[[ لا يكن قلبك كالسَّفنجة، وليكن قلبك كالمصباح ]]
فقد ذكر العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى نصيحة شيخه شيخ الإسلام رحمه الله تعالى رحمة واسعة،
وكان من أحرص الناس مُجاهدة لنفسه، حتَّى لا يذوق طعمها فإن من ذاق طعم نفسه هَلَك،
و كان رحمه الله كما قال: إذا أشكل عليه جواب المسألة ذهب إلى المساجد المهجورة يمرِّغ وجهه في التراب و يقول داعيًا: "يا معلِّم إبراهيم علِّمني، يا معلِّم إبراهيم و محمَّد –صلَّى الله عليهما و سلَّم- علِّمني"،
قال: "و ربَّما استغفرت ألف مرّة حتَّى يُفتح عليَّ بجواب المسألة".
يعلم أنَّ الخير بيد الله وحده و أنَّ الله تعالى صاحب الفضل لا يُؤتيه إلَّا هو و لا يمنُّ به سواه،
فكان دائمًا مجاهدًا لنفسه في مرضاة الله جلَّ و علا.
يقول: إنِّي لأجدِّد إيماني في اليوم كذا و كذا مرّة و ما صحَّ لي إيمان بعد،
هذا شيخ الإسلام رحمه الله، يقول: "إنِّي لأجدِّد إيماني في اليوم كذا و كذا مرّة و ما صحَّ لي إيمان بعد"، يقول: لا إله إلَّا الله، يقول: و ما صحَّ لي إيمان بعد، يعني الإيمان الّذي يرتضيه، يقول: ما وصلت إليه بعد، و هو من هو في علوِّ كعبه و ثبوت قدمه وعلوِّ قامته و شموخ علمه رحمة الله عليه.
نصح تلميذه ابن القيم، و كان يورد عليه الإشكلات و يأتي له بالشُّبهات،
فقال:"لا يكن قلبك كالسَّفنجة، وليكن قلبك كالمصباح"، يعني أنَّه عليه ألَّا يجعل قلبه كالسَّفنجة فإنَّها متى وضعت في وسط شربت منه،
يقول: "ليكن قلبك كالمصباح"، لا تضرُّه فتنة و تنعكس عليه الأحداث و الأحوال.
قال العلَّامة ابن القيِّم رحمه الله: "فما أحسب أنِّي قد استفدت بنصيحة مثل ما استفدت بهذه النصيحة".
" لا يكن قلبك كالسَّفنجة ": تصبح بين أهل الدٌّنيا فإذا أنت من أهل الدُّنيا، و تظهر بين أهل الباطل و الضَّلال فإذا الأبعد من أهل الباطل و الضَّلال، و أمَّا مع العصر فإنَّه مع الَّذين يخوضون في كلِّ ما لا يحلُّ فإذا هو مع الخائضين، و أمَّا في العشيِّ فإنَّه يقبل مع المقبلين.
"لا يكن قلبك كالسَّفنجة، ليكن قلبك كالمصباح": يضيئ و لا يضرُّه ما يقع عليه من الهوام،
"ليكن قلبك كالمصباح": صلابة و تألُّقًا و إنارة و هداية و الله يرعاك.
قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: "إني لآتي عَلَى الآية من كتاب الله ـ عَزَّ وجَلَّ ـ ، فلودِدت أن جميع الناس علموا منها مثل الذي أعلم"
تعليق