الحمد لله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم .
أمـــا بــعـــد :
فهذه فتاوى صوتية ومفرغة لفضيلة الشيخ سليمان بن سليم الله الرحيلي -حفظه الله-
[بعنوان]
أسباب الابتلاء وما يجب على العبد فيه
(للاستماع والتحميل)
التفريغ
الجواب:
انتبهوا يا إخوة؛ الابتلاء له من حيث الجملة سببان:
• السبب الأول: تقصير العبد بالذنوب، فيصاب بالبلاء بسبب ذنوبه.
• والسبب الثاني: قصور المسلم؛ بمعنى: أنّ الله يريد به منزلةً في الجنة لكنه لا يبلغها بعمله، فيقول الله للملائكة: صبُّوا عليه البلاء صبًّا؛ من أجل أن تُرفع درجته، وهما أمران.
وإذا وقع البلاء بالإنسان: فلْيُحسِن الظن بربه ولْيُسئ الظن بنفسه، فإذا نظر إلى جانبه فليقل هذا من ذنوبي، وكلنا خطّاء، من أجل أن يدع الذنب.
وإذا نظر إلى ما يتعلق بالله سبحانه وتعالى يقول: لعل الله أراد بي خيرا، لعل الله أراد بي منزلة.
ثم؛ بعض العلماء سمعتُ منه أنه يقول: "الإنسان في جانب نفسه يُغلِّب جانب الذنوب، وفي جانب غيره يُغلِّب جانب رفع المنزلة".
يعني يقول: إذا وقع البلاء بنفسك فغلِّب جانب أنك أُصِبتَ من ذنوبك، وإذا وقع البلاء بأخيك فغَلِّب جانب أنّ الله أراد رفعة منزلته، من باب إحسان الظن بالمؤمنين. وهذا أمر حسن.
وبعض الناس -بالمناسبة- إذا نزلت بأخيه مصيبة زاده مصيبة، بدل مِن أن يعزِّيه ويسلِّيه يوقعه في مصيبة؛ إذا مات له ولد أو أحد أو حصل له حادث جاءه وقال له: يا أخي، هذا من ذنوبك! وهذا غلط..! وإن كان قد يتضمن حقًّا، لكن يسليه ويعزيه ويأتيه بأسلوب حسن ويقول: يا أخي، من البلاء ما هو أجرٌ لا يُطلَب، فإذا وقع كان خيرًا للإنسان، كموت الابن، موت الطفل أجر عظيم لكنه لا يُطلَب، لا يَطلُب الإنسان أن يموت طفله لكن إذا مات ففيه أجر عظيم؛ يُبنى له بيت في الجنة، وأرجو أن تكون هكذا في بلائك، ونحن مقصِّرون ومذنبون قد نكون أذنبنا ذنوبًا ويريد الله أن يكفر عنا من سيئاتنا فالحمد لله.. ونحو هذا. (1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
(1) من شرح العلاّمة سليمان بن سليم الله الرحيلي -حفظه الله- كتاب الفتن وأشراط الساعة من صحيح مسلم / الشريط الخامس والعشرون/22:10 - 25:27