بِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
وَكُن مِّـنَ الشَّاكِـرِينَ
( من مجزوء الوافر )
أَيَــا مَـنْ بَــاتَ في تَـرَفِ .................
.................مِـنَ النَّـعمَـاءِ في غَـرَفِ
رَجَـاؤُكَ فِـي اسْتِدَامَـتِـها .................
................. وَخَـوْفُــكَ زَوْرَةُ الأَزَفِ
رَأَيْتُ الشُّكـرَ يَـحْفَـظُـهَا .................
................. وَ يَمْـنَـعُـهَـا مِـن التَّـلَفِ
إِذَا أَصْبَـحْتَ أَوْ أَمْسَـيْتَ .................
.................فِـي سَـعَـةٍ وَ فِـي خَلَـفِ
فَـقُـلْ يَـا رَبُّ زِدْنِـي مِـنْ .................
................. مَعِـينِ الفَـضْلِ وَاعْـتَرِفِ
وَ لَا تَـغْـــرُرْكَ فَــانِــيَـةٌ .................
................. سَـتَـتْرُكُـهَا إِلَى الـجَـدَفِ
وَإِنْ أَرْدَاكَ مَـا أَطْـــغَـاكَ .................
................. مَـا أَغْـنَـاكَ « وَا أَسَفِـي »
فَـلَا تَـفْـرَحْ وَلَا تَـبْـطــرْ .................
................. وَحَـاذِرْ سَـوْءَةَ الـجَـنَفِ
وَحَـظَّ النَّـفْـسِ لَا تَـنْـسَهْ .................
.................مِـنَ الدُّنْـيَـا بِـلَا سَــرَفِ
وَأَحْسِـنْ لِلْـعِـبَـادِ كَـمَـا .................
.................حَـبَـاكَ الرَّبُّ بِالـشَّـرَفِ
وَمَـن يُحْسِنْ لَـدَى السَّرَّاءِ .................
................. فِـي الضَّـرَّاءِ لَــمْ يَـخَفِ
وَشُكْـرُكَ نِـعْـمَةَ الـمَوْلَى .................
................. قِـيامُكَ في دُجَى السَّـدَفِ
وَهَجْـرُكَ زُخْـرُفَ الدُّنْـيَا .................
................. رَجَاءَ الـخُـلْدِ فِي الغُـرَفِ
وَشُكْـرُكَ رَبَّـكَ النَّـعْـمَـا .................
................. بِـنِعْمَـتِـهِ فَـكَيفَ تَفِي ؟!
وَكُن مِّـنَ الشَّاكِـرِينَ
( من مجزوء الوافر )
أَيَــا مَـنْ بَــاتَ في تَـرَفِ .................
.................مِـنَ النَّـعمَـاءِ في غَـرَفِ
رَجَـاؤُكَ فِـي اسْتِدَامَـتِـها .................
................. وَخَـوْفُــكَ زَوْرَةُ الأَزَفِ
رَأَيْتُ الشُّكـرَ يَـحْفَـظُـهَا .................
................. وَ يَمْـنَـعُـهَـا مِـن التَّـلَفِ
إِذَا أَصْبَـحْتَ أَوْ أَمْسَـيْتَ .................
.................فِـي سَـعَـةٍ وَ فِـي خَلَـفِ
فَـقُـلْ يَـا رَبُّ زِدْنِـي مِـنْ .................
................. مَعِـينِ الفَـضْلِ وَاعْـتَرِفِ
وَ لَا تَـغْـــرُرْكَ فَــانِــيَـةٌ .................
................. سَـتَـتْرُكُـهَا إِلَى الـجَـدَفِ
وَإِنْ أَرْدَاكَ مَـا أَطْـــغَـاكَ .................
................. مَـا أَغْـنَـاكَ « وَا أَسَفِـي »
فَـلَا تَـفْـرَحْ وَلَا تَـبْـطــرْ .................
................. وَحَـاذِرْ سَـوْءَةَ الـجَـنَفِ
وَحَـظَّ النَّـفْـسِ لَا تَـنْـسَهْ .................
.................مِـنَ الدُّنْـيَـا بِـلَا سَــرَفِ
وَأَحْسِـنْ لِلْـعِـبَـادِ كَـمَـا .................
.................حَـبَـاكَ الرَّبُّ بِالـشَّـرَفِ
وَمَـن يُحْسِنْ لَـدَى السَّرَّاءِ .................
................. فِـي الضَّـرَّاءِ لَــمْ يَـخَفِ
وَشُكْـرُكَ نِـعْـمَةَ الـمَوْلَى .................
................. قِـيامُكَ في دُجَى السَّـدَفِ
وَهَجْـرُكَ زُخْـرُفَ الدُّنْـيَا .................
................. رَجَاءَ الـخُـلْدِ فِي الغُـرَفِ
وَشُكْـرُكَ رَبَّـكَ النَّـعْـمَـا .................
................. بِـنِعْمَـتِـهِ فَـكَيفَ تَفِي ؟!
...............................
انتَهتِ القَصِيدةُ ، وقَدْ علَّقَ علَى مواضِعَ مِنها مُؤَلِّفُها فقالَ :
أحبُّ أن أُوضِّحَ بعضَ ما جاءَ في هذهِ القصيدةِ ، حتَّى لا أُتَّهمَ بأَنِّي ( أَنامُ مِلْءَ جُفونِـي عَن شَوارِدِهَا ) ( ابتسامة ) ..
...................
رَجَـاؤُكَ فِـي اسْتِدَامَـتِـها .................
................. وَ خَـوْفُــكَ زَوْرَةُ الأَزَفِ
ـ الأَزَفُ : ضِيقُ المعيشةِ ، ومنهُ قول عَديِّ بن الرِّقَاعِ :
مِنْ كُلِّ بَيضَاءَ لَـمْ يَسْفَعْ عَوارِضَهَا ... مِنَ الـمَعـيـشَـةِ تَـبرِيـحٌ وَلَا أَزَفُ
...................
إِذَا أَصْبَـحْتَ أَوْ أَمْسَـيْتَ .................
................. فِـي سَـعَـةٍ وَ فِـي خَلَـفِ
فَـقُـلْ يَـا رَبُّ زِدْنِـي مِـنْ .................
................. مَعِـينِ الفَـضْلِ وَاعْـتَرِفِ
ـ الخلَفُ : هو البَدَلُ والعِوَضُ ، يُقالُ : أعطاكَ اللهُ مِنهُ خَلَـفًا ، والمقصودُ : النِّعمُ تخلُفها النِّعمُ ، فلا ينفكُّ عنها في حَالٍ من الأحوالِ .
ومِن صُورِ شُكرِ النِّعمةِ اعترافُ العبدِ لله سُبحانهُ وتعالى بأنَّه سُبحانَه هو المنعِمُ عليه ، لا مُنعِمَ غيرُه ، ولذا وَردَ في ما وَردَ مِن أذكارِ الصَّباحِ والمساءِ أَن يقولَ العبدُ :
« اللَّهُمَّ مَا أَصبحَ ـ أو مَا أَمسَى ـ بي مِن نِعمةٍ أو بأَحدٍ مِن خَلْقِكَ فمِنكَ وحدَكَ لا شَريكَ لكَ ، فلكَ الحمدُ ولكَ الشُّكرُ » .
...................
وَ لَا تَـغْـــرُرْكَ فَــانِــيَـةٌ .................
................. سَـتَـتْرُكُـهَا إِلَى الـجَـدَفِ
ـ الجدَفُ : هو القَبرُ ، والفاءُ فيهِ : قيلَ : مُبدلةٌ مِن الثَّاءِ ، بدليلِ قولِهم في الجمعِ ( أجداثٌ ) ، ومنه قولُه تعالى : (( يَوْمَ يَخرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ سِرَاعًا )) أي : يُبعَثُونَ مِن قُبورِهم .
قالَ ابنُ جِنِّي في ( سر صناعة الإعراب : 2/248 ) : « أخبرَني أبو عليٍّ قِراءةً عليهِ بإسنادِه إلى يَعقوبَ أنَّ العربَ تقولُ في العَطفِ : ( قَامَ زَيدٌ فُمَّ عَمْرو ) ـ فيُبدِلونَ الثَّاءَ فاءً ـ وكذلك قولُهم : ( جَدَفٌ وَجَدَثٌ ) والوجهُ أن تكونَ الفاءُ بدلًا مِن الثَّاءِ ؛ لأنَّهم أجمعوا في الجمعِ على ( أَجداث ) ، ولـم يقولوا : ( أَجداف ) » قالَ : « ولَسنَا نعلَمُ لِـ ( جَدَفٍ ) بالفاءِ تَصرُّفَ ( جَدَثٍ ) فلذلك قَضينا بأنَّ الفاءَ بدلٌ مِن الثَّاءِ » اهـ
وجاءَ في ( اللِّسانِ ـ مادَّة : ج د ف ) :« والجدَفُ : القَبْرُ، والجمعُ أَجْدافٌ، وكرهَها بعضُهم وقال : لا جَمعَ للجَدَفِ ؛ لأَنَّه قد ضَعُفَ بالإبْدالِ فلم يَتصرَّف . الجوهريُّ: الجدَفُ : القبرُ ، وهو إبدالُ الجَدَثِ ، والعربُ تُعَقِّبُ بين الفاءِ والثَّاءِ في اللُّغةِ فيقولونَ : جَدَثٌ وجدَفُ ، وهي الأَجدَاثُ والأَجْدافُ » اهـ
ومِن شواهدِ وُرودِ الجمعِ على ( أَجدافٍ ) بالفاءِ قولُ رُؤبةَ :
لَو كَانَ أَحْـجَارِي مَعَ الأَجْدَافِ ... تَـعْفُو عَلَـى جُرْثُومِـهِ العَوَافِـي
...................
فَـلَا تَـفْـرَحْ وَلَا تَـبْـطــرْ .................
................. وَحَـاذِرْ سَـوْءَةَ الـجَـنَفِ
ـ مأخوذٌ مِن قولِه تعالَى في قِصَّةِ قارونَ : (( وَلَا تَفْرَحْ إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الفَرِحِينَ )) والمرادُ فَرَحُ الكِبْرِ وَالبَطَرِ .
...................
وَحَـظَّ النَّـفْـسِ لَا تَـنْـسَهْ .................
................. مِـنَ الدُّنْـيَـا بِـلَا سَــرَفِ
ـ مَأخوذٌ مِن قولِه تعالَى في القِصّةِ السَّابقةِ : (( وَلَا تَنْسَ نَصِيبَـكَ مِنَ الدُّنْيَـا )) ، معَ قولِه سُبحانَه في مَوضعٍ آخَر : (( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَ لَا تُسْرِفُوا )) .
...................
وَأَحْسِـنْ لِلْـعِـبَـادِ كَـمَـا .................
................. حَـبَـاكَ الرَّبُّ بِالـشَّـرَفِ
ـ مَأخوذٌ مِن قولِه تعالَى : (( وَأَحْسِنْ كَمَـا أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْـكَ )) .
والشَّرفُ : في الأصلِ : العُلوُّ ، والمكانُ العالي ، والمرادُ في البَيتِ : النِّعمةُ ذَاتُ الشَّرفِ ، التي يتشرَّفُ إليهَا النَّاسُ ، ويستَعظمُونَها ، فيرفعونَ إليها أبصارَهُم .
...................
وَمَـن يُحْسِنْ لَـدَى السَّرَّاءِ .................
................. فِـي الضَّـرَّاءِ لَــمْ يَـخَفِ
ـ مأخوذٌ مِن حَدِيثِ ابنِ عبَّاسٍ رضـي الله عنهمـا مرفوعًا : « تَعرَّفْ على الله في الرَّخاءِ يعرِفْكَ في الشِّدَّة » .
...................
وَشُكْـرُكَ نِـعْـمَةَ الـمَوْلَى .................
................. قِـيامُكَ في دُجَى السَّـدَفِ
ـ السَّدَفُ : مِن الألفاظِ المشترَكةِ ، يُطلَقُ على الصُّبحِ ، وعلَى اللَّيلِ وسَوادِه ، والقَرينةُ هُنا ( الدُّجَى بمَعنَى الظُّلمةِ ) تدلُّ على أنَّ المرادَ المعنَى الثَّاني ، ومعنَى البيتِ مأخوذٌ مِن قولِه صلَّى الله علَيْه وعلى آلِه وسلَّمَ حينَ سُئِلَ عن طُولِ قيامِه وشدَّةِ ابتهالِه بينَ يدَيِ اللهِ عزَّ وجلَّ ، فقالَ صَلَّى اللهُ علَيْه وعلى آلِه وسلَّمَ : « أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا ؟ » .
...................
وَشُكْـرُكَ رَبَّـكَ النَّـعْـمَـا .................
................. بِـنِعْمَـتِـهِ فَـكَيفَ تَفِي ؟!
ـ فإنَّ التَّوفيقَ إلى شُكرِ النِّعمَةِ نِعمةٌ أُخرَى مُستَلزِمةٌ لِلشُّكرِ ، فمَهمَـا فعلَ العبدُ فإنَّـهُ لَا سَبيلَ لهُ إلى أن يَفِيَ نِعمَ اللهِ تعالَى بِالشُّكرِ .
...................
رَجَـاؤُكَ فِـي اسْتِدَامَـتِـها .................
................. وَ خَـوْفُــكَ زَوْرَةُ الأَزَفِ
ـ الأَزَفُ : ضِيقُ المعيشةِ ، ومنهُ قول عَديِّ بن الرِّقَاعِ :
مِنْ كُلِّ بَيضَاءَ لَـمْ يَسْفَعْ عَوارِضَهَا ... مِنَ الـمَعـيـشَـةِ تَـبرِيـحٌ وَلَا أَزَفُ
...................
إِذَا أَصْبَـحْتَ أَوْ أَمْسَـيْتَ .................
................. فِـي سَـعَـةٍ وَ فِـي خَلَـفِ
فَـقُـلْ يَـا رَبُّ زِدْنِـي مِـنْ .................
................. مَعِـينِ الفَـضْلِ وَاعْـتَرِفِ
ـ الخلَفُ : هو البَدَلُ والعِوَضُ ، يُقالُ : أعطاكَ اللهُ مِنهُ خَلَـفًا ، والمقصودُ : النِّعمُ تخلُفها النِّعمُ ، فلا ينفكُّ عنها في حَالٍ من الأحوالِ .
ومِن صُورِ شُكرِ النِّعمةِ اعترافُ العبدِ لله سُبحانهُ وتعالى بأنَّه سُبحانَه هو المنعِمُ عليه ، لا مُنعِمَ غيرُه ، ولذا وَردَ في ما وَردَ مِن أذكارِ الصَّباحِ والمساءِ أَن يقولَ العبدُ :
« اللَّهُمَّ مَا أَصبحَ ـ أو مَا أَمسَى ـ بي مِن نِعمةٍ أو بأَحدٍ مِن خَلْقِكَ فمِنكَ وحدَكَ لا شَريكَ لكَ ، فلكَ الحمدُ ولكَ الشُّكرُ » .
...................
وَ لَا تَـغْـــرُرْكَ فَــانِــيَـةٌ .................
................. سَـتَـتْرُكُـهَا إِلَى الـجَـدَفِ
ـ الجدَفُ : هو القَبرُ ، والفاءُ فيهِ : قيلَ : مُبدلةٌ مِن الثَّاءِ ، بدليلِ قولِهم في الجمعِ ( أجداثٌ ) ، ومنه قولُه تعالى : (( يَوْمَ يَخرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ سِرَاعًا )) أي : يُبعَثُونَ مِن قُبورِهم .
قالَ ابنُ جِنِّي في ( سر صناعة الإعراب : 2/248 ) : « أخبرَني أبو عليٍّ قِراءةً عليهِ بإسنادِه إلى يَعقوبَ أنَّ العربَ تقولُ في العَطفِ : ( قَامَ زَيدٌ فُمَّ عَمْرو ) ـ فيُبدِلونَ الثَّاءَ فاءً ـ وكذلك قولُهم : ( جَدَفٌ وَجَدَثٌ ) والوجهُ أن تكونَ الفاءُ بدلًا مِن الثَّاءِ ؛ لأنَّهم أجمعوا في الجمعِ على ( أَجداث ) ، ولـم يقولوا : ( أَجداف ) » قالَ : « ولَسنَا نعلَمُ لِـ ( جَدَفٍ ) بالفاءِ تَصرُّفَ ( جَدَثٍ ) فلذلك قَضينا بأنَّ الفاءَ بدلٌ مِن الثَّاءِ » اهـ
وجاءَ في ( اللِّسانِ ـ مادَّة : ج د ف ) :« والجدَفُ : القَبْرُ، والجمعُ أَجْدافٌ، وكرهَها بعضُهم وقال : لا جَمعَ للجَدَفِ ؛ لأَنَّه قد ضَعُفَ بالإبْدالِ فلم يَتصرَّف . الجوهريُّ: الجدَفُ : القبرُ ، وهو إبدالُ الجَدَثِ ، والعربُ تُعَقِّبُ بين الفاءِ والثَّاءِ في اللُّغةِ فيقولونَ : جَدَثٌ وجدَفُ ، وهي الأَجدَاثُ والأَجْدافُ » اهـ
ومِن شواهدِ وُرودِ الجمعِ على ( أَجدافٍ ) بالفاءِ قولُ رُؤبةَ :
لَو كَانَ أَحْـجَارِي مَعَ الأَجْدَافِ ... تَـعْفُو عَلَـى جُرْثُومِـهِ العَوَافِـي
...................
فَـلَا تَـفْـرَحْ وَلَا تَـبْـطــرْ .................
................. وَحَـاذِرْ سَـوْءَةَ الـجَـنَفِ
ـ مأخوذٌ مِن قولِه تعالَى في قِصَّةِ قارونَ : (( وَلَا تَفْرَحْ إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الفَرِحِينَ )) والمرادُ فَرَحُ الكِبْرِ وَالبَطَرِ .
...................
وَحَـظَّ النَّـفْـسِ لَا تَـنْـسَهْ .................
................. مِـنَ الدُّنْـيَـا بِـلَا سَــرَفِ
ـ مَأخوذٌ مِن قولِه تعالَى في القِصّةِ السَّابقةِ : (( وَلَا تَنْسَ نَصِيبَـكَ مِنَ الدُّنْيَـا )) ، معَ قولِه سُبحانَه في مَوضعٍ آخَر : (( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَ لَا تُسْرِفُوا )) .
...................
وَأَحْسِـنْ لِلْـعِـبَـادِ كَـمَـا .................
................. حَـبَـاكَ الرَّبُّ بِالـشَّـرَفِ
ـ مَأخوذٌ مِن قولِه تعالَى : (( وَأَحْسِنْ كَمَـا أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْـكَ )) .
والشَّرفُ : في الأصلِ : العُلوُّ ، والمكانُ العالي ، والمرادُ في البَيتِ : النِّعمةُ ذَاتُ الشَّرفِ ، التي يتشرَّفُ إليهَا النَّاسُ ، ويستَعظمُونَها ، فيرفعونَ إليها أبصارَهُم .
...................
وَمَـن يُحْسِنْ لَـدَى السَّرَّاءِ .................
................. فِـي الضَّـرَّاءِ لَــمْ يَـخَفِ
ـ مأخوذٌ مِن حَدِيثِ ابنِ عبَّاسٍ رضـي الله عنهمـا مرفوعًا : « تَعرَّفْ على الله في الرَّخاءِ يعرِفْكَ في الشِّدَّة » .
...................
وَشُكْـرُكَ نِـعْـمَةَ الـمَوْلَى .................
................. قِـيامُكَ في دُجَى السَّـدَفِ
ـ السَّدَفُ : مِن الألفاظِ المشترَكةِ ، يُطلَقُ على الصُّبحِ ، وعلَى اللَّيلِ وسَوادِه ، والقَرينةُ هُنا ( الدُّجَى بمَعنَى الظُّلمةِ ) تدلُّ على أنَّ المرادَ المعنَى الثَّاني ، ومعنَى البيتِ مأخوذٌ مِن قولِه صلَّى الله علَيْه وعلى آلِه وسلَّمَ حينَ سُئِلَ عن طُولِ قيامِه وشدَّةِ ابتهالِه بينَ يدَيِ اللهِ عزَّ وجلَّ ، فقالَ صَلَّى اللهُ علَيْه وعلى آلِه وسلَّمَ : « أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا ؟ » .
...................
وَشُكْـرُكَ رَبَّـكَ النَّـعْـمَـا .................
................. بِـنِعْمَـتِـهِ فَـكَيفَ تَفِي ؟!
ـ فإنَّ التَّوفيقَ إلى شُكرِ النِّعمَةِ نِعمةٌ أُخرَى مُستَلزِمةٌ لِلشُّكرِ ، فمَهمَـا فعلَ العبدُ فإنَّـهُ لَا سَبيلَ لهُ إلى أن يَفِيَ نِعمَ اللهِ تعالَى بِالشُّكرِ .
.......................
انتهتِ التعليقاتُ .
وتعليقُه الأخيرُ نحْوٌ منْ قَوْلِ بعضِ السَّلفِ ـ ويُعْزَى إلى الحسَنِ البَصْرِيِّ رحمهُ اللهُ تعالى ـ : (( اسْتِغْفارُنا يَحتاجُ إلى اسْتِغفارٍ )) .
واللهُ أعلمُ
وصلَّى اللهُ وسلَّمَ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِه وصَحْبِه
تعليق