(وَلَمَّا رَأى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ)(الأحزاب: من الآية22)
و الشاهد قوله: ( هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ) و هذا غاية اليقين، أن يكون الإنسان عند الشدائد، وعند الكرب، ثابتا مؤمنا موقنا، عكس من كان توكله و يقينه ضعيفا، فانه عند المصائب و الكرب ربما ينقلب على وجهه، كما قال الله: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ)(الحج: من الآية11) أي على طرف(فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ)(الحج: من الآية11) .
كثير من الناس ما دام على عافية فهو مطمئن، و لكن إذا ابتلي_ و العياذ بالله_ انقلب على وجهه، فربما يصل إلى حد الردة و الكفر، و يعترض على الله بالقضاء و القدر، و يكره تقدير الله، و بالتالي يكره الله_ و العياذ بالله، لأنه كان في الأول لم يصبه أذى و لا فتنة، و لكنه في الثاني أصابته الفتنة فانقلب على وجهه.
و في هذه الآيات و أشباهها دليل على انه ينبغي للإنسان إن يخاف، و يوجل، و يخشى من زيغ القلب، و يسال الله دائما الثبات، فانه ما من قلب من قلوب بني آدم إلا وهو بين إصبعين من أصابع الرحمن، يقلبه كيف يشاء، إن شاء أقامه، و إن شاء أزاغه و العياذ بالله.
فنسال الله مقلب القلوب إن يثبت قلوبنا على طاعته، و إن يرزقنا الاستقامة على دينه و الثبات عليه.
شرح رياض الصالحين "باب في اليقين والتوكل"
للشيخ العثيمين -رحمه الله-
و الشاهد قوله: ( هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ) و هذا غاية اليقين، أن يكون الإنسان عند الشدائد، وعند الكرب، ثابتا مؤمنا موقنا، عكس من كان توكله و يقينه ضعيفا، فانه عند المصائب و الكرب ربما ينقلب على وجهه، كما قال الله: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ)(الحج: من الآية11) أي على طرف(فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ)(الحج: من الآية11) .
كثير من الناس ما دام على عافية فهو مطمئن، و لكن إذا ابتلي_ و العياذ بالله_ انقلب على وجهه، فربما يصل إلى حد الردة و الكفر، و يعترض على الله بالقضاء و القدر، و يكره تقدير الله، و بالتالي يكره الله_ و العياذ بالله، لأنه كان في الأول لم يصبه أذى و لا فتنة، و لكنه في الثاني أصابته الفتنة فانقلب على وجهه.
و في هذه الآيات و أشباهها دليل على انه ينبغي للإنسان إن يخاف، و يوجل، و يخشى من زيغ القلب، و يسال الله دائما الثبات، فانه ما من قلب من قلوب بني آدم إلا وهو بين إصبعين من أصابع الرحمن، يقلبه كيف يشاء، إن شاء أقامه، و إن شاء أزاغه و العياذ بالله.
فنسال الله مقلب القلوب إن يثبت قلوبنا على طاعته، و إن يرزقنا الاستقامة على دينه و الثبات عليه.
شرح رياض الصالحين "باب في اليقين والتوكل"
للشيخ العثيمين -رحمه الله-