بسم الله الرحمن الرحيم
قال شيخ الإسلام والمسلمين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحراني -رفع الله درجته في الجنة-:"مرض القلب: هو نوع فساد يحصل له، يفسدُ به: تصوره وإرادته.
- فتصوره: بالشبهات التي تعرض له، حتى لا يرى الحق، أو يراه على خلاف ما هو عليه.
- وإرادته: بحيث يبغض الحق النافع، ويحب الباطل الضار.
فلهذا:
- يفسر المرض تارة بالشك والريب مثل قوله: "في قلوبهم مرض"
- وتارة يفسر بشهوة الزنا مثل قوله: "فيطمع الذي في قلبه مرض".
والمرض في الجملة، يضعف المريض بجعل قوته ضعيفة لا تطيق ما يطيقة القوي؛ والمرض دون الموت.
فالقلب يموت بالجهل المطلق، ويمرض بنوع الجهل، فله موت ومرض، وحياة وشفاء.
وحياته وموته، مرضه وشفائه، أعظم من حياة البدن وموته، ومرضه وشفائه.
فلهذا: مرض القلب إذا ورد عليه شبهة أو شهوة قوَّت مرضه، وإن حصلت له حكمة وموعظة كانت من أسباب صلاحه وشفائه" اهـ، مجموع الفتاوى 10/93-94.