قال شيخ الإسلام رحمه الله في بيان أن الجهاد دليل المحبة :
وقال تعالى في صفة المحبين المحبوبين :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ } .
فوصف المحبوبين المحبين بأنهم أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين وأنهم يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم فإن المحبة مستلزمة للجهاد .
ولأن المحب يحب ما يحب محبوبه ويبغض ما يبغض محبوبه ويوالي من يواليه ويعادي من يعاديه ويرضى لرضاه ويغضب لغضبه
ويأمر بما يأمر به وينهى عما نهى عنه فهو موافق له في ذلك .
وهؤلاء هم الذين يرضى الرب لرضاهم ويغضب لغضبهم إذ هم إنما يرضون لرضاه ويغضبون لما يغضب له .
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر في طائفة فيهم صهيب وبلال :
" لعلك أغضبتهم ؟ لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك "
فقال لهم : يا إخوتي هل أغضبتكم ؟ قالوا : لا . يغفر الله لك يا أبا بكر .
وكان قد مر بهم أبو سفيان بن حرب فقالوا : ما أخذت السيوف مأخذها
فقال لهم أبو بكر : أتقولون هذا لسيد قريش وذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال له ما تقدم .
لأن أولئك إنما قالوا ذلك غضباً لله لكمال ما عندهم من المولاة لله ورسوله والمعاداة لله ورسوله .
ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح فيما يروي عن ربه :
" لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به
ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها فبي يسمع وبي يبصر وبي يبطش وبي يمشي
ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن
يكره الموت وأنا أكره مساءته ولا بد له منه " .
فبين سبحانه أنه يتردد لأن التردد تعارض إرادتين وهو سبحانه يحب ما يحب عبده ويكره ما يكرهه
وهو يكره الموت فهو يكرهه كما قال : ( وأنا أكره مساءته ) وهو سبحانه قد قضى بالموت
وهو يريد أن يموت فسمى ذلك تردداً ثم بين أنه لا بد من وقوع ذلك .
التحفة العراقية 83 ، 84 ، 85 .
وقال تعالى في صفة المحبين المحبوبين :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ } .
فوصف المحبوبين المحبين بأنهم أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين وأنهم يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم فإن المحبة مستلزمة للجهاد .
ولأن المحب يحب ما يحب محبوبه ويبغض ما يبغض محبوبه ويوالي من يواليه ويعادي من يعاديه ويرضى لرضاه ويغضب لغضبه
ويأمر بما يأمر به وينهى عما نهى عنه فهو موافق له في ذلك .
وهؤلاء هم الذين يرضى الرب لرضاهم ويغضب لغضبهم إذ هم إنما يرضون لرضاه ويغضبون لما يغضب له .
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر في طائفة فيهم صهيب وبلال :
" لعلك أغضبتهم ؟ لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك "
فقال لهم : يا إخوتي هل أغضبتكم ؟ قالوا : لا . يغفر الله لك يا أبا بكر .
وكان قد مر بهم أبو سفيان بن حرب فقالوا : ما أخذت السيوف مأخذها
فقال لهم أبو بكر : أتقولون هذا لسيد قريش وذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال له ما تقدم .
لأن أولئك إنما قالوا ذلك غضباً لله لكمال ما عندهم من المولاة لله ورسوله والمعاداة لله ورسوله .
ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح فيما يروي عن ربه :
" لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به
ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها فبي يسمع وبي يبصر وبي يبطش وبي يمشي
ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن
يكره الموت وأنا أكره مساءته ولا بد له منه " .
فبين سبحانه أنه يتردد لأن التردد تعارض إرادتين وهو سبحانه يحب ما يحب عبده ويكره ما يكرهه
وهو يكره الموت فهو يكرهه كما قال : ( وأنا أكره مساءته ) وهو سبحانه قد قضى بالموت
وهو يريد أن يموت فسمى ذلك تردداً ثم بين أنه لا بد من وقوع ذلك .
التحفة العراقية 83 ، 84 ، 85 .