إذا فرغت يا نفس فانصبي في حياتك قبل مماتك
عبد الرحمن الجهني
الحمد لله ربّ العالمين و صلى الله و سلّم على أشرف الأنبياء و المرسلين سيدنا و نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين.
إذا فرغت يا نفس فـَـانـْـصـَبـي ***
فــي حـيـــاتـك قـبـل مـمـاتـك
قال ربي ــ جلّ و علا ــ : {فإذا فرغت فانصب} سورة الشرح الآية السابعة و ورد في تفسير هذه الآية:
1 / إذا فرغت من أمور دنياك فانصب في عبادة ربّك
2 / إذا فرغت من عبادةٍ لربّك فانصب في عبادةٍ أخرى لربّك
و كلاهما تفسير صحيح
فتفكرت في حالي و قد كثر بالدنيا انشغالي و وقفت مع نفسي أُحـَـدِّثـُهـَأ فـقـلـتُ:
يا نفس أليس لك عليّ حَـقٌّ
أليس لزوجي عليّ حَـقٌّ
أليس لزوري (زائري) عليّ حَـقٌّ
أليس...كل أولـئـك و غيرهم لهم عليّ حـقـوقٌ بلى؛ و الله إذاً فـأعـيدي (يا نفس) ترتيب أوراقك و قومي بتنظيم أوقاتك , وأصلحي هنـّـاتـِـكِ و زَلاتـِكِ , و اسـْـتـَـغـْـفـِـري لذنبك و غـَـدَرَاتـِكِ و فـَـجـَـرَاتـِـكِ , و اغـتـنـمـي حياتك قبل مماتك و اعلمي يا نفس: أنّ ما فات قد قات و لن يرجع الماضي فهيهات هيهات , ويحك ثم ويحك إن فاجأك هاذم اللذات, ومفرق الجماعات و أنت غارقة في اللهو و الشهوات و لم يكن من أعمالك إلا التفاهات, إذاً يا نفس دعيني أنظر لحالي و أتفكر في مصيري و مآلي , دعيني دعيني , سأشكو شأني إلى ذي الجلال يا ربِّ، يا ربِّ، يا ربِّ، يا ربِّ
أشكو إليك ضعف إيماني
و تسلّط شيطاني
و غرور نفسي
فـيا ربِّ أصلح لي شأنه كلّه
يا ربِّ أصلح لي شأنه كلّه
يا ربِّ أصلح لي شأنه كلّه
يا ربِّ بـُـعـْـدي آلمني * * * ما عدت أطيق الهجرانا
قد جئتُ بقلبٍ مضربٍ *** يرجو من عفوك غفرانا
كم جئتُ بـِـذَنـْـبٍ كـِـبـَّـلـني *** و ملأتُ ضياعاً أيـّامي
حتى ما أَضـَـلُّ هنا عبداً *** مأسوراً بـيـن الآثــــام
انقضى العمر بما فيه فـحـيَّ على إصلاح ما فسد
أيـن تلاوتي لكلام ربّي؟
فإنّه يوم القيامة يقال لقارئ القرآن: اقرأ و ارْتـَـقِو رَتـَّـل كما كنت ترتـَّـلُ في الدنيـا فإنّ منزلتك عند آخر آية تقرؤها} حديث حسن صحيح رواه الترمذي
و كيف هي صـُـحْـبـَـتـِـي للزّهـْـرَاوَيْنِ (البقرة و آل عمران) و لـــسورة المـُـلـْـكِ التي تشفع لصاحبها
{كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا ينام كلّ ليلة حتى يقرأ: ألم تنزيل الكتاب و تبارك الملك} يعني سورة السجدة و الملك - صححه الألباني
آهٍ ما أجمل صـِـلـَـتـِـي بـرَبـِّـي
أذكره صباحَ مساءَ
أذكره في كلّ حالً:
قبل منامي و إذا استيـقـظتُ و عند قيامي
و في تـَـقـَـلـُّـبُ أحوالي
بل حتى حين أقعد و حين أمشي...
و لكن
ألا ليت شـِـعـْـري
هل سـأنـظـِّـم أوقاتي؟
فـأبدأ حياتي من بعد صلاة العشاء و صلاة الوتر أعطي نفسي حقـَّـها من النوم و أخلو بربـِّـي في جوف الليل و أدعوه و أناجيه و أصلَي ما تيـسـَّـر و لو ركعتين
حتى إذا أذّن الفجر
و صـلـّـيتُ الفجر مع جماعة المسلمين
مكـثـْـتُ في المسجد ما تيسر أذكر رَبـِّـي و أتلو كلامه
ثمّ أنطلق إلى دراستي أو عملي
و اقضي بقية يومي بـَـيـنَ:
طلبِ رزقٍ
و طلب علمٍ
و تعليم و تعلـِّـمٍ
و لا أنسى ركعتي الضحى
فإنها تجزئ من الصدقة عن كلّ سلامى و مفصل في جسمي و بـَـيـْـنَ:
تلاوةٍ و حفظٍ
و استماع شريطٍ
و قراءة كتابٍ
و قضاءٍ لحوائج الوالدين
و الأهل و الولد
و بـَـيـْـنَ:
ذِكـْـرٍ و دعاءٍ
و صدقةٍ
و صلةِ رحمٍ
و نصيحةٍ للمسلمين
و أمر بالمعروف و نهي عن المنكر
و إصلاحٍ بين الناس
و إماطةٍ للأذى عن الطريق
و بـِـرٍّ و إحسانٍ باليتيم و المسكين
و عطفٍ على الفقير و ضعيف المسلمين
و إطعامٍ للطعام
و إفشاءٍ للسلام
و محاسبةٍ للنفس و توبةٍ و استغفارٍ
فإن ضـَـعـِـفـْـتُ عن شيء من ذلك؛ كـَـفـَـفـْـتُ شـَـرّي عن الناس و إنّه
لصدقةٌ مـِـنـِّـي على نفسي
و هكذا من عملٍ إلى عملٍ
و من عبادةٍ إلى عبادةٍ
باذلاً جـَـهـْـدي أن أكون حريصاً على ما ينفعني أعمل لدنياي كأني أعيش
أبداً و أعمل لآخرتي كأني أموت غداً
لا أكـلـّـفُ نفسي فوق طاقتها
بل إنـّـي أستنير بقول الحبيب - صلى الله عليه وسلم - {قاربوا و سدّدوا} رواه مسلم.
و [المقاربة]: القصد الذي لا غلوّ فيه و [السداد]:
الاستقامة و الإصابة.
ثمّ ذكـّـرْتُ نفسي بثلاث آيات و ثلاثة أحاديث
و هذه هي الآيات:
{حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون؛ لعلي أعمل صالحاً فيما تركت... } سورة المؤمنون 99 ــ 100
{يومئذٍ يتذكر الإنسان و أنّى له الذكرى؛ يقول يا ليتني قـدّمتُ لحياتي } سورة الفجر 23 ــ 24
{أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرّطتُ في جنب الله و إن كنت لمن الساخرين} سورة الزمر 56
و هذه هي الأحاديث:
[نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة و الفراغ] صححه الألباني
[الجنة و النار أقرب إلى أحدكم من شـِـراكِ نعله و النار مثل ذلك] رواه البخاري [يـُـبـْــعـَـثُ كلّ عبدٍ على ما مات عليه] رواه مسلم
و هذه رسالة بعثبتُ بها إلى حبيبٍ لي قائلاً:
أمدّ اللهُ في عمركَ على طاعته
كم بينك و بين دخول الجنّة؟
عـَـشـْـر سنين، عشرين سنة، ثلاثين، أربعين؟
إنها لقليلة إنها لقليلة
و لقد سبقنا غيرنا إلى الجنّة
فماذا أعددنا للحاق بهم؟
ماذا أعددنا من زاد ليوم المعاد؟
إلى الله المشتكى و إليه الملتجأ
فياربِّ أصلح لنا شأننا كلّه
و لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين.
***********************************
منقول
1 / إذا فرغت من أمور دنياك فانصب في عبادة ربّك
2 / إذا فرغت من عبادةٍ لربّك فانصب في عبادةٍ أخرى لربّك
و كلاهما تفسير صحيح
فتفكرت في حالي و قد كثر بالدنيا انشغالي و وقفت مع نفسي أُحـَـدِّثـُهـَأ فـقـلـتُ:
يا نفس أليس لك عليّ حَـقٌّ
أليس لزوجي عليّ حَـقٌّ
أليس لزوري (زائري) عليّ حَـقٌّ
أليس...كل أولـئـك و غيرهم لهم عليّ حـقـوقٌ بلى؛ و الله إذاً فـأعـيدي (يا نفس) ترتيب أوراقك و قومي بتنظيم أوقاتك , وأصلحي هنـّـاتـِـكِ و زَلاتـِكِ , و اسـْـتـَـغـْـفـِـري لذنبك و غـَـدَرَاتـِكِ و فـَـجـَـرَاتـِـكِ , و اغـتـنـمـي حياتك قبل مماتك و اعلمي يا نفس: أنّ ما فات قد قات و لن يرجع الماضي فهيهات هيهات , ويحك ثم ويحك إن فاجأك هاذم اللذات, ومفرق الجماعات و أنت غارقة في اللهو و الشهوات و لم يكن من أعمالك إلا التفاهات, إذاً يا نفس دعيني أنظر لحالي و أتفكر في مصيري و مآلي , دعيني دعيني , سأشكو شأني إلى ذي الجلال يا ربِّ، يا ربِّ، يا ربِّ، يا ربِّ
أشكو إليك ضعف إيماني
و تسلّط شيطاني
و غرور نفسي
فـيا ربِّ أصلح لي شأنه كلّه
يا ربِّ أصلح لي شأنه كلّه
يا ربِّ أصلح لي شأنه كلّه
يا ربِّ بـُـعـْـدي آلمني * * * ما عدت أطيق الهجرانا
قد جئتُ بقلبٍ مضربٍ *** يرجو من عفوك غفرانا
كم جئتُ بـِـذَنـْـبٍ كـِـبـَّـلـني *** و ملأتُ ضياعاً أيـّامي
حتى ما أَضـَـلُّ هنا عبداً *** مأسوراً بـيـن الآثــــام
انقضى العمر بما فيه فـحـيَّ على إصلاح ما فسد
أيـن تلاوتي لكلام ربّي؟
فإنّه يوم القيامة يقال لقارئ القرآن: اقرأ و ارْتـَـقِو رَتـَّـل كما كنت ترتـَّـلُ في الدنيـا فإنّ منزلتك عند آخر آية تقرؤها} حديث حسن صحيح رواه الترمذي
و كيف هي صـُـحْـبـَـتـِـي للزّهـْـرَاوَيْنِ (البقرة و آل عمران) و لـــسورة المـُـلـْـكِ التي تشفع لصاحبها
{كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا ينام كلّ ليلة حتى يقرأ: ألم تنزيل الكتاب و تبارك الملك} يعني سورة السجدة و الملك - صححه الألباني
آهٍ ما أجمل صـِـلـَـتـِـي بـرَبـِّـي
أذكره صباحَ مساءَ
أذكره في كلّ حالً:
قبل منامي و إذا استيـقـظتُ و عند قيامي
و في تـَـقـَـلـُّـبُ أحوالي
بل حتى حين أقعد و حين أمشي...
و لكن
ألا ليت شـِـعـْـري
هل سـأنـظـِّـم أوقاتي؟
فـأبدأ حياتي من بعد صلاة العشاء و صلاة الوتر أعطي نفسي حقـَّـها من النوم و أخلو بربـِّـي في جوف الليل و أدعوه و أناجيه و أصلَي ما تيـسـَّـر و لو ركعتين
حتى إذا أذّن الفجر
و صـلـّـيتُ الفجر مع جماعة المسلمين
مكـثـْـتُ في المسجد ما تيسر أذكر رَبـِّـي و أتلو كلامه
ثمّ أنطلق إلى دراستي أو عملي
و اقضي بقية يومي بـَـيـنَ:
طلبِ رزقٍ
و طلب علمٍ
و تعليم و تعلـِّـمٍ
و لا أنسى ركعتي الضحى
فإنها تجزئ من الصدقة عن كلّ سلامى و مفصل في جسمي و بـَـيـْـنَ:
تلاوةٍ و حفظٍ
و استماع شريطٍ
و قراءة كتابٍ
و قضاءٍ لحوائج الوالدين
و الأهل و الولد
و بـَـيـْـنَ:
ذِكـْـرٍ و دعاءٍ
و صدقةٍ
و صلةِ رحمٍ
و نصيحةٍ للمسلمين
و أمر بالمعروف و نهي عن المنكر
و إصلاحٍ بين الناس
و إماطةٍ للأذى عن الطريق
و بـِـرٍّ و إحسانٍ باليتيم و المسكين
و عطفٍ على الفقير و ضعيف المسلمين
و إطعامٍ للطعام
و إفشاءٍ للسلام
و محاسبةٍ للنفس و توبةٍ و استغفارٍ
فإن ضـَـعـِـفـْـتُ عن شيء من ذلك؛ كـَـفـَـفـْـتُ شـَـرّي عن الناس و إنّه
لصدقةٌ مـِـنـِّـي على نفسي
و هكذا من عملٍ إلى عملٍ
و من عبادةٍ إلى عبادةٍ
باذلاً جـَـهـْـدي أن أكون حريصاً على ما ينفعني أعمل لدنياي كأني أعيش
أبداً و أعمل لآخرتي كأني أموت غداً
لا أكـلـّـفُ نفسي فوق طاقتها
بل إنـّـي أستنير بقول الحبيب - صلى الله عليه وسلم - {قاربوا و سدّدوا} رواه مسلم.
و [المقاربة]: القصد الذي لا غلوّ فيه و [السداد]:
الاستقامة و الإصابة.
ثمّ ذكـّـرْتُ نفسي بثلاث آيات و ثلاثة أحاديث
و هذه هي الآيات:
{حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون؛ لعلي أعمل صالحاً فيما تركت... } سورة المؤمنون 99 ــ 100
{يومئذٍ يتذكر الإنسان و أنّى له الذكرى؛ يقول يا ليتني قـدّمتُ لحياتي } سورة الفجر 23 ــ 24
{أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرّطتُ في جنب الله و إن كنت لمن الساخرين} سورة الزمر 56
و هذه هي الأحاديث:
[نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة و الفراغ] صححه الألباني
[الجنة و النار أقرب إلى أحدكم من شـِـراكِ نعله و النار مثل ذلك] رواه البخاري [يـُـبـْــعـَـثُ كلّ عبدٍ على ما مات عليه] رواه مسلم
و هذه رسالة بعثبتُ بها إلى حبيبٍ لي قائلاً:
أمدّ اللهُ في عمركَ على طاعته
كم بينك و بين دخول الجنّة؟
عـَـشـْـر سنين، عشرين سنة، ثلاثين، أربعين؟
إنها لقليلة إنها لقليلة
و لقد سبقنا غيرنا إلى الجنّة
فماذا أعددنا للحاق بهم؟
ماذا أعددنا من زاد ليوم المعاد؟
إلى الله المشتكى و إليه الملتجأ
فياربِّ أصلح لنا شأننا كلّه
و لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين.
***********************************
منقول
تعليق