بسم الله الرحمن الرحيم
يدخل بيوت الملوك والأغنياء وأصحاب الرفاهه فيرى فيها التماثيل ويرى فيها الصور ويرى غير ذلك من المنكرات فيسكت ما يُنكر بشيء, ويرى من قبيح أفعالهم ما يجب عليه أن ينكرهُ عليهم، فحينئذٍ سُكُوته لأجل بلوغ شيءٍ من الدنيا؛ لأنه لو تكلم عليهم وأنكر لطردوه وأبعدوه، فهو يحرص على دنياه فيبيع دينه ثم إنه بعد هذا يُصبح حجةً، يقال لو كان عندنا غلط هذا الشيخ فلان يدخل علينا كان نصحنا، ما في إلا أنتم ترون هذا المنكرات وهكذا, فهذا الذي يكون من هؤلاء يسكت عن قبيح أفعالهم ويري ما يظهر له من المنكرات عندما يدخل بيوتهم ومنازلهم فلا ينكره، وربما تَرقى به الأمر إلى أعلى من ذلك فزين لهم وصوب لهم باطلهم وقبيح فعلهم وخرَّج لهم وتأول لهم فيدلهم على التملص وطرائق التفلت من دين الله
تبارك وتعالى وحينئذٍ يكونُ نحسًا ومنقصة عليهم وعلى عموم المسلمين ( نسأل الله العافية والسلامة) هذه مصيبة عظيمة ، يقول الغني يقول الأمير يقول الحاكم الباطل وهو جالس صدقت طال عمرك ، كذب والله ، كيف صدق وهو يقول الباطل هذا غير صحيح ، واجب عليك تقول للحق حق والباطل باطل هذه مرتبة أعلى وأقبح من مجرد السكوت كونه يحسن لهم فعلهم بالباطل ويسوغ لهم المحرمات التي عندهم والمخالفات التي عندهم ، فهذا يدلك على أنه طالب دنيا ما هو طالبُ علم ولا طالب دين ، طالب الدين إنما يسعى لإصلاح الناس وإقامتهم على دين الله تعالى وشرعه.