بسم الله الرحمن الرحيم
مقطع من شريط " شَرْحِ حَدِيثِ الثَلَاثَةِ الأَعْمى وَالأَقْرَعِ وَالأَبْرَصِ "
لفضيلة الشيخ محمد بن صالح الصوملي حفظه الله تعالى
نعم إخوتي في الله،
نعم إخوتي في الله أين المراقبون لله؟
إن الذي ينظر اليوم في واقع المسلمين يرى العجب العجاب ؛ صار النّاس يخافون من مراقبة زيد وعمر ولا يخافون من مراقبة الله -عَزّ وَجَلَّ- لهم ! إن دلّ ذلك على شيء إنما يدل على عدم تعظيم الله وخشيته في قلوب من لا يخاف الله في سرّه وعلانيته « وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللّهَ خَالِياً فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ » « وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللَّه رَبّ العَالَمِينَ » إني أخاف الله -رَبّ الْعَالَمِينَ- الذي لا يخفى عليه من أمره شيئاً.
المصدر / موقع علماء ومشايخ الدعوة السلفية باليمن
مقطع من شريط " شَرْحِ حَدِيثِ الثَلَاثَةِ الأَعْمى وَالأَقْرَعِ وَالأَبْرَصِ "
لفضيلة الشيخ محمد بن صالح الصوملي حفظه الله تعالى
عباد الله، إنّ الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالى- خلق الخلق وأوجدهم في هذه الدنيا لعبادته خلقهم ليعبدوه ليوحدوه ليفردوه بالعبادة -سُبْحَانَهُ وَتَعَالى- وضرب لهم آجالا محدودة وأعماراً مقصورة محددة وأنزل عليهم كتبه ، وأرسل إليهم رسله ليُعذرهم من أنفسهم ، وهو مطّلع عليهم ولا يخفى عليه من خلقه شيء لا في السماء ولا في الأرض، إن الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالى- لا يخفى عليه من أحوالنا شيئا يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، يعلم ما في السّماوات وما في الأرض، يعلم ما توسوس به النفوس ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ﴾ ق:16 ﴿ الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ﴾ الشعراء:218-219.
نعم إخوتي في الله،
وأنتم تسمعون كثيراً قوله -عَزّ وَجَلّ- ﴿ يَا أَيّهَا النّاسُ اتَّقُوا رَبّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ النساء:1 إنّ الله رقيب على أفعالك، إن الله مطلع على أعمالك ؛ ولذلك كانت المراقبة لله -عَزّ وجلّ- في أعلى مرتبة هذا الدين كما جاء ذلك واضحاً في حديث جبريل الطويل بعد أن سأل النبي -صَلّىٰ الله عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلّم- سأله عن الإسلام فأخبره سأله عن أركان الإيمان فأخبره بذلك سأله عن الإحسان فقال: « الْإِحْسَانُ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنّهُ يَرَاكَ » أعلى مراتب هذا الدين هي المراقبة لله -رَبّ الْعَالمَيِنَ- هي أن تستشعر عظمة الله ، وأن تعلم أن الله يعلم سرّك وعلانيتك ، وأنّ الله لا يخفى عليه من حالك ومن شأنك شيئاً ؛ بل لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء.
نعم إخوتي في الله أين المراقبون لله؟
أين الذين يستشعرون عظمة الله؟
أين الذين إذا ما خلوا بمحارم الله تذكروا أن الله مطّلع عليهم فتركوا ذلك من أجله وخوفاً من عقابه وتعظيماً لجنابه ؛ أين أولئك؟ أين هم؟
إن الذي ينظر اليوم في واقع المسلمين يرى العجب العجاب ؛ صار النّاس يخافون من مراقبة زيد وعمر ولا يخافون من مراقبة الله -عَزّ وَجَلَّ- لهم ! إن دلّ ذلك على شيء إنما يدل على عدم تعظيم الله وخشيته في قلوب من لا يخاف الله في سرّه وعلانيته « وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللّهَ خَالِياً فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ » « وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللَّه رَبّ العَالَمِينَ » إني أخاف الله -رَبّ الْعَالَمِينَ- الذي لا يخفى عليه من أمره شيئاً.
عباد الله إن مراقبة الله كما سمعتم هي أعلى مراتب هذا الدين لأنّ مراتب الدين الإسلام وأعلى مرتبة منه الإيمان وأعلى مرتبة منهما الإحسان ولذلك لما جاء بعض الأعراب إلى النبي -صَلّىٰ الله عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلّم- فزعموا لأنفسهم الإيمان والله يعلم حالهم ويعلم ما قد وقر في قلوبهم هل قد وقرَ الإيمان أم لا يزال ما ثبت في قلوبهم وإنما الذي قد وقرَ هو الإسلام لذلك ردّ قولهم ﴿ قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ﴾ الحجرات:14 فإذا كنت من الذين يراقبون الله في السرّ والعلن فإنك بإذن الله -رَبّ الْعَالَمِينَ- ستكون من الفائزين في الدنيا والآخرة.
لذلك -يا عباد الله- إنّ الله يبتلي عباده وينظر هل يراقبونه ؟ هل يعترفون له بالجميل ؟ هل يراقبون الله في نعمه ؟ أم يبطرون أم يكفرون نعمه.
المصدر / موقع علماء ومشايخ الدعوة السلفية باليمن