قال ابن القيم :
ولما كانت " التوبة " هي رجوع العبد إلى الله، ومفارقته لصراط المغضوب عليهم والضالين ، وذلك لا يحصل إلا بهداية الله إلى الصراط المستقيم. ولا تحصل هدايته إلا بإعانته وتوحيده فقد انتضمتها سورة الفاتحة أحسن انتظام، وتضمنتها أبلغ تضمن. فمن أعطى الفاتحة حقها - علما وشهودا وحالا ومعرفة - علم أنه لا تصح له قراءتها على العبودية إلا بالتوبة النصوح. فإن الهداية التامة إلى الصراط المستقيم لا تكون مع الجهل بالذنوب ولا مع الإصرار عليها فإن الأول جهل ينافي معرفة الهدى والثاني غيٌّ ينافي قصده وإرادته. فلذلك لا تصح التوبة إلا بعد معرفة الذنب والاعتراف به وطلب التخلص من سوء عواقبه أولا وآخرا.
مدارج السالكين (1/ 179)