بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نصيحة لطلبة العلم الذين يكثرون المزاح
الشيخ محمد بن هادي المدخلي
وهذا سؤالٌ يسأل عن المزاح بين طلبة العلم؛ الذين يُكثرون المزاح؛ ما نصيحتكم؟
المزاح: هو ترويحٌ عن النفس، فلا بَأْسَ به أحيانًا، يروِّح به الإنسان عن نفسه، بشرط؛ ألَّا يمزح إلَّا صادِقًا، وَلْيحذر الكذِب، فإنَّ النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – كان يمازِحُ أصحابه أحيانًا
ولكنه كان لا يقول إلَّا حقًّا، قال: ((لَا تَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَجُوزٌ))، فولَّت وهي تُوَلْوِل - تصيح– وهذا قولٌ حق، لأنَّ الله – جلَّ وعلا- يوم القيامة يبعث الخلق ويُدخلهم الجنة على سِنٍّ واحدة؛ هي سن الشباب، في عشر الكهولة، في وقت الكهولة، ﴿وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا﴾
والمراد أنَّ هذه العجوز الآن تموت بعد ما تصل إلى السِّن المتقدِّمة الطاعنة، لن تُبعث يوم القيامة عجوزا، ولن تدخل الجنة عجوزا؛ فصَدَقَ النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – في مزاحه، احملني؛ قال: ((إِنِّي حَامِلُكَ عَلَى وَلَدِ النَّاقَةِ))، صدَق، هو يقصد البعير؛ فهذا هو.
أمَّا الكذِب في المزاح فلا يجوز، وقد رغَّب النبي – صلَّى الله عليه وسلم – في ذلك، كما في الحديث الذي تعرفونه جميعًا؛ حديث أبي أمامة – رضي الله تعالى عنه- في السُّنن والمُسْندِ وغيره، أنه – عليه الصَّلاة والسَّلام- قال: ((أَنَا زَعِيمُ بَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَإِنْ كَانَ مَازِحًا وَبِبَيْتٍ فِي أَعْلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ حَسُنَ خُلُقُهُ)) أو ((..حسَّن خُلُقه))، فالمزاح يحتاج إليه الإنسان أحيانًا، يُرَوِّح به عن نفسه، ولكن لا يكذب فيه، أمَّا كثرته فهي تميت القلب، وتُسقط قدر الإنسان، وتُذهب مهابته، وتورِثه الاستخفاف عند الناس؛ يستخِّفون به، فالجِد هو الذي يوصل المرء إلى احترام الناس له، فالعبد يأخُذْ بالمزاح أحيانًا لكن بما لا يُذهب هَيْبَته، أمَّا الكذب فيُسقطه، نسأل الله العافية والسَّلامة
وطلبة العلم ينبغي لهم أن يحفظوا أوقاتهم، وألَّا يذهبوها في المزاح الذي لا فائدة فيه، ويُكثروا من هذا، فإنَّ هذا رُبَّما أدَّى بهم إلى مالا تُحمد عاقبته، ممَّا ذكرنا، وشيءٌ آخر وهو أشد؛ أَلَا وهو قسوة القلب، وغفلته عن الله - تبارك وتعالى- فلا ينبغي للمسلم أن يُشغل وقته بهذا كُلَّه أو جُلَّه فضلًا عن طالب العلم
- موقع ميراث الانبياء -
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نصيحة لطلبة العلم الذين يكثرون المزاح
الشيخ محمد بن هادي المدخلي
وهذا سؤالٌ يسأل عن المزاح بين طلبة العلم؛ الذين يُكثرون المزاح؛ ما نصيحتكم؟
المزاح: هو ترويحٌ عن النفس، فلا بَأْسَ به أحيانًا، يروِّح به الإنسان عن نفسه، بشرط؛ ألَّا يمزح إلَّا صادِقًا، وَلْيحذر الكذِب، فإنَّ النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – كان يمازِحُ أصحابه أحيانًا
ولكنه كان لا يقول إلَّا حقًّا، قال: ((لَا تَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَجُوزٌ))، فولَّت وهي تُوَلْوِل - تصيح– وهذا قولٌ حق، لأنَّ الله – جلَّ وعلا- يوم القيامة يبعث الخلق ويُدخلهم الجنة على سِنٍّ واحدة؛ هي سن الشباب، في عشر الكهولة، في وقت الكهولة، ﴿وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا﴾
والمراد أنَّ هذه العجوز الآن تموت بعد ما تصل إلى السِّن المتقدِّمة الطاعنة، لن تُبعث يوم القيامة عجوزا، ولن تدخل الجنة عجوزا؛ فصَدَقَ النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – في مزاحه، احملني؛ قال: ((إِنِّي حَامِلُكَ عَلَى وَلَدِ النَّاقَةِ))، صدَق، هو يقصد البعير؛ فهذا هو.
أمَّا الكذِب في المزاح فلا يجوز، وقد رغَّب النبي – صلَّى الله عليه وسلم – في ذلك، كما في الحديث الذي تعرفونه جميعًا؛ حديث أبي أمامة – رضي الله تعالى عنه- في السُّنن والمُسْندِ وغيره، أنه – عليه الصَّلاة والسَّلام- قال: ((أَنَا زَعِيمُ بَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَإِنْ كَانَ مَازِحًا وَبِبَيْتٍ فِي أَعْلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ حَسُنَ خُلُقُهُ)) أو ((..حسَّن خُلُقه))، فالمزاح يحتاج إليه الإنسان أحيانًا، يُرَوِّح به عن نفسه، ولكن لا يكذب فيه، أمَّا كثرته فهي تميت القلب، وتُسقط قدر الإنسان، وتُذهب مهابته، وتورِثه الاستخفاف عند الناس؛ يستخِّفون به، فالجِد هو الذي يوصل المرء إلى احترام الناس له، فالعبد يأخُذْ بالمزاح أحيانًا لكن بما لا يُذهب هَيْبَته، أمَّا الكذب فيُسقطه، نسأل الله العافية والسَّلامة
وطلبة العلم ينبغي لهم أن يحفظوا أوقاتهم، وألَّا يذهبوها في المزاح الذي لا فائدة فيه، ويُكثروا من هذا، فإنَّ هذا رُبَّما أدَّى بهم إلى مالا تُحمد عاقبته، ممَّا ذكرنا، وشيءٌ آخر وهو أشد؛ أَلَا وهو قسوة القلب، وغفلته عن الله - تبارك وتعالى- فلا ينبغي للمسلم أن يُشغل وقته بهذا كُلَّه أو جُلَّه فضلًا عن طالب العلم
- موقع ميراث الانبياء -