فوائد من قصة هجر أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-
لابن أختها عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه-
لفضيلة الشيخ عبد الرزاق البدر -حفظه الله -
[من شرح الأدب المفرد / ش54]
[للتحميل]
[بَابٌ: هِجْرَةِ الرَّجُلِ]
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الطُّفَيْلِ -وَهُوَ ابْنُ أَخِ عَائِشَةَ لأُمِّهَا- أَنَّ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- حُدِّثَتْ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ قَالَ فِي بَيْعٍ أَوْ عَطَاءٍ أَعْطَتْهُ عَائِشَةُ: "وَاللَّهِ لَتَنْتَهِيَنَّ عَائِشَةُ أَوْ لأَحْجُرَنَّ عَلَيْهَا"، فَقَالَتْ: "أَهُوَ قَالَ هَذَا؟" قَالُوا: نَعَمْ، قَالَتْ عَائِشَةُ: "فَهُوَ لِلَّهِ نَذْرٌ أَنْ لا أُكَلِّمَ ابْنَ الزُّبَيْرِ كَلِمَةً أَبَدًا"، فَاسْتَشْفَعَ ابْنُ الزُّبَيْرِ بِالْمُهَاجِرِينَ حِينَ طَالَتْ هِجْرَتُهَا إِيَّاهُ، فَقَالَتْ: "وَاللَّهِ، لا أُشَفِّعُ فِيهِ أَحَدًا أَبَدًا، وَلا أُحَنِّثُ نَذْرِي الَّذِي نَذَرْتُ أَبَدًا"، فَلَمَّا طَالَ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ كَلَّمَ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ -وَهُمَا مِنْ بَنِي زُهْرَةَ- فَقَالَ لَهُمَا: "أَنْشدُكُمَا بِاللَّهِ إِلا أَدْخَلْتُمَانِي عَلَى عَائِشَةَ فَإِنَّهَا لا يَحِلُّ لَهَا أَنْ تَنْذِرَ قَطِيعَتِي"، فَأَقْبَلَ بِهِ الْمِسْوَرُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ مُشْتَمِلَيْنِ عَلَيْهِ بِأَرْدِيَتِهِمَا حَتَّى اسْتَأْذَنَا عَلَى عَائِشَةَ فَقَالا: السَّلامُ عَلَيْكِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، أَنَدْخُلُ ؟ فَقَالَتْ عَائِشَةُ: ادْخُلُوا، قَالا: كُلُّنَا يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، اُدْخُلُوا كُلُّكُمْ، وَلا تَعْلَمُ أَنَّ مَعَهُمَا ابْنَ الزُّبَيْرِ، فَلَمَّا دَخَلُوا دَخَلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ فِي الْحِجَابِ، وَاعْتَنَقَ عَائِشَةَ وَطَفِقَ يُنَاشِدُهَا يَبْكِي، وَطَفِقَ الْمِسْوَرُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ يُنَاشِدَانِ عَائِشَةَ إِلا كَلَّمَتْهُ وَقَبِلَتْ مِنْهُ، وَيَقُولانِ: قَدْ عَلِمْتِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَهَى عَمَّا قَدْ عَلِمْتِ مِنَ الْهِجْرَةِ، وَأَنَّهُ لا يَحِلُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاثِ لَيَالٍ، قَالَ: فَلَمَّا أَكْثَرُوا التَّذْكِيرَ وَالتَّحْرِيجَ طَفِقَتْ تُذَكِّرُهُمْ وَتَبْكِي، وَتَقُولُ: "إِنِّي قَدْ نَذَرْتُ وَالنَّذْرُ شَدِيدٌ"، فَلَمْ يَزَالُوا بِهَا حَتَّى كَلَّمَتِ ابْنَ الزُّبَيْرِ، ثُمَّ أَعْتَقَتْ بِنَذْرِهَا أَرْبَعِينَ رَقَبَةً، ثُمَّ كَانَتْ تَذْكُرُ بَعْدَ مَا أَعْتَقَتْ أَرْبَعِينَ رَقَبَةً فَتَبْكِي حَتَّى تَبُلَّ دُمُوعُهَا خِمَارَهَا" . (صحيح)
=========================================
من الفوائد التي ذكرها الشيخ -حفظه الله-:
1. الأصل: تحقيق الأخوة والمودة والرحمة بين المسلمين، وعدم جواز الهجر.
2. ينبغي على الإنسان أن يحافظ على كلامه ولا سيما في حق من لهم مكانة عالية عنده.
3. من كانت له حيلة للإصلاح فلْيحتل.
4. الواجب على من أخطأ أن يتحمل خطأه وأن يجتهد في الاعتذار والإلحاح في طلب العذر حتى يذهب ما في نفس من أخطأ في حقه.
5. فضيلة السعي في الإصلاح بين الناس.
6. ينبغي على الساعي في الإصلاح أن يجمع بين الترغيب والترهيب؛ يُذكِّر بفضائل الصفح والعفو ويُحرِّج بالنصوص التي تتعلق بالهجر وأنه لا يحل فوق ثلاث.
7. ينبغي على الساعي في الإصلاح أن يجتهد في تحقيق الإصلاح؛ لا ينبغي أن يكتفي بكلمة واحدة، بل يكرر ويُلحُّ ويرغِّب ويتودد حتى تتحق الثمرة التي سعى من أجلها.
8. ((فَتَبْكِي حَتَّى تَبُلَّ دُمُوعُهَا خِمَارَهَا)) يستفاد منه أنَّ الذي كان عليه نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- ونساء الصحابة -رضي الله عنهم- تغطية الوجه بحضرة الرجال الأجانب.
1. الأصل: تحقيق الأخوة والمودة والرحمة بين المسلمين، وعدم جواز الهجر.
2. ينبغي على الإنسان أن يحافظ على كلامه ولا سيما في حق من لهم مكانة عالية عنده.
3. من كانت له حيلة للإصلاح فلْيحتل.
4. الواجب على من أخطأ أن يتحمل خطأه وأن يجتهد في الاعتذار والإلحاح في طلب العذر حتى يذهب ما في نفس من أخطأ في حقه.
5. فضيلة السعي في الإصلاح بين الناس.
6. ينبغي على الساعي في الإصلاح أن يجمع بين الترغيب والترهيب؛ يُذكِّر بفضائل الصفح والعفو ويُحرِّج بالنصوص التي تتعلق بالهجر وأنه لا يحل فوق ثلاث.
7. ينبغي على الساعي في الإصلاح أن يجتهد في تحقيق الإصلاح؛ لا ينبغي أن يكتفي بكلمة واحدة، بل يكرر ويُلحُّ ويرغِّب ويتودد حتى تتحق الثمرة التي سعى من أجلها.
8. ((فَتَبْكِي حَتَّى تَبُلَّ دُمُوعُهَا خِمَارَهَا)) يستفاد منه أنَّ الذي كان عليه نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- ونساء الصحابة -رضي الله عنهم- تغطية الوجه بحضرة الرجال الأجانب.