" إعتلال القلوب"
عن النعمان بن بشير قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" إن في ابن آدم مضغة إذا صلحت صلح سائر جسده وإذا فسدت فسد سائر جسده، ألاوهي القلب ". ".صححه الألباني
والمقصود بصلاح سائر الجسد هنا هو استقامته على أمر الله جل وعلا استقامة توصله إلى الجنة
وصلاح القلب الذي به يكون صلاح سائر الجسد إنما يكون بحياة القلب وسلامته من المرض .......
.....عجيب أمرنا ينفق الواحد منا ما ملك ليداوي جرحا أصابه في بدنه ولو تركه ولم يعالجه ماضره
ثم لا يبالي بالداء العضال يصيب قلبه فيميته أو يمرضه مع أن الله جل وعلا أخبر أنه لا يدخل الجنة ذو قلب مريض ولا ذو قلب ميت حال كونه مريضا أو ميتا
قال سبحانه:﴿يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾
وقال:﴿إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ﴾
وقال:﴿ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ (69) لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ (70) ﴾
لذالك قال ابن القيم- رحمه الله- في "الداء والدواء": أَجْمَعَ السَّائِرُونَ إِلَى اللَّهِ أَنَّ الْقُلُوبَ لَا تُعْطَى مُنَاهَا حَتَّى تَصِلَ إِلَى مَوْلَاهَا، وَلَا تَصِلُ إِلَى مَوْلَاهَا حَتَّى تَكُونَ صَحِيحَةً سَلِيمَةً
" ومَرَضُ الْقَلْبِ " هُوَ نَوْعُ فَسَادٍ يَحْصُلُ لَهُ يَفْسُدُ بِهِ تَصَوُّرُهُ وَإِرَادَتُهُ
وفساد تصوره يكون باختلاط الحق عنده بالباطل حتى تراه يرى الحق باطلا والباطل حقا قال سبحانه: ﴿فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ (13) ﴾
لذالك جاء في الدعاء المأثور: "اللهم أرنا الحق حقاً، وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً، وارزقنا اجتنابه، ولا تجعله ملتبساً علينا فنضل، واجعلنا للمتقين إماما"
وإذا مرض القلب وفسد فسدت إرادته فتراه يُبْغِضُ الْحَقَّ النَّافِعَ وَيُحِبُّ الْبَاطِلَ الضَّارَّ؛قال سبحانه
﴿سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ﴾
والعبد إذا فسد تصوره فصار يرى الحق باطلا والباطل حقا وفسدت إرادته حتى صار يريد الباطل ويحبه ويكره الحق وينصرف عنه كانت النار أولى به والمقصود بصلاح سائر الجسد هنا هو استقامته على أمر الله جل وعلا استقامة توصله إلى الجنة
وصلاح القلب الذي به يكون صلاح سائر الجسد إنما يكون بحياة القلب وسلامته من المرض .......
.....عجيب أمرنا ينفق الواحد منا ما ملك ليداوي جرحا أصابه في بدنه ولو تركه ولم يعالجه ماضره
ثم لا يبالي بالداء العضال يصيب قلبه فيميته أو يمرضه مع أن الله جل وعلا أخبر أنه لا يدخل الجنة ذو قلب مريض ولا ذو قلب ميت حال كونه مريضا أو ميتا
قال سبحانه:﴿يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾
وقال:﴿إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ﴾
وقال:﴿ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ (69) لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ (70) ﴾
لذالك قال ابن القيم- رحمه الله- في "الداء والدواء": أَجْمَعَ السَّائِرُونَ إِلَى اللَّهِ أَنَّ الْقُلُوبَ لَا تُعْطَى مُنَاهَا حَتَّى تَصِلَ إِلَى مَوْلَاهَا، وَلَا تَصِلُ إِلَى مَوْلَاهَا حَتَّى تَكُونَ صَحِيحَةً سَلِيمَةً
" ومَرَضُ الْقَلْبِ " هُوَ نَوْعُ فَسَادٍ يَحْصُلُ لَهُ يَفْسُدُ بِهِ تَصَوُّرُهُ وَإِرَادَتُهُ
وفساد تصوره يكون باختلاط الحق عنده بالباطل حتى تراه يرى الحق باطلا والباطل حقا قال سبحانه: ﴿فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ (13) ﴾
لذالك جاء في الدعاء المأثور: "اللهم أرنا الحق حقاً، وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً، وارزقنا اجتنابه، ولا تجعله ملتبساً علينا فنضل، واجعلنا للمتقين إماما"
وإذا مرض القلب وفسد فسدت إرادته فتراه يُبْغِضُ الْحَقَّ النَّافِعَ وَيُحِبُّ الْبَاطِلَ الضَّارَّ؛قال سبحانه
﴿سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ﴾
قال سبحانه: ﴿فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى﴾
﴿طغى﴾: والطغيان لايكون إلا من فساد التصور... له أموال كثيرة وفيرة وأولاد طائعون وجاه ومنزلة وسلطان فيعتقد من فساد تصوره أنه إنما وصل إلى كل ذلك بعمله وحيلته وليس لأحد عليه في ذلك عليه فضلا....
﴿ وآثر الحياة الدنيا﴾: صار يحب الدنيا بما فيها من ملذات وشهوات وينصرف عن الآخرة بل عن الجنة وأسبابها من طاعات وقربات.....
والمصير: ﴿ فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى﴾
لهذا كانت مداواة القلوب وشفاؤها آكد من دواء الأجسام من أدوائها وأمراضها
قال جمهور المفسرين قديما وحديثا: المراد بالثياب هنا: القلب .
وقد ألف الإمام محمد بن جعفر بن محمد بن سهل، أبو بكر الخرائطي السامري كتابا سماه "اعتلال القلوب" أي مرض القلوب
بدأه بالنصيحة بالاعتناء بإصلاح القلوب ومداواتها وأن ذلك من أعظم أسباب القرب من الله جل وعلا فقال رحمه الله: "بَابُ الرَّغْبَةِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِإِصْلَاحِ مَا فَسَدَ مِنَ الْقُلُوبِ"
ثم روى بسنده عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ فِي الإِنْسانِ بُضْعَةٍ إِذَا صَلُحَتْ صَلُحَ سَائِرُ جَسَدِهِ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ سَائِرُ جَسَدِهِ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ» وقد تقدم شرحه
وأعظم ما يقد يصد العبد عن معالجة قلبة اعتقاده السلامة في قلبه
فإذا وصل العبد إلى هذا الاعتقاد وآمن به وصدقه كان فيه هلاكه وخسرانه’ وعلاج هذا الاعتقاد الفاسد أن يعلم العبد أن أفضل الخلق وسيدهم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم كان يخشى على قلبه ....