إعلام الكرام ببعض آداب السلام (5)
ممن يشرع التسليم عليهم
39 _ التسليم على الصبيان :
_ روى مسلم في صحيحه و أبو عوانة في المستخرج و ابن أبي شيبة في مصنفه و أحمد في المسند، عن أنس، قال : أتى علي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا ألعب مع الغلمان، قال : فسلم علينا، فبعثني إلى حاجة، فأبطأت على أمي، فلما جئت قالت : ما حبسك؟ قلت بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجة، قالت : ما حاجته؟ قلت : إنها سر، قالت : لا تحدثن بسر رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا. قال أنس : والله لو حدثت به أحدا لحدثتك يا ثابت.
_ روى أبو داود –واللفظ له- و ابن ماجة، عن أنس : انتهى إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم : وأنا غلام في الغلمان فسلم علينا، ثم أخذ بيدي فأرسلني، برسالة وقعد في ظل جدار، أو قال إلى جدار حتى رجعت إليه. صححه الألباني رحمه الله في صحيح سنن أبي داود و في صحيح سنن ابن ماجة.
_روى مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم مر على غلمان فسلم عليهم.
_ روى البخاري –و اللفظ له- و مسلم و الدرامي و الترمذي و البخاري في الأدب المفرد غيرهم، عن أنس بن مالك رضي الله عنه : "أنه مر على صبيان فسلم عليهم" وقال : "كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله".
_ روى البخاري في الأدب المفرد، عن عنبسة قال : رأيت ابن عمر يسلم على الصبيان في الكتّاب. قال الألباني رحمه الله في صحيح الأدب المفرد : صجيج الأسناد.
_ قال نووي رحمه الله في شرح مسلم (14/167) : "و في رواية : (مر بصبيان فسلم عليهم) الغلمان : هم الصبيان، بكسر الصاد على المشهور و بضمها، ففيه استحباب السلام على الصبيان المميزين، و الندب إلى التواضع، و بذل السلام للناس كلهم، و بيان تواضعه صلى الله عليه و سلم و كمال شفقته على العالمين. و اتفق العالماء على استحباب السلام على الصبيان".
_ قال الحافظ بن حجر في الفتح (11/40-41) : "قال ابن بطال : في السلام على الصبيان تدريب لهم على آداب الشريعة. و فيه طرح الأكابر رداء الكبر و سلوك التواضع و لين الجانب".
قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين (3/13 : "و للسلام على الصبيان أكثر من فائدة :
1 _ اتباع سنة النبي صلى الله عليه و سلم : و قد قال الله تعالى {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله و اليوم الآخر} [الأحزاب 21].
2 _ حتى لا يذم الإنسان بنفسه : و يشمخ بأنفه، و يعلو برأسه، و يتواضعُ و يسلم على الصبيان و قد قال النبي صلى الله عليه و سلم : "ما زاد عبدا بعفو إلا عزا، و ما تواضع أحد لله إلا رفعه".
3 _ تعويد الصبيان لمحاسن الأخلاق : لأن الصبيان إذا رأو الرجل يمر بهم و يسلم عليهم تعودوا ذلك و اعتادوا هذه السنة المباركة الطيبة.
4 _ أن هذا يجلب المودة للصبي : يعني أن الصبيان إذا رأو الرجل يسلم عليه و يفرح لذلك، و ربما لا ينساها ابدا؛ لأن الصبي لا ينسى ما مر به. فهذه من فوائد السلام على الصبيان.
_ مسألة : قال النووي رحمه الله في شرح مسلم (14/167) :"لو سلم على رجال و صبيان منهم، هل يسقط فرض الرد على الرجال؟ ففيه وجهان لأصحابنا، أصحهما : يسقط".
_ مسألة : قال بن حجر في الفتح (11/41) : "لو ابتدأ الصبي بالسلام وجب على البالغ الرد على الصحيح".
40 _ التسليم على اليقظان و النائم إذا كانا في مكان واحد :
_ روى مسلم و الترمذي و البخاري في الأدب المفرد –و اللفظ له-، عن المقداد بن الأسود قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يجيء من الليل، فيسلم تسليما لا يوقظ نائما، ويسمع اليقظان. صححه الألباني رحمه الله في صحيح سنن الترمذي و في صحيح الأدب المفرد.
_ قال النووي رحمه الله في شرح مسلم (14/1 : "هذا فيه آداب السلام على الأيقاظ في موضع فيه نيام أو من في معناهم، و أنه يكون سلاما متوسطا بين الرفع و المخافتة بحيث يسمع الأيقاظ، و لا يهوش على غيرهم".
_ قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين (3/132) : "فإذا دخلت بيتا فيه أيقاظ و نيام فأعط الأيقاظ حقهم في السلام عليهم، و امنع الأذى عن النيان بحيث يكون السلام خفيا يسمعه اليقظان و لا يسمعه النائم".
41 _ التسليم على الأمراء :
_ روى البخاري في الأدب المفرد، عبيد الله بن عبد الله قال : قدم معاوية حاجا حجته الأولى وهو خليفة، فدخل عليه عثمان بن حنيف الأنصاري فقال : السلام عليك أيها الأمير ورحمة الله، فأنكرها أهل الشام وقالوا : من هذا المنافق الذي يقصر بتحية أمير المؤمنين؟ فبرك عثمان على ركبته ثم قال : يا أمير المؤمنين، إن هؤلاء أنكروا علي أمرا أنت أعلم به منهم، فوالله لقد حييت بها أبا بكر وعمر وعثمان، فما أنكره منهم أحد، فقال معاوية لمن تكلم من أهل الشام : على رسلكم، فإنه قد كان بعض ما يقول، ولكن أهل الشام قد حدثت هذه الفتن ، قالوا : لا تقصر عندنا تحية خليفتنا، فإني إخالكم يا أهل المدينة تقولون لعامل الصدقة : أيها الأمير. صحح الألباني رحمه الله إسناده في صحيح الأدب المفرد.
_ و له أيضا، عن ابن شهاب، أن عمر بن عبد العزيز سأل أبا بكر بن سليمان بن أبي حثمة : لم كان أبو بكر يكتب : من أبي بكر خليفة رسول الله، ثم كان عمر يكتب بعده : من عمر بن الخطاب خليفة أبي بكر، من أول من كتب : أمير المؤمنين؟ فقال : حدثتني جدتي الشفاء -وكانت من المهاجرات الأول، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا هو دخل السوق دخل عليها- قالت : كتب عمر بن الخطاب إلى عامل العراقين : أن ابعث إلي برجلين جلدين نبيلين، أسألهما عن العراق وأهله، فبعث إليه صاحب العراقين بلبيد بن ربيعة، وعدي بن حاتم، فقدما المدينة فأناخا راحلتيهما بفناء المسجد، ثم دخلا المسجد فوجدا عمرو بن العاص، فقالا له : يا عمرو، استأذن لنا على أمير المؤمنين عمر، فوثب عمرو فدخل على عمر فقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين، فقال له عمر : ما بدا لك في هذا الاسم يا ابن العاص؟ لتخرجن مما قلت، قال : نعم، قدم لبيد بن ربيعة، وعدي بن حاتم، فقالا لي : استأذن لنا على أمير المؤمنين، فقلت : أنتما والله أصبتما اسمه، وإنه الأمير، ونحن المؤمنون. فجرى الكتاب من ذلك اليوم. قال الألباني رحمه الله في صحيح الأدب المفرد : صحيح الإسناد.
42 _ التسليم على مجلس فيه المؤمنون و المشركون :
_ روى البخاري و مسلم و غيرهما، عن عروة بن الزبير، قال : أخبرني أسامة بن زيد : أن النبي صلى الله عليه وسلم ركب حمارا، عليه إكاف تحته قطيفة فدكية، وأردف وراءه أسامة بن زيد، وهو يعود سعد بن عبادة في بني الحارث بن الخزرج، وذلك قبل وقعة بدر، حتى مر في مجلس فيه أخلاط من المسلمين والمشركين عبدة الأوثان واليهود، وفيهم عبد الله بن أبي ابن سلول، وفي المجلس عبد الله بن رواحة، فلما غشيت المجلس عجاجة الدابة ، خمر عبد الله بن أبي أنفه بردائه، ثم قال : لا تغبروا علينا، فسلم عليهم النبي صلى الله عليه وسلم ثم وقف، فنزل فدعاهم إلى الله، وقرأ عليهم القرآن، فقال عبد الله بن أبي ابن سلول : أيها المرء، لا أحسن من هذا إن كان ما تقول حقا، فلا تؤذنا في مجالسنا، وارجع إلى رحلك، فمن جاءك منا فاقصص عليه، قال عبد الله بن رواحة : اغشنا في مجالسنا فإنا نحب ذلك، فاستب المسلمون والمشركون واليهود، حتى هموا أن يتواثبوا، فلم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يخفضهم، ثم ركب دابته حتى دخل على سعد بن عبادة، فقال : "أي سعد، ألم تسمع إلى ما قال أبو حباب -يريد عبد الله بن أبي- قال كذا وكذا" قال : اعف عنه يا رسول الله واصفح، فوالله لقد أعطاك الله الذي أعطاك، ولقد اصطلح أهل هذه البحرة على أن يتوجوه، فيعصبونه بالعصابة، فلما رد الله ذلك بالحق الذي أعطاك شرق بذلك، فذلك فعل به ما رأيت، فعفا عنه النبي صلى الله عليه وسلم.
_ و روى الترمذي في سننه و البخاري في الأدب المفرد عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم :"مر بمجلس وفيه أخلاط من المسلمين واليهود فسلم عليهم". صححه الألباني رحمه الله في صحيح سنن الترمذي، و في صحيح الأدب المفرد.
_ قال النووي رحمه الله في شرح مسلم (14/164) : "و يجوز الابتداء بالسلام على جمع فيهم مسلمون و كفار أو مسلم و كافر، و يقصد المسلمين للحديث السابق أنه سلم على مجلس فيه أخلاط من المسلمين و المشركين".
_ و قال رحمه الله فيه أيضا (12/170) : "و فيه : جواز الابتداء بالسلام على قوم فيهم مسلمون و كفار، و هذا مجمع عليه".
_ و قال النووي رحمه الله في الأذكار (ص 464) : "و إذا مر واحد على جماعة مسلمون أو مسلم و كفار، فالسنة أن يسلم عليهم و يقصد المسلمين أو المسلم".
_ قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله في شرح رياض الصاحين (3/143) : "تسلم و تنوي على المسلمين؛ لأن النبي صلى الله عليه و سلم مر بمجلس فيه أخلاط من المشركين و اليهود، و فيهم المسلمون فسلم عليهم".
_ روى مسلم في صحيحه و أبو عوانة في المستخرج و ابن أبي شيبة في مصنفه و أحمد في المسند، عن أنس، قال : أتى علي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا ألعب مع الغلمان، قال : فسلم علينا، فبعثني إلى حاجة، فأبطأت على أمي، فلما جئت قالت : ما حبسك؟ قلت بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجة، قالت : ما حاجته؟ قلت : إنها سر، قالت : لا تحدثن بسر رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا. قال أنس : والله لو حدثت به أحدا لحدثتك يا ثابت.
_ روى أبو داود –واللفظ له- و ابن ماجة، عن أنس : انتهى إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم : وأنا غلام في الغلمان فسلم علينا، ثم أخذ بيدي فأرسلني، برسالة وقعد في ظل جدار، أو قال إلى جدار حتى رجعت إليه. صححه الألباني رحمه الله في صحيح سنن أبي داود و في صحيح سنن ابن ماجة.
_روى مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم مر على غلمان فسلم عليهم.
_ روى البخاري –و اللفظ له- و مسلم و الدرامي و الترمذي و البخاري في الأدب المفرد غيرهم، عن أنس بن مالك رضي الله عنه : "أنه مر على صبيان فسلم عليهم" وقال : "كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله".
_ روى البخاري في الأدب المفرد، عن عنبسة قال : رأيت ابن عمر يسلم على الصبيان في الكتّاب. قال الألباني رحمه الله في صحيح الأدب المفرد : صجيج الأسناد.
_ قال نووي رحمه الله في شرح مسلم (14/167) : "و في رواية : (مر بصبيان فسلم عليهم) الغلمان : هم الصبيان، بكسر الصاد على المشهور و بضمها، ففيه استحباب السلام على الصبيان المميزين، و الندب إلى التواضع، و بذل السلام للناس كلهم، و بيان تواضعه صلى الله عليه و سلم و كمال شفقته على العالمين. و اتفق العالماء على استحباب السلام على الصبيان".
_ قال الحافظ بن حجر في الفتح (11/40-41) : "قال ابن بطال : في السلام على الصبيان تدريب لهم على آداب الشريعة. و فيه طرح الأكابر رداء الكبر و سلوك التواضع و لين الجانب".
قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين (3/13 : "و للسلام على الصبيان أكثر من فائدة :
1 _ اتباع سنة النبي صلى الله عليه و سلم : و قد قال الله تعالى {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله و اليوم الآخر} [الأحزاب 21].
2 _ حتى لا يذم الإنسان بنفسه : و يشمخ بأنفه، و يعلو برأسه، و يتواضعُ و يسلم على الصبيان و قد قال النبي صلى الله عليه و سلم : "ما زاد عبدا بعفو إلا عزا، و ما تواضع أحد لله إلا رفعه".
3 _ تعويد الصبيان لمحاسن الأخلاق : لأن الصبيان إذا رأو الرجل يمر بهم و يسلم عليهم تعودوا ذلك و اعتادوا هذه السنة المباركة الطيبة.
4 _ أن هذا يجلب المودة للصبي : يعني أن الصبيان إذا رأو الرجل يسلم عليه و يفرح لذلك، و ربما لا ينساها ابدا؛ لأن الصبي لا ينسى ما مر به. فهذه من فوائد السلام على الصبيان.
_ مسألة : قال النووي رحمه الله في شرح مسلم (14/167) :"لو سلم على رجال و صبيان منهم، هل يسقط فرض الرد على الرجال؟ ففيه وجهان لأصحابنا، أصحهما : يسقط".
_ مسألة : قال بن حجر في الفتح (11/41) : "لو ابتدأ الصبي بالسلام وجب على البالغ الرد على الصحيح".
40 _ التسليم على اليقظان و النائم إذا كانا في مكان واحد :
_ روى مسلم و الترمذي و البخاري في الأدب المفرد –و اللفظ له-، عن المقداد بن الأسود قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يجيء من الليل، فيسلم تسليما لا يوقظ نائما، ويسمع اليقظان. صححه الألباني رحمه الله في صحيح سنن الترمذي و في صحيح الأدب المفرد.
_ قال النووي رحمه الله في شرح مسلم (14/1 : "هذا فيه آداب السلام على الأيقاظ في موضع فيه نيام أو من في معناهم، و أنه يكون سلاما متوسطا بين الرفع و المخافتة بحيث يسمع الأيقاظ، و لا يهوش على غيرهم".
_ قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين (3/132) : "فإذا دخلت بيتا فيه أيقاظ و نيام فأعط الأيقاظ حقهم في السلام عليهم، و امنع الأذى عن النيان بحيث يكون السلام خفيا يسمعه اليقظان و لا يسمعه النائم".
41 _ التسليم على الأمراء :
_ روى البخاري في الأدب المفرد، عبيد الله بن عبد الله قال : قدم معاوية حاجا حجته الأولى وهو خليفة، فدخل عليه عثمان بن حنيف الأنصاري فقال : السلام عليك أيها الأمير ورحمة الله، فأنكرها أهل الشام وقالوا : من هذا المنافق الذي يقصر بتحية أمير المؤمنين؟ فبرك عثمان على ركبته ثم قال : يا أمير المؤمنين، إن هؤلاء أنكروا علي أمرا أنت أعلم به منهم، فوالله لقد حييت بها أبا بكر وعمر وعثمان، فما أنكره منهم أحد، فقال معاوية لمن تكلم من أهل الشام : على رسلكم، فإنه قد كان بعض ما يقول، ولكن أهل الشام قد حدثت هذه الفتن ، قالوا : لا تقصر عندنا تحية خليفتنا، فإني إخالكم يا أهل المدينة تقولون لعامل الصدقة : أيها الأمير. صحح الألباني رحمه الله إسناده في صحيح الأدب المفرد.
_ و له أيضا، عن ابن شهاب، أن عمر بن عبد العزيز سأل أبا بكر بن سليمان بن أبي حثمة : لم كان أبو بكر يكتب : من أبي بكر خليفة رسول الله، ثم كان عمر يكتب بعده : من عمر بن الخطاب خليفة أبي بكر، من أول من كتب : أمير المؤمنين؟ فقال : حدثتني جدتي الشفاء -وكانت من المهاجرات الأول، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا هو دخل السوق دخل عليها- قالت : كتب عمر بن الخطاب إلى عامل العراقين : أن ابعث إلي برجلين جلدين نبيلين، أسألهما عن العراق وأهله، فبعث إليه صاحب العراقين بلبيد بن ربيعة، وعدي بن حاتم، فقدما المدينة فأناخا راحلتيهما بفناء المسجد، ثم دخلا المسجد فوجدا عمرو بن العاص، فقالا له : يا عمرو، استأذن لنا على أمير المؤمنين عمر، فوثب عمرو فدخل على عمر فقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين، فقال له عمر : ما بدا لك في هذا الاسم يا ابن العاص؟ لتخرجن مما قلت، قال : نعم، قدم لبيد بن ربيعة، وعدي بن حاتم، فقالا لي : استأذن لنا على أمير المؤمنين، فقلت : أنتما والله أصبتما اسمه، وإنه الأمير، ونحن المؤمنون. فجرى الكتاب من ذلك اليوم. قال الألباني رحمه الله في صحيح الأدب المفرد : صحيح الإسناد.
42 _ التسليم على مجلس فيه المؤمنون و المشركون :
_ روى البخاري و مسلم و غيرهما، عن عروة بن الزبير، قال : أخبرني أسامة بن زيد : أن النبي صلى الله عليه وسلم ركب حمارا، عليه إكاف تحته قطيفة فدكية، وأردف وراءه أسامة بن زيد، وهو يعود سعد بن عبادة في بني الحارث بن الخزرج، وذلك قبل وقعة بدر، حتى مر في مجلس فيه أخلاط من المسلمين والمشركين عبدة الأوثان واليهود، وفيهم عبد الله بن أبي ابن سلول، وفي المجلس عبد الله بن رواحة، فلما غشيت المجلس عجاجة الدابة ، خمر عبد الله بن أبي أنفه بردائه، ثم قال : لا تغبروا علينا، فسلم عليهم النبي صلى الله عليه وسلم ثم وقف، فنزل فدعاهم إلى الله، وقرأ عليهم القرآن، فقال عبد الله بن أبي ابن سلول : أيها المرء، لا أحسن من هذا إن كان ما تقول حقا، فلا تؤذنا في مجالسنا، وارجع إلى رحلك، فمن جاءك منا فاقصص عليه، قال عبد الله بن رواحة : اغشنا في مجالسنا فإنا نحب ذلك، فاستب المسلمون والمشركون واليهود، حتى هموا أن يتواثبوا، فلم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يخفضهم، ثم ركب دابته حتى دخل على سعد بن عبادة، فقال : "أي سعد، ألم تسمع إلى ما قال أبو حباب -يريد عبد الله بن أبي- قال كذا وكذا" قال : اعف عنه يا رسول الله واصفح، فوالله لقد أعطاك الله الذي أعطاك، ولقد اصطلح أهل هذه البحرة على أن يتوجوه، فيعصبونه بالعصابة، فلما رد الله ذلك بالحق الذي أعطاك شرق بذلك، فذلك فعل به ما رأيت، فعفا عنه النبي صلى الله عليه وسلم.
_ و روى الترمذي في سننه و البخاري في الأدب المفرد عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم :"مر بمجلس وفيه أخلاط من المسلمين واليهود فسلم عليهم". صححه الألباني رحمه الله في صحيح سنن الترمذي، و في صحيح الأدب المفرد.
_ قال النووي رحمه الله في شرح مسلم (14/164) : "و يجوز الابتداء بالسلام على جمع فيهم مسلمون و كفار أو مسلم و كافر، و يقصد المسلمين للحديث السابق أنه سلم على مجلس فيه أخلاط من المسلمين و المشركين".
_ و قال رحمه الله فيه أيضا (12/170) : "و فيه : جواز الابتداء بالسلام على قوم فيهم مسلمون و كفار، و هذا مجمع عليه".
_ و قال النووي رحمه الله في الأذكار (ص 464) : "و إذا مر واحد على جماعة مسلمون أو مسلم و كفار، فالسنة أن يسلم عليهم و يقصد المسلمين أو المسلم".
_ قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله في شرح رياض الصاحين (3/143) : "تسلم و تنوي على المسلمين؛ لأن النبي صلى الله عليه و سلم مر بمجلس فيه أخلاط من المشركين و اليهود، و فيهم المسلمون فسلم عليهم".
تسليم غير الآدميين
43 _ تسليم الملائكة على الآدمي :
_ روى أبو داود في سننه، عن عمران بن حصين، قال : "نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الكي فاكتوينا، فما أفلحن، ولا أنجحن. قال أبو داود : "وكان يسمع تسليم الملائكة فلما اكتوى انقطع عنه فلما ترك رجع إليه". صححه الألباني رحمه الله في صحيح سنن أبي داود، و صححه الوادعي رحمه الله في صحيح الجامع (3547).
44 _ رد جبريل السلام على حارثة بن النعمان :
_ روى أحمد في المسند، عن حارثة بن النعمان، قال : مررت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه جبريل عليه السلام جالس في المقاعد، فسلمت عليه، ثم أجزت، فلما رجعت وانصرف النبي صلى الله عليه وسلم قال : "هل رأيت الذي كان معي؟ " قلت : نعم . قال : "فإنه جبريل وقد رد عليك السلام". قال الوادعي رحمه الله في صحيح الجامع (354 : هذا حديث صحيح.
45 _ الجنيُّ يقرئُ النبي صلى الله عليه و سلم السلام :
_ روى الحاكم في المستدرك و أحمد في المسند، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال : خرج رجل من خيبر فتبعه رجلان ورجل يتلوهما يقول : ارجعا حتى أدركهما فردهما، ثم قال : إن هذين شيطانان، فاقرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم السلام، وأعلمه أنا في جمع صدقاتنا، لو كانت تصلح له لبعثنا بها إليه. قال : فلما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم حدثه "فنهى عند ذلك عن الخلوة". صححه الوادعي في الجامع الصحيح (3549).
_ روى أبو داود في سننه، عن عمران بن حصين، قال : "نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الكي فاكتوينا، فما أفلحن، ولا أنجحن. قال أبو داود : "وكان يسمع تسليم الملائكة فلما اكتوى انقطع عنه فلما ترك رجع إليه". صححه الألباني رحمه الله في صحيح سنن أبي داود، و صححه الوادعي رحمه الله في صحيح الجامع (3547).
44 _ رد جبريل السلام على حارثة بن النعمان :
_ روى أحمد في المسند، عن حارثة بن النعمان، قال : مررت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه جبريل عليه السلام جالس في المقاعد، فسلمت عليه، ثم أجزت، فلما رجعت وانصرف النبي صلى الله عليه وسلم قال : "هل رأيت الذي كان معي؟ " قلت : نعم . قال : "فإنه جبريل وقد رد عليك السلام". قال الوادعي رحمه الله في صحيح الجامع (354 : هذا حديث صحيح.
45 _ الجنيُّ يقرئُ النبي صلى الله عليه و سلم السلام :
_ روى الحاكم في المستدرك و أحمد في المسند، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال : خرج رجل من خيبر فتبعه رجلان ورجل يتلوهما يقول : ارجعا حتى أدركهما فردهما، ثم قال : إن هذين شيطانان، فاقرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم السلام، وأعلمه أنا في جمع صدقاتنا، لو كانت تصلح له لبعثنا بها إليه. قال : فلما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم حدثه "فنهى عند ذلك عن الخلوة". صححه الوادعي في الجامع الصحيح (3549).
بعض أخطاء الناس في إلقاء السلام و رده
يكثر خطأ الناس في إلقاء السلام و رده، و من أسباب ذلك الكلام الأعجمي السائر على ألسن الناس، و خطأهم إما أن يكون :
1 _ بإنقاص الحروف من اللفظ : و من أمثلة ذلك :
_ السلامُ ليكم.
_ السَّم عليكم.
_ السَّامَ يِيكم.
2 _ إبدال الحروف و الإنقاص منها : و من أمثلة ذلك :
_ السلامْ تالله.
3 _ زيادة الحروف : مثاله :
_ سالام عليكم.
4 _ الرد بغير السلام : مثاله :
_ أن تسلم على رجل فيرد : آخير.
هذا ما يسر الله عز و جل جمعه بمنه و كرمه، و فقنا الله تعالى للعلم النافع و العمل الصالح إنه جواد كريم.
و صلى الله و سلم علي نبينا محمد الأمين، و على آله الطاهرين، و صحبه الطيبين، و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
سبحانك اللهم و بحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك.
1 _ بإنقاص الحروف من اللفظ : و من أمثلة ذلك :
_ السلامُ ليكم.
_ السَّم عليكم.
_ السَّامَ يِيكم.
2 _ إبدال الحروف و الإنقاص منها : و من أمثلة ذلك :
_ السلامْ تالله.
3 _ زيادة الحروف : مثاله :
_ سالام عليكم.
4 _ الرد بغير السلام : مثاله :
_ أن تسلم على رجل فيرد : آخير.
هذا ما يسر الله عز و جل جمعه بمنه و كرمه، و فقنا الله تعالى للعلم النافع و العمل الصالح إنه جواد كريم.
و صلى الله و سلم علي نبينا محمد الأمين، و على آله الطاهرين، و صحبه الطيبين، و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
سبحانك اللهم و بحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك.
كتبه : يوسف صفصاف
تعليق