من آداب السفر
الحمد لله و صلى الله و سلم على رسول الله و على آله و صحبه و من اهتدى بهداه.
و بعد، فإنه من الأمر المهمة التي ينبغي أن يهتم بها المسلم "الآداب"، فإنه ما من شيء إلا و علمنا رسولنا صلى الله عليه و سلم أحكامه و آداباه، حتى آداب قضاء الحاجة؛ و هذا من كمال شريعة ربنا عز و جل.
و إن من الآداب المهمة التي ينبغي الاهتمام بها : آداب السفر، الذي يهم كل الناس، سواء كان سفر عبادة أو عمل أو غيرها، لذلك أحببت أن أنقل أدبا هاما من آداب السفر.
أورد الإمام الألباني رحمه الله تعالى ثلاثة أحاديث في "السلسلة الصحيحة" في المجلد الأول، تحت عنوان : من آداب النوم و السفر.
الأول برقم [60] : "نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الوَحدة : أن يبيت الرجل وحده، أو يسافر وحده".
الثاني برقم [61] : "لو يعلم الناس ما في الوَحدة ما أعلم، ما سار راكب بليل وحده أبدا".
الثالث برقم [62] : "الراكب شيطان، و الراكبان شيطانان، و الثلاثة ركب".
و سبب هذا الحديث كما في المستدرك و البيهقي : "أن رجلا قدم من سفر، فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم :"من صحبت؟" قال : ما صحبت أحدا، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : فذكره.
ثم قال رحمه الله معلقا : و في هذه الأحاديث تحريم سفر المسلم وحده، و كذا لو كان معه آخر، لظاهر النهي في الحديث الذي قبل هذا، و لقوله فيه : "شيطان"، أي : عاص، كقوله تعالى {شياطين الإنس و الجن} فإن معناه عصاتهم كما قال المنذري.
و صلى الله و سلم على رسولنا الأمين و على آله و صحبه أجمعين.