:: بسم الله الرحمن الرحيم ::
"وصيتي لمن أحبه في الله"
من هو العبد الصالح ؟
إن العبد الصالح هو الذي يقوم بحقوق الله وحقوق الخلق ولا يظهر عمله الصالح ليثني عليه الناس، بل يجعله سرا بينه وبين الرب.
فإنَّ الناسَ لَن يُدخِلوا أَحَداً الجنة والنار ولن يسعدوه في الدنيا ولن يَكشِفوا عنه غمَّا وَلَن يرزقوه مالًا ولَا ولداً ولاَ جاهاً، إنما ذلك من الله { فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ ۚ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا}.
فاجعل عملكَ لله لا للناس، يحبك الله والناسُ.
فإذا جعلتَ نصيباً من عملك الصالح لهم وبحثت عن ثناءهم وأعجبك..
عاد مُحبوك من عدولهم مبغضين لك، وعاملكَ الرب بنقيض قصدكَ.
واصبر على البلاء إن كنتَ مخلصًا متبعاً عفيفاً، فإن جَرَحَكَ العَدُول فلن تكن خيراً من أُمِّنَا عائشة ولا أَعلمَ مِنَ البُخَاريُّ ...
فَََصَبَرا على جَرْحٍ وَوِشَايَة، فَكانت عَاقِبةَ أَمْرِهِمَا حُسْناً
نُشِرَ لَهُما الثَّنَاءُ وأَحَبَّهُمَا عِبَادُ رَبِّ الأَرْضِ والسَّمَاءِ..
"فمن أرضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس ومن أرضى الله بسخط الناس رضي الله عليه وأرضى عليه الناس ".
كَتَبَتْ هذِه الْكَلِمات أُمُّنَا عَائشَة لِمُعاوِية بن أَبي سفيان تُوصِيه..
قال قتادة : كان هرم بن حيّان يقول :
" ما أقبل عبدٌ بقلبه إلى الله ، إﻻ أقبل الله بقلوب المؤمنين إليه حتى
يرزقه ودّهم " .
( سير أعلام النبلاء ) 4 / 43
أخوكم ومُحِبكم
أبو عبدالله ماهر بن ظافر القحطانيّ
__________________
بتصرف يسير
تعليق