الصَّالحُ
الحمد لله الذي علَّم وفهَّم حمدا كثيرا لما والى وأنعم وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
أما بعد:
فقد كان الصَّلاح ولازال من أعظم ما سعى إلى تحصيله الأفاضل لعظيم ما فيه من الفضائل وحسبك من ذلك أنَّ من نال هذه المنزلة كانت الجنة منزله
والصلاح ليس شيئا يُقال أو يُدَّعى وإنما هو صفات وسمات يجمعها قول الله جل وعلا:
﴿لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113) يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [ سورة آل عمران]
﴿لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113) يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [ سورة آل عمران]
قال ابن جرير:"الصالح" من بني آدم: هو المؤدي حقوق الله عليه.
وقال شَيخ الإسلام:الصَّالِحُ هُوَ الْقَائِمُ بِمَا وَجَبَ عَلَيْهِ . وقال أبو إسحاق الزَّجَّاج:الصَّالح الذي يؤَدي إِلى اللَّه ما عليه ويؤَدي إلى الناس حقوقهم.
والصالح بهذا المعنى هو المقصود في الآيات والأحاديث التي نصّت على فضل الصّلاح ومآل الصَّالحين ،و من اشتهرت معصيته فليس بصالح وإن كان مطيعا لله جل وعلا بل ذلك دون الصالح : قالت الجن ﴿وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا ﴾ قال شيخ الإسلام : وَدُونَ الصَّالِحِ لَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ عَاصِيًا فِي بَعْضِ مَا أُمِرَ بِهِ وَهُوَ قِسْمٌ غَيْرُ الْكَافِرِ فَإِنَّ الْكَافِرَ لَا يُوصَفُ بِمِثْلِ ذَلِكَ. انتهى
وللناس في الصلاح والوصف بالصالح مذاهب ومشارب وأكثر النّاس على أن الصّالح من وافقهم في منهجهم وطريقتهم فالصّالح عند الجهمية من كان جهميا والصّالح عند الأشاعرة من كان أشعريا والصّالح عند المرجئة من كان مرجئا والصّالح عند الإخوان من كان إخوانيا وهكذا ....
والصحيح الذي لا ريب فيه أن الصالح هو: المطيع للأمر المتبع للأثر
والحمد لله رب العالمين
والحمد لله رب العالمين
تعليق