بسم الله الرحمن الرحيم
الولاية أمانة والأمانة عظيمة والأمانة ندامة يوم القيامة وخزي ، إلا من أدى حقها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبى ذرٍ رضي الله عنه حينما قَالَ له:((أَلَا تَسْتَعْمِلُنِي ( يعني توليه يجعله عاملًا واليًا) قال إِنَّكَ ضَعِيفٌ وَإِنَّهَا أَمَانَةٌ وَإِنَّهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ إِلا مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا)) والحديث مشهور قصة أبي ذر رضى الله عنه ((إِلا مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا ، وأَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ فِيهَا)) فإذا أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها هذا الذي يسلم ، وهذا في الغالب إذا طُلِب هو يشترط لنفسه السلامة مثل القضاء مثلًا إذا طُلب القاضي للقضاء وهرب منه وأُجبر عليه فالصالحون يشترطون لأنفسهم شروطًا يسلمون بها من أن يتسلط عليهم أهل الولايات وأهل الدنيا يكون مستقلًا وأن لا يُتدخل في أحكامه وإذا حكم بالحكم لا يُشفع فيه الأحكام الشرعية وأن يطبق الحكم على الكبير والصغير ونحو ذلك من الشروط التي يسلم بها فمثل هذا يوفق أما إذا سعى هو اليوم في طلبه فحينئذٍ الغالب أنه لا يوفق، فمن رأى هذه الولايات تكليفًا وحملًا ثقيلًا يطلب لنفسه النجاة ، ومن رآها شرفًا وسؤددًا ورفعةً وجاهًا ومنزلة يسود بها في الدنيا فهذا الغالب لا يبالى بدينه في أي وادٍ أهلكهُ.