التوبة يا أهل الإيمان
أيّها المؤمنون باب التوبة باب عظيم؛ الله -جَلّ وعلا- يحب التوابين ويأمر عباده بالتوبة فقال -سُبْحَانَهُ-: (وَتُوبُوا إِلَى اللّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلّكُمْ تُفْلِحُونَ) النور:31
نادى الله المؤمنين وخصّهم بالتوبة والإنابة لأنهم هم الذين يتأثرون بذلك؛ توبوا إلى الله جميعاً يا من؟ يا أيّها المؤمنون لعلكم تفلحون، قال -سُبْحَانَهُ-: (أيّها المؤمنون لعلكم تفلحون)
وقال -سُبْحَانَهُ-: (يَا أَيّهَا الّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللّهِ تَوْبَةً نّصُوحًا عَسَى رَبّكُمْ أَن يُكَفّرَ عَنكُمْ سَيّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللّهُ النّبِيّ وَالّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنّكَ عَلَى كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) التحريم:8 (يَا أَيّهَا الّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللّهِ تَوْبَةً نّصُوحًا)
أيها المؤمن المصلّي أنت مطالب بالتوبة؛ ومطالب بالعودة إلى الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ- بل أن الأنبياء -عَلَيْهِمْ الصّلاةُ وَالسّلامُ- أشدّ النّاس توبةً وهم أصفى الخلق وأتقى الخلق وأفضل الخلق ومع ذلك كانوا يتوبون إلى الله في اللّيل وفي النّهار،
فهذا سيد الأولين والآخرين محمد بن عبد الله -صَلّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلّم- يقول كما ثبت عنه «أَيّهَا النّاس تُوبُوا إِلَى الله فَإِنّي أَتُوبُ إِلَى الله فِي الْيَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرّة» وفي رواية مئة مرة وكان بن عمر يقول كنا نعد للنبي -صَلّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلّم- في المجلس الواحد رَبّ اغفر لي وتب علي مئة مرة يعدونها لخير الخلق للصّادق المصدوق المطهر محمد بن عبد الله المغفور له الذي -غَفَرَ الله لَهُ- ذنبه المتقدم والمتأخر وهو يتوب إلى الله في اليوم أكثر من سبعين مرة وفي رواية مئة مرة يتوب إلى الله لأن الله يحب التوابين ولأن الله يفرح بتوبة التائبين؛
فهو يحب أن يفرح الله بتوبته ويحب أن يفرح الله بعودته ورجوعه إليه؛
فيا أيها المؤمن الكريم ناداك ربك أن تتوب وناداك ربك أن ترجع وناداك الله -جلّ وَعلَا- بأكرم الأسماء فقال: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلّكُمْ تُفْلِحُونَ) النور:31
من خُطْبَةُ " التّوْبَةِ "
للشيخ أحمد بن أحمد الشملان حفظه الله تعالى
أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يغفر لنا ولكم إنه ولي ذلك والقادر عليه
موقع علماء الدعوة السلفية باليمن