أَسْبَابُ إِجَابَةِ الدَّعَاءِ
مقتطف
من شرح كتاب / من هدايات سورة الفاتحة
للشَّيْخِ عَبْدُ الرَّزَّاقِ البَدر -حَفِظهُ الله-
مقتطف
من شرح كتاب / من هدايات سورة الفاتحة
للشَّيْخِ عَبْدُ الرَّزَّاقِ البَدر -حَفِظهُ الله-
جمع بعض أهل العلم آداب الدعاء المستجاب وشروطه في أبيات لطيفة فقال :
قالوا شروط الدعاء المستجاب لنــــا عشــــر بها بشــــــر الداعي بافـــــــلاح
طهــــــــــــــارة وصـــــــــلاة معهما نــــــــــدم وقت خشوع وحسن الظن ياصاح
وحل قــــــــــــوت ولا يدعي بمعصية وباسم يناسب مقرون بالحـــــــــــــــــــاح
طهــــــــــــــارة وصـــــــــلاة معهما نــــــــــدم وقت خشوع وحسن الظن ياصاح
وحل قــــــــــــوت ولا يدعي بمعصية وباسم يناسب مقرون بالحـــــــــــــــــــاح
قوله ( بها بشر الداعي بافلاح ) : أي بشره بأنه إذا دعا ملتزماً بها بأنه مفلح ونائل ما سأل .
( طهارة صلاة معهما ندم ) أي أن يكون على طهارة وأن يكون في صلاة ، وهذا ليس من الشروط ولكن من الآداب ومن كوامل الدعاء .
( وقت خشوع وحسن الظن بالله ) : يعني أن يكون في وقت فاضل مع خشوع في دعائه ، وخشية وإنابة إلى الله ، وأن يكون أيضاً حسن الظن بالله ؛ فقد قال الله -عَزّ وَجَلّ- كما في الحديث القدسي « أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ماشاء » صححه الألباني في صحيح الجامع (4316)
وكذلك من الشروط ما أشار إليه بقوله ( وحلُّ قوتٍ ) : أي أن يكون مطعمه طيباً حلالاً وهذا جاء في حديث أبي هريرة قال -عَلَيهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ- « إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً ثم ذكر -عَلَيهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ- الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يده إلى السماء يارب يارب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك »
رواه مسلم 1015
ولهذا من الشروط المهمة أن يبتعد المرء عن الحرام كما قال بعض السّلف : ( لا تستبطيء الإجابة وقد سددت طرقها بالمحرمات فالمحرمات ) مانع من موانع الإجابة ؛ لذلك استبعد النبي -صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ- بقوله فأنى يستجاب لذلك ؟
ولا يدعو الإنسان بمعصية كما ثبت عن النبي أنه قال : « لايزال يستجاب للعبد مالم يدع بإثم أو قطيعة رحم مالم يستعجل » رواه مسلم 2735
فمن شروط إجابة الدعاء ألا يدعو العبد بمعصية أو بإثم أو بقطيعة رحم .
أو باسم يناسب يعني يختار من اسماء الله -تبارك وتعالى- الاسم المناسب لمطلوبه وإذا لم يأت بالاسم المناسب يحدث في الكلام تنافر ؛ ولهذا يأتي في النصوص الدعاء مع الاسم المناسب به ﴿ربنا افتح بيننا بالحق وانت خير الفاتحين ﴾الاعراف:89
تقول ربي اغفر لي أنك أنت الغفور الرحيم ؛ أما أن تأتي بالاسم لا يناسب فعندئذ يحدث تنافر مثل أن يقول في دعائه اللهم ارحمني واغفر لي ياشديد العقاب ! فهذا غير مناسب !
وإنما المناسب ههنا : ياغفور يارحيم يامن رحمته وسعت كل شيء ؛ فيذكر من الأسماء الحسنى ما يتناسب مع المطلوب .
وقوله : ( مقرون بإلحاح ) يعني تلحّ على الله تبارك وتعالى ، وتكثر من السؤال ، وتديم الطلب ، وتديم قرع الباب ويوشك أن يفتح لك .
اسأل الله -جَلَّ وعَلا- باسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يوفقنا وإياكم بتوفيقه وأن يهدينا سواء السبيل .
المصدر / كتاب : من هدايات سورة الفاتحة / ص 82-84