب)) ح (381). عَنْ حَنْظَلَةَ الْأُسَيِّدِيِّ t.
7 - بَخٍ بَخٍ: هي كلمة تقال عند المدح والرضا بالشيء ، وتكرر للمبالغة ،ومعناها تعظيم الأمر وتفخيمه . النهاية 1/101.
8- أَخْرَجَه: أحمد 5/245، أنظر : (( صحيح ابن حبان )) ح (214).
9- ( صحيح ) انظر حديث رقم : 3243 في صحيح الجامع .
10 - أنظر : ((صحيح الترغيب والترهيب)) ح (1339)، و(( الإرواء )) ح (2564).
11 - فِي صَحِيحِهِ ح (48 .
13 - أَخْرَجَه: المحاملي في "الأمالي " ( ق 36 / 2 )، وصححه الشيخ الألباني : في "السلسلة الصحيحة" رقم :1892 ، و(( صحيح الترغيب والترهيب )) ح (505).
14 - فِي صَحِيحِهِ ح 1/44 ( 15 ) ( 16 ) .
1- أَخْرَجَهُ: الطبرانى (1/250 ، رقم 720) حسن، أَنْظُرْ: ((الصحيحة)) ح (1890).
2 - أَيْ: وَأُعَلِّمُكَ خَصْلَةً أُخْرَى.
3- فِي صَحِيحِهِ 1/44 (15) (16).
4- أَخْرَجَه: اَلْبُخَارِيُّ، كِتَابُ العِلْمِ، بَابُ مَا جَاءَ فِي العِلْمِ، برقم 63، 1333، وَمُسْلِمٌ، كِتَابُ الْإِيمَانَ، بَابٌ فِي بَيَانِ الْإِيمَانِ بِاللهِ وَشَرَائِعِ الدِّينِ، برقم 12،14.
5- حسن : أنظر : ((صحيح سنن أبي داود)) ح (429)، و((صحيح الترغيب والترهيب)) ح (369).
6- حسن : رواه أحمد بإسناد جيد ورواته رواة الصحيح : أنظر : ((صحيح الترغيب والترهيب)) ح (381). عَنْ حَنْظَلَةَ الْأُسَيِّدِيِّ t.
7 - بَخٍ بَخٍ: هي كلمة تقال عند المدح والرضا بالشيء ، وتكرر للمبالغة ،ومعناها تعظيم الأمر وتفخيمه . النهاية 1/101.
8- أَخْرَجَه: أحمد 5/245، أنظر : (( صحيح ابن حبان )) ح (214).
9- ( صحيح ) انظر حديث رقم : 3243 في صحيح الجامع .
10 - أنظر : ((صحيح الترغيب والترهيب)) ح (1339)، و(( الإرواء )) ح (2564).
11 - فِي صَحِيحِهِ ح (48 .
13 - أَخْرَجَه: المحاملي في "الأمالي " ( ق 36 / 2 )، وصححه الشيخ الألباني : في "السلسلة الصحيحة" رقم :1892 ، و(( صحيح الترغيب والترهيب )) ح (505).
14 - فِي صَحِيحِهِ ح 1/44 ( 15 ) ( 16 ) .