بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.. أمَّا بعـدُ؛
فهذه أبياتٌ جميلةٌ تُنْسَبُ للإمام الشَّافعيِّ -رحمه الله-، يذكُرُها بعضُ أهل العلم في مقام (الحثِّ على الرِّحلة في الطَّلب)؛ فهكاها!..
قال -رحمه الله-(1):
ما في المُقَامِ لذِي عَقْلٍ وذِي أدَبِ *** من راحةٍ فَدَعِ الأوْطَانَ واغتَرِبِ
سَافِرْ تَجِد عِوَضَاً عمَّن تُفَارِقُهُ *** وانْصَبْ فإنَّ لَذِيذَ العَيْشِ في النَّصَبِ
إنِّي رأَيْتُ وُقُوفَ المَاءِ يُفْسِدُهُ *** إنْ سَالَ طابَ وإنْ لَمْ يَجْرِ لَمْ يَطِبِ
والأُسْدُ لولاَ فِرَاقُ الأرْضِ ما افتَرَسَت *** والسَّهْمُ لولاَ فِرَاقُ القَوْسِ لم يُصِبِ
والشَّمْسُ لَو وَقَفَتْ في الفُلْكِ دَائِمَةً *** لـمَلَّهَا النَّاسُ مِنْ عُجْمٍ ومِنْ عَرَبِ
والبَدْرُ لولا أفولٌ منهُ ما نَظَرَتْ *** إلَيْهِ في كُلِّ حينٍ عينُ مُرْتَقِبِ
والتِّبْرُ (2) كالتُّرْبِ مُلْقَىً في أمَاكِنِهِ *** والعودُ في أَرْضِهِ نَوْعٌ منَ الحَطَبِ
فَإِنْ تَغَرَّبَ هذا عَزَّ مَطْلَبُهُ ***وإِنْ تَغَرَّبَ ذَاكَ عَزَّ كالذَّهَبِ
***********************
وقال -رحمه الله-:
ارْحَلْ بِنَفْسِكَ عن أَرْضٍ تُضَامُ بها ***ولا تَكُنْ مِنْ فِرَاقِ الأهْلِ في حُرَقِ
مَنْ ذَلَّ بينَ أهاليِهِ بِبَلْدَتِهِ *** فالاغْتِرَابُ لَهُ مِنْ أحْسَنِ الخُلُقِ
فالعَنْبَرُ الخَامُ رَوْثٌ في مَوَاطِنِه *** وفي التَّغَرُّبِ محمولٌ على العُنُقِ
والكُحْلُ نَوْعٌ من الأحْجَارِ تَرْمُقُه *** في أرْضِهِ وهو مَرْمِيٌّ على الطُّرُقِ
لمَّا تَغَرَّبَ حازَ الفَضْلَ أجْمَعَهُ *** فَصَارَ يُحْمَلُ بينَ الجَفْنِ والحَدَقِ
***
ـــــــــــــــــــــــــــ
(1) هذه الأبياتُ والتي تليها فرَّغْتُها من محاضرةٍ قيمةٍ للشيخ الفاضل محمد بن سعيد رسلان -حفظه الله-، بعنوان: (الرِّحلة في طلب العلم)؛ ويمكنك تحميل المحضرة القيِّمة من هنا: MP3
(2) التِّبرُ: هو الذَّهبُ.
-منقول-
(1) هذه الأبياتُ والتي تليها فرَّغْتُها من محاضرةٍ قيمةٍ للشيخ الفاضل محمد بن سعيد رسلان -حفظه الله-، بعنوان: (الرِّحلة في طلب العلم)؛ ويمكنك تحميل المحضرة القيِّمة من هنا: MP3
(2) التِّبرُ: هو الذَّهبُ.
-منقول-