اِتَّـقِ الله وَاحْـذَر الظَّـن..!
لفضيلة الشيخ عبد الرزاق البدر -حفظه الله-
[من شرح الأدب المفرد / ش159]
[بَابُ الظَّنِّ]
قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ أَخُو عُبَيْدٍ الْقُرَشِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ-رضي الله عنه- (1) قَالَ: "مَا يَزَالُ الْمَسْرُوقُ مِنْهُ يَتَظَنَّى حَتَّى يَصِيرَ أَعْظَمَ مِنَ السَّارِقِ". (صحيح الإسناد)
================================================== ===
ثم أورد -رحمه الله تعالى- هذه الكلمة العظيمة، كلمة عظيمة جدًّا للصحابيِّ الجليل عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه وأرضاه-، وهي كلمة حكمة وعظيمة جدًّا للغاية.
يقول -رضي الله عنه وأرضاه-: "مَا يَزَالُ الْمَسْرُوقُ مِنْهُ يَتَظَنَّى"؛ التَّظَنِّي: إِعْمال الظن، أصلها: يتظنَّن، أُبدِلت النون الأخيرة أَلِفًا، يَتَظَنَّى: أي يُعمِل الظن.
يقول -رضي الله عنه وأرضاه-: "مَا يَزَالُ الْمَسْرُوقُ مِنْهُ يَتَظَنَّى"؛ التَّظَنِّي: إِعْمال الظن، أصلها: يتظنَّن، أُبدِلت النون الأخيرة أَلِفًا، يَتَظَنَّى: أي يُعمِل الظن.
"مَا يَزَالُ الْمَسْرُوقُ مِنْهُ يَتَظَنَّى" يعني إذا سُرِق منه متاع يبدأ يُعمل الفِكر في الظنون: أكيد فلان، فلان هو آخر شخص رأيته، فلان هو الذي مرّ.. لا..أكيد فلان الذي حصل منه كذا، ويبدأ يظن، ويظن، ويظن.. حتى يصل به الأمر إلى ماذا؟! قال: "حَتَّى يَصِيرَ أَعْظَمَ مِنَ السَّارِقِ"؛ يعني: حتى يصير إثمه أعظم من السارق، يصبح درجته في الإثم أعظم من درجة السارق في الإثم! ولا سيما عندما يجعل هذه الظنون أمرًا يتحدث به، أكذب الحديث، ويبني على الظنون.
وكم من شخصٍ أُدخِل السجن ظُلما وزورًا بالظن، والاتهام الذي هو ليس له أساس من الحقيقة والواقع! مجرد ظنون!
وكم من شخصٍ ظُلِم بالظنون! وكم من شخصٍ أُخِذ منه حقه وماله بالظنون!
ما يزال المسروق يَتَظَنَّى حتَّى يكون أَعْظم إثمًا من السَّارق!
ولهذا؛ الإنسان يتقي الله -سبحانه وتعالى- ويَحذر من الظن، ويعتقد أنّ الظن أكذب الحديث، ولا يبني على الظن.
وكما أنه لا يرضى أن يتَّهمه الآخرون بشيءٍ بناءً على الظنون؛ فالمؤمن يحب لأخيه ما يحب لنفسه.
كما أنك لا ترضى أن تُتَّهم بأيِّ أمرٍ بناءً على ظن فلِمَا يرضى الإنسان هذا للآخرين؟!
ولهذا؛ يجب على الإنسان أن يحذر من الظن، ولْيَعتقد ما قاله نبيّنا عليه الصلاة والسلام: «الظن أكذب الحديث» (2) ولا يبني أقواله وأعماله إلا على الشيء الواضح اليقين.
وكم من شخصٍ أُدخِل السجن ظُلما وزورًا بالظن، والاتهام الذي هو ليس له أساس من الحقيقة والواقع! مجرد ظنون!
وكم من شخصٍ ظُلِم بالظنون! وكم من شخصٍ أُخِذ منه حقه وماله بالظنون!
ما يزال المسروق يَتَظَنَّى حتَّى يكون أَعْظم إثمًا من السَّارق!
ولهذا؛ الإنسان يتقي الله -سبحانه وتعالى- ويَحذر من الظن، ويعتقد أنّ الظن أكذب الحديث، ولا يبني على الظن.
وكما أنه لا يرضى أن يتَّهمه الآخرون بشيءٍ بناءً على الظنون؛ فالمؤمن يحب لأخيه ما يحب لنفسه.
كما أنك لا ترضى أن تُتَّهم بأيِّ أمرٍ بناءً على ظن فلِمَا يرضى الإنسان هذا للآخرين؟!
ولهذا؛ يجب على الإنسان أن يحذر من الظن، ولْيَعتقد ما قاله نبيّنا عليه الصلاة والسلام: «الظن أكذب الحديث» (2) ولا يبني أقواله وأعماله إلا على الشيء الواضح اليقين.
(1) قال الشيخ عطية سالم -رحمه الله-: إذا أطلق "عبد الله" في الأدب المفرد فهو مرادٌ به: عبد الله بن مسعود.
(2) الحديث: «إِيَّاكُمْ وَالظَنَّ فَإِنَّ الظَنَّ أَكْذَبُ الحَدِيثِ» متفقٌ عليه.
(2) الحديث: «إِيَّاكُمْ وَالظَنَّ فَإِنَّ الظَنَّ أَكْذَبُ الحَدِيثِ» متفقٌ عليه.
تعليق