السَّلامُ عليكمْ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه
حيَّاكمْ اللهُ جميعًا
مقطع للشيخ : عبيد الجابري و عبد الله البخاري - حفظهم الله -
بعنوان : أكثر من المباحات حتى ضعفت همته في طلب العلم؛ فما توجيهكم؟
مـــدتــه:07:56
تفريغ
السؤال الحادي عشر:
بارك الله فيكم شيخنا، هذا السؤال الحادي عشر، يقول السائل: شيخنا- رعاكم الله-، أنا أحد أبنائكم من الطلاب ضعفت في مجاهدة نفسي في باب من الأبواب المباحة
فجرّ هذا الأمر ضعفًا عامًا في كل شيء، حتى قصُرت همتي من الازدياد من طلب العلم، وحصلت بعض الوساوس فبما ترشدوننا؟
الجواب:
خَفِّف من هذه المباحات، وجِد في طلب العلم، اكتفِ بما يسد حاجتك من طعامٍ وشرابٍ ولباس، ولا تفرط ولا تسرف، حتى الغني أيضًا منهيٌّ عن الإسراف، والإفراط في المباحات، والله أعلم.
الشيخ عبد الله البخاري: بسم الله والحمد لله وصلَّى الله على رسول الله وآله وصحبه وسلم، يُضاف إلى ما ذكره شيخنا – حفظه الله – أن هذا الأخ الذي أفرط في هذا الباب في استخدام المباحات،
دلّ ذلك على أن له من الأوقات والفراغ الشيء الكثير، حتى أنه تفرغ إلى الإكثار من المباحات، ومن المعلوم أن شغل الوقت يجب أن يكون بالنافع المفيد، فمن لم يشغله بالنافع المفيد، شُغِل بالضد - والعياذ بالله-
وهذا الوقت هو أنفس ما عُنِيَ به الإنسان، أقول أَنفسُ ما عُنيَّ به الإنسان، وضياعه أشدُّ على الإنسان من الموت، قال الإمام ابن القيم –رحمه الله- : (ضياعُ الوقتِ أشدُّ من الموت، فإنّ الموت يقطعك عن الناس، وأما ضياع الوقت
فإنه يقطعك عن الله والدار الآخرة).نسأل الله السلامة والعافية، فجب على هذا الأخ أن يُراجع نفسه، وأن يصاحب الصادقين الناصحين المخلصين، الذين يشدُّون من أزره ويأخذون بيده، ويتواصون بالحقّ ويتواصون بالصبر
أما أن يترك وأن ينعزل وأن يشغل وقته بالضار، ومن ذلك الإكثار من المباحات، حتى استمرأت نفسه جملةً كبيرة – والله أعلم- بحقيقة هذه المباحات، فقد يكون يظنها من المباحات وهي من المحرمات،
لجهله أو لهواه –والعياذ بالله- وعلى كل حال نسأل الله لنا وللجميع التوفيق والسداد، وصلَّى الله على رسول الله وآله وصحبه وسلم.
الشيخ عبيد الجابري: أحسنتم بارك الله فيكم. نقول: والقاعدة أن بعض المباحات إذا ضيعت ما هو واجبًا، أو مثلًا أوصلت إلى ما هو محرَّم كانت هي محرَّمة في ذاتها، لأنّ الوسائل لها أحكام المقاصد.
الشيخ عبدالله البخاري: يقول في هذا الباب الخليل بن أحمد الفراهيدي كان يقول: "أثقل الساعات عليّ ساعة آكل فيها" والأكل مباح، وقد يجب أحيانًا، لكنه يرى أنه من أثقل الساعات
لأنه يشغله عن الطلب أعني طلب العلم، والأمثله في هذا الباب عديدة وكثيرة.
الشيخ عبيد: أقول من هذا: وهو كما يقولون وليد الساعة، بعض الناس إذا صام رمضان هو لا يعرض لمُفَطِّر، بل قد يشغل يومه بقراءة القرآن وبصلاة وبغيره من التعبدات، لكن إذا حانت ساعة الإفطار أكل وشرب بِنَهَم
حتى لا يجد مسلكًا فيما بعد، وهذا ليس محرَّمًا في ذاته لكن لماذا؟ إذا أثقله عن صلاة العشاء وما ينضم إليها من عبادات كقراءة قرآن بين الأذان والإقامة، صلاة نافلة، وما بعدها من النوافل في هذه الحال يكون مدخلًا للشيطان
قد يدخل الشيطان من هذا إلى أن يُزهِّده في النوافل، ويُسَوِّل لنفسه أن يقتصر على الفرائض، وهذا مما تُرد به الشهادة، (الإصرار على ترك النوافل جرح) يقولون (جرحٌ تُرد به الشهادة) ، ولربما وسوس له فترك الجماعة
فالشيطان - عليه لعنة الله- يتدرج بالعبد قد لا يستزله مباشرة، لكن يتدرج به تدرجًا حتى يوقعه فيما يُريد من إطلاق ذلكم العبد نفسه في الهوى والمحرمات.
الشيخ عبدالله البخاري: تذكرت أمرًا أيضًا ذكره الإمام ابن القيم - رحمه الله- مصداقًا لكلامكم وتصديقًا له، قال - رحمه الله- : "قَدْ يَتَسَلَّل إليكَ لصُ الْهوى وَأَنت فِي زَاوِيَة التَّعَبُّد ثمَّ لا يجد مِنْك طردا لَهُ
فَلَا يزَال بك حَتَّى يخْرجك من الْمَسْجِد" هكذا ينساقُ وراء الشيطان، وخطوات الشيطان شيئًا فشيئا حتى يترك الصلاة ويترك الواجبات نسأل الله والعافية.
الشيخ عبيد: هذا كثير حتى أن بعض الناس المُفرطين في الأكل والشرب والصنوف المتعددة المتنوعة من الطعام والشراب، يعني يوصلهم الأمر إلى أن ينثروه في الشوارع في حاويات المزابل
فبَدَل أن يفطروا بما تيسر، ويعدوا للفطور ما يسد الجوع والعطش ويتصدقوا بالباقي، فإن الشيطان زَهَّد لهم في الصدقة، لكن لم يوسوس لهم بترك الصدقة، وإنما أتاهم بالإفراط في
شراء المطعومات والمشروبات التي هي مباحة، حتى أنه أوصلهم إلى أن يزيدوا على ما يحتاجون إليه فينثرونه في ماذا؟ في المزابل، لا هم وفروا نقودًا وتصدقوا بها، ولا هم تصدقوا بالباقي عنهم إلى الفقراء
فالواجب على المسلمين والمسلمات أن يأخذوا حِذْرَهم من عدوهم، الذي هو عدو الله وعدوهم، كما نص الله- سبحانه وتعالى- على ذلك في
غير ما موضعٍ من كتابه، ومن كان على درايةٍ بالقرآن لا يعجزه استحضار تلكم الآيات.
مقطع للشيخ : عبيد الجابري و عبد الله البخاري - حفظهم الله -
بعنوان : أكثر من المباحات حتى ضعفت همته في طلب العلم؛ فما توجيهكم؟
مـــدتــه:07:56
تفريغ
السؤال الحادي عشر:
بارك الله فيكم شيخنا، هذا السؤال الحادي عشر، يقول السائل: شيخنا- رعاكم الله-، أنا أحد أبنائكم من الطلاب ضعفت في مجاهدة نفسي في باب من الأبواب المباحة
فجرّ هذا الأمر ضعفًا عامًا في كل شيء، حتى قصُرت همتي من الازدياد من طلب العلم، وحصلت بعض الوساوس فبما ترشدوننا؟
الجواب:
خَفِّف من هذه المباحات، وجِد في طلب العلم، اكتفِ بما يسد حاجتك من طعامٍ وشرابٍ ولباس، ولا تفرط ولا تسرف، حتى الغني أيضًا منهيٌّ عن الإسراف، والإفراط في المباحات، والله أعلم.
الشيخ عبد الله البخاري: بسم الله والحمد لله وصلَّى الله على رسول الله وآله وصحبه وسلم، يُضاف إلى ما ذكره شيخنا – حفظه الله – أن هذا الأخ الذي أفرط في هذا الباب في استخدام المباحات،
دلّ ذلك على أن له من الأوقات والفراغ الشيء الكثير، حتى أنه تفرغ إلى الإكثار من المباحات، ومن المعلوم أن شغل الوقت يجب أن يكون بالنافع المفيد، فمن لم يشغله بالنافع المفيد، شُغِل بالضد - والعياذ بالله-
وهذا الوقت هو أنفس ما عُنِيَ به الإنسان، أقول أَنفسُ ما عُنيَّ به الإنسان، وضياعه أشدُّ على الإنسان من الموت، قال الإمام ابن القيم –رحمه الله- : (ضياعُ الوقتِ أشدُّ من الموت، فإنّ الموت يقطعك عن الناس، وأما ضياع الوقت
فإنه يقطعك عن الله والدار الآخرة).نسأل الله السلامة والعافية، فجب على هذا الأخ أن يُراجع نفسه، وأن يصاحب الصادقين الناصحين المخلصين، الذين يشدُّون من أزره ويأخذون بيده، ويتواصون بالحقّ ويتواصون بالصبر
أما أن يترك وأن ينعزل وأن يشغل وقته بالضار، ومن ذلك الإكثار من المباحات، حتى استمرأت نفسه جملةً كبيرة – والله أعلم- بحقيقة هذه المباحات، فقد يكون يظنها من المباحات وهي من المحرمات،
لجهله أو لهواه –والعياذ بالله- وعلى كل حال نسأل الله لنا وللجميع التوفيق والسداد، وصلَّى الله على رسول الله وآله وصحبه وسلم.
الشيخ عبيد الجابري: أحسنتم بارك الله فيكم. نقول: والقاعدة أن بعض المباحات إذا ضيعت ما هو واجبًا، أو مثلًا أوصلت إلى ما هو محرَّم كانت هي محرَّمة في ذاتها، لأنّ الوسائل لها أحكام المقاصد.
الشيخ عبدالله البخاري: يقول في هذا الباب الخليل بن أحمد الفراهيدي كان يقول: "أثقل الساعات عليّ ساعة آكل فيها" والأكل مباح، وقد يجب أحيانًا، لكنه يرى أنه من أثقل الساعات
لأنه يشغله عن الطلب أعني طلب العلم، والأمثله في هذا الباب عديدة وكثيرة.
الشيخ عبيد: أقول من هذا: وهو كما يقولون وليد الساعة، بعض الناس إذا صام رمضان هو لا يعرض لمُفَطِّر، بل قد يشغل يومه بقراءة القرآن وبصلاة وبغيره من التعبدات، لكن إذا حانت ساعة الإفطار أكل وشرب بِنَهَم
حتى لا يجد مسلكًا فيما بعد، وهذا ليس محرَّمًا في ذاته لكن لماذا؟ إذا أثقله عن صلاة العشاء وما ينضم إليها من عبادات كقراءة قرآن بين الأذان والإقامة، صلاة نافلة، وما بعدها من النوافل في هذه الحال يكون مدخلًا للشيطان
قد يدخل الشيطان من هذا إلى أن يُزهِّده في النوافل، ويُسَوِّل لنفسه أن يقتصر على الفرائض، وهذا مما تُرد به الشهادة، (الإصرار على ترك النوافل جرح) يقولون (جرحٌ تُرد به الشهادة) ، ولربما وسوس له فترك الجماعة
فالشيطان - عليه لعنة الله- يتدرج بالعبد قد لا يستزله مباشرة، لكن يتدرج به تدرجًا حتى يوقعه فيما يُريد من إطلاق ذلكم العبد نفسه في الهوى والمحرمات.
الشيخ عبدالله البخاري: تذكرت أمرًا أيضًا ذكره الإمام ابن القيم - رحمه الله- مصداقًا لكلامكم وتصديقًا له، قال - رحمه الله- : "قَدْ يَتَسَلَّل إليكَ لصُ الْهوى وَأَنت فِي زَاوِيَة التَّعَبُّد ثمَّ لا يجد مِنْك طردا لَهُ
فَلَا يزَال بك حَتَّى يخْرجك من الْمَسْجِد" هكذا ينساقُ وراء الشيطان، وخطوات الشيطان شيئًا فشيئا حتى يترك الصلاة ويترك الواجبات نسأل الله والعافية.
الشيخ عبيد: هذا كثير حتى أن بعض الناس المُفرطين في الأكل والشرب والصنوف المتعددة المتنوعة من الطعام والشراب، يعني يوصلهم الأمر إلى أن ينثروه في الشوارع في حاويات المزابل
فبَدَل أن يفطروا بما تيسر، ويعدوا للفطور ما يسد الجوع والعطش ويتصدقوا بالباقي، فإن الشيطان زَهَّد لهم في الصدقة، لكن لم يوسوس لهم بترك الصدقة، وإنما أتاهم بالإفراط في
شراء المطعومات والمشروبات التي هي مباحة، حتى أنه أوصلهم إلى أن يزيدوا على ما يحتاجون إليه فينثرونه في ماذا؟ في المزابل، لا هم وفروا نقودًا وتصدقوا بها، ولا هم تصدقوا بالباقي عنهم إلى الفقراء
فالواجب على المسلمين والمسلمات أن يأخذوا حِذْرَهم من عدوهم، الذي هو عدو الله وعدوهم، كما نص الله- سبحانه وتعالى- على ذلك في
غير ما موضعٍ من كتابه، ومن كان على درايةٍ بالقرآن لا يعجزه استحضار تلكم الآيات.