الحمد لله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم .
أمـــا بــعـــد :
فهذه مقطع صوتي ومفرغ لفضيلة الشيخ سليمان بن سليم الله الرحيلي-حفظه الله-
[بعنوان]
مَن أراد اليوم الأَمَنة من الفتنة فعليه بمنهج الصحابة رضوان الله عليهم
(للاستماع والتحميل)
التفريغ
فمَن أراد اليوم الأَمنة من الفتنة: فعليه بمنهج الصحابة ﭫ؛ فإنّ صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أَمنَة للأُمَّة.
وقد مات الرسول -صلى الله عليه وسلم- لكن بقيت سُنَّته، فمَن أراد الأمَنة فعليه بالسنة، والصحابة ﭫ كانوا أَمنة للأمة وماتوا؛ لكن بقيت سيرتهم، فمن أراد الأَمنَة فعليه بمنهج الصحابة ﭫ.
روى مسلمٌ في صحيحه، أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «النجوم أَمنَةٌ للسماء، فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعَد، وأنا أَمنَةٌ لأصحابي، فإذا ذهبتُ أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أَمنَةٌ لأمتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون»، فجعل النبي -صلى الله عليه وسلم- نسبة أصحابه إلى الأمة كنسبته لأصحابه، وكنسبة النجوم إلى السماء.
قال ابن القيم $: "ومن المعلوم أنّ هذا التشبيه -وانتبهوا لهذا يا إخوة- يعطي الأمّة من وجوب اهتداء الأمة بهم ما هو نظيرُ اهتدائهم بنبيِّهم -صلى الله عليه سلم-، ونظير اهتداء أهل الأرض بالنجوم، وأيضًا فإنه جعل بقاءهم بين الأمة أَمَنة لهم وحِرزًا من الشرِّ وأسبابه".
وهذا -يا إخوة- هو الذي يجعل أهل الحق يقولون: إنّ الحق في الأمة هو: بالأخذ بمنهج الصحابة ﭫ، هذا أحد الأدلة؛ وإلا فالأدلة بحرٌ لا ساحل له.
فإذا أرادَت الأمَّة السلامة والأَمنَة والعزَّة: فعليها أن تتمسك بكتاب الله وسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على فَهم الصحابة ﭫ؛ فهذا فيه الأَمنَة لهذه الأمة.
والأحاديث المذكورة في هذا الباب من حديث حذيفة ﭬ تتعلّق بإخباره -صلى الله عليه وسلم- عن أمورٍ وقعت بعد وفاته صلى الله عليه وسلم.[1]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
(1) من شرح العلاّمة سليمان بن سليم الله الرحيلي -حفظه الله- كتاب الفتن وأشراط الساعة من صحيح مسلم / الشريط الثامن (بداية المقطع: 18:45) (نهاية المقطع: 21:43)