السلام عليكم ورحمةُ الله وبركاته
هذا تفريغ لمقطع طيِّب للشيخ أبي عبد الله محمد سعيد رسلان -حفظه الله حول- صبر علماءنا على الاستقامة ،وقد اتخذ من ابن القيم رحمه الله أنموذجا.
المقطع كما في موقع الشيخ من شرحه -حفظه الله- للداء والدواء لابن القيم -رحمه الله تعالى- ...
المقطع الصوتي ( في المرفقات)
[ التفريغ ]
على كلِّ حال :
إذا كنت قد أوحشتك الذُنوب *** فدعها إذا شِئتَ واستأنِسِ
الشيخ -رحمه الله تبارك وتعالى- ساقَ هذا كُلّه للدَلالة على أنّ ما يُصيب المرء ممّا يسؤُهُ ويكرهه إنّما هو بسبب ما قدمتْ يداه ،وبما جناه ،وبما اقترفه واجترحه من ذنوبٍ وآثام.
هذا الشيخُ لم يكُن بعُرف أهل العصرِ درويشاً ،ولا يكتبُ هذا من بابِ الانعزالِ في زاويةٍ أو في صومعة ،ولكنّهُ كان مُجاهداً في سبيل الله -تبارك وتعالى- ،يُجاهد في سبيل الله -تبارك وتعالى- جهادَ المُجاهدين المُخلِصين المُخلَصين -رحمةُ الله عليه- ،طورِد في ذات الله -تبارك وتعالى- ،وعُذِّب في ذات الله -تبارك وتعالى- ،وطِيف به في الأسواق مُجرَّساً ،وحُبس مع شيخه في القلعةِ معزولاً عنهُ ،فلم يُفرج عنه إلّا بعد موت الشيخ -رحمةُ الله عليه- ،كلُّ ذلك في ذات الله -تبارك وتعالى- ،ولكن !هذا الذي يحكيه ،وهذا الذي يرويه ،وهذا الذي يقصُّه وهذا الذي يُعلِّمنا الله -تبارك وتعالى-إياه بسببه هو أصلُ الخير وفصله ،وهو معدِنُ الصِّدق ومادته ،وهذا بدايةُ الطريق.
وأمّا تقحُّم الطريق مع القلب الملوَّثِ والرُّوح النَّجسة فشيءٌ لا يُمكن أن يُؤدي إلى خير ،وما دمَّر هذه التي يُقال لها "الصحوة" على أهلها وحرفها عن طريقها إلّا لمّا كثُر العلم عندها وتخلَّف العمل والمراقبة،وليس كذلك الشأنُ عند الصالحين.
وإنّما يحمل الواحد منهم على نفسه أولا من أجل أن يُصفيّ وأن يُهذِّب وأن يُنقيّ وأن يُشذِّب ،ثمَّ هو مُنطلق لطيّته ذاهبٌ إلى غايته !حتى يقضي الله ربُّ العالمين أمراً كان مفعولا.
وهؤلاء العلماء -رحمةُ الله عليهم رحمةً واسعة- ما أشرقت نهاياتُهم إلّا لمّا احترقت بداياتهم - رحمةُ الله عليهم- ،لأنّ المرء إذا لم تحترق له بداية لا تُشرِقُ له نهاية ،وإنّما كانوا يُعانون ما يُعانون في المجاهدةِ ،في الصبر على اللّأواءِ وفي الأخذ بالعزيمةِ طارحين الرُّخص جانبا لا مترخِّصين ،لا بمعنى أنّهم يدعون رُخص ربِّ العالمين وإنّما يحملون النّفس على الجدّ وعلى الطّاعة وعلى سلوك الصِّراط المستقيم ،حتَّى تستقيم الأقدام ،و حتَّى تُؤخذ الوسيلة بحقها من أجل الوصول إلى الغايةِ المنشودةِ ،فكانوا أعلاما وصاروا إلى يوم النّاس هذا وسيظلُّون إن شاء الله ربُّ العالمين.
ذكرهم في المساجد رحمةٌ ،وكلامهم للقلوب شفاء ،وللأعيُنِ نور ،نسأل الله ربّ العالمين أن يرحمنا أجمعين ،وأن يعفو عنّا ،وأن يجبُر كسرنا ،وأن يُقِيل عثرتنا ،وأن يهدينا الصِّراط المستقيم وأن يرحم هذا الإمام العظيم وجميع أئمة المسلمين من أهل السُّنة المتّبعين للنبيّ الأمين -صلّى الله عليه وعلي آله وسلّم- ،وصلّى الله وسلّم وبارك على نبينا محمد صلاةً وسلاما وبركةً دائمات إلى يوم الدِّين ،وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.
( من رأى خطأً فنرجو أن يصوِّبنا والله الموفق)
هذا تفريغ لمقطع طيِّب للشيخ أبي عبد الله محمد سعيد رسلان -حفظه الله حول- صبر علماءنا على الاستقامة ،وقد اتخذ من ابن القيم رحمه الله أنموذجا.
المقطع كما في موقع الشيخ من شرحه -حفظه الله- للداء والدواء لابن القيم -رحمه الله تعالى- ...
المقطع الصوتي ( في المرفقات)
[ التفريغ ]
على كلِّ حال :
إذا كنت قد أوحشتك الذُنوب *** فدعها إذا شِئتَ واستأنِسِ
الشيخ -رحمه الله تبارك وتعالى- ساقَ هذا كُلّه للدَلالة على أنّ ما يُصيب المرء ممّا يسؤُهُ ويكرهه إنّما هو بسبب ما قدمتْ يداه ،وبما جناه ،وبما اقترفه واجترحه من ذنوبٍ وآثام.
هذا الشيخُ لم يكُن بعُرف أهل العصرِ درويشاً ،ولا يكتبُ هذا من بابِ الانعزالِ في زاويةٍ أو في صومعة ،ولكنّهُ كان مُجاهداً في سبيل الله -تبارك وتعالى- ،يُجاهد في سبيل الله -تبارك وتعالى- جهادَ المُجاهدين المُخلِصين المُخلَصين -رحمةُ الله عليه- ،طورِد في ذات الله -تبارك وتعالى- ،وعُذِّب في ذات الله -تبارك وتعالى- ،وطِيف به في الأسواق مُجرَّساً ،وحُبس مع شيخه في القلعةِ معزولاً عنهُ ،فلم يُفرج عنه إلّا بعد موت الشيخ -رحمةُ الله عليه- ،كلُّ ذلك في ذات الله -تبارك وتعالى- ،ولكن !هذا الذي يحكيه ،وهذا الذي يرويه ،وهذا الذي يقصُّه وهذا الذي يُعلِّمنا الله -تبارك وتعالى-إياه بسببه هو أصلُ الخير وفصله ،وهو معدِنُ الصِّدق ومادته ،وهذا بدايةُ الطريق.
وأمّا تقحُّم الطريق مع القلب الملوَّثِ والرُّوح النَّجسة فشيءٌ لا يُمكن أن يُؤدي إلى خير ،وما دمَّر هذه التي يُقال لها "الصحوة" على أهلها وحرفها عن طريقها إلّا لمّا كثُر العلم عندها وتخلَّف العمل والمراقبة،وليس كذلك الشأنُ عند الصالحين.
وإنّما يحمل الواحد منهم على نفسه أولا من أجل أن يُصفيّ وأن يُهذِّب وأن يُنقيّ وأن يُشذِّب ،ثمَّ هو مُنطلق لطيّته ذاهبٌ إلى غايته !حتى يقضي الله ربُّ العالمين أمراً كان مفعولا.
وهؤلاء العلماء -رحمةُ الله عليهم رحمةً واسعة- ما أشرقت نهاياتُهم إلّا لمّا احترقت بداياتهم - رحمةُ الله عليهم- ،لأنّ المرء إذا لم تحترق له بداية لا تُشرِقُ له نهاية ،وإنّما كانوا يُعانون ما يُعانون في المجاهدةِ ،في الصبر على اللّأواءِ وفي الأخذ بالعزيمةِ طارحين الرُّخص جانبا لا مترخِّصين ،لا بمعنى أنّهم يدعون رُخص ربِّ العالمين وإنّما يحملون النّفس على الجدّ وعلى الطّاعة وعلى سلوك الصِّراط المستقيم ،حتَّى تستقيم الأقدام ،و حتَّى تُؤخذ الوسيلة بحقها من أجل الوصول إلى الغايةِ المنشودةِ ،فكانوا أعلاما وصاروا إلى يوم النّاس هذا وسيظلُّون إن شاء الله ربُّ العالمين.
ذكرهم في المساجد رحمةٌ ،وكلامهم للقلوب شفاء ،وللأعيُنِ نور ،نسأل الله ربّ العالمين أن يرحمنا أجمعين ،وأن يعفو عنّا ،وأن يجبُر كسرنا ،وأن يُقِيل عثرتنا ،وأن يهدينا الصِّراط المستقيم وأن يرحم هذا الإمام العظيم وجميع أئمة المسلمين من أهل السُّنة المتّبعين للنبيّ الأمين -صلّى الله عليه وعلي آله وسلّم- ،وصلّى الله وسلّم وبارك على نبينا محمد صلاةً وسلاما وبركةً دائمات إلى يوم الدِّين ،وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.
( من رأى خطأً فنرجو أن يصوِّبنا والله الموفق)