السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
هذا مقتطف من كتاب الوابل الصيب من الكلم الطيب
المؤلف : أبو عبد الله شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب ابن القيم الجوزية
رحمه الله تعالى.
إنتهى كلامه رحمه الله تعالى.
هذا مقتطف من كتاب الوابل الصيب من الكلم الطيب
المؤلف : أبو عبد الله شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب ابن القيم الجوزية
رحمه الله تعالى.
يقول المؤلف... وليس الشان في العمل انما الشان في حفظ العمل مما يفسده ويحبطه
فالرياء وان دق محبط للعمل وهو ابواب كثيرة لاتحصر وكون العمل غير مقيد باتباع السنة ايضا موجب لكونه باطلا والمن به على الله تعالى بقلبه مفسد له وكذلك المن بالصدقة والمعروف والبر والاحسان والصلة مفسد لها كما قال سبحانه وتعالى ) يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى ( واكثر الناس ما عندهم خبر من السيئات التي تحبط الحسنات وقد قال تعالى ) يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون ( فحذر المؤمنين من حبوط اعمالهم بالجهر لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) كما يجهر بعضهم لبعض وليس هذا بردة بل معصية تحبط العمل وصاحبها لا يشعر بها فما الظن بمن قدم على قول الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) وهديه وطريقه قول غيره وهديه وطريقه اليس هذا قد حبط عمله وهو لا يشعر ومن هذا قوله ( صلى الله عليه وسلم )
من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله ومن هذا قول عائشة رضي الله تعالى عنها وعن ابيها لزيد بن ارقم رضي الله عنه لما باع بالعينة انه قد ابطل جهاده مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) الا ان يتوب وليس التبايع بالعينة ردة و انما غايته انه معصية فمعرفة ما يفسد الاعمال في حال وقوعها ويبطلها ويحبطها بعد وقوعها من اهم ما ينبغي ان يفتش عليه العبد ويحرص على عمله ويحذره وقد جاء في اثر معروف ان العبد ليعمل العمل سرا لا يطلع عليه احدا الا الله تعالى فيتحدث به فينتقل من ديوان السر إلى ديوان العلانية
ثم يصير في ذلك الديوان على حسب العلانية فان تحدث به للسمعة وطلب الجاه والمنزلة عند غير الله تعالى ابطله كما لو فعله لذلك
فان قيل فإذا تاب هذا هل يعود اليه ثواب العمل قيل ان كان قد عمله لغير الله تعالى واوقعه بهذه النية فانه لا ينقلب صالحا بالتوبة بل حسب التوبة ان تمحو عنه عقابه فيصير لا له ولا عليه واما ان عمله لله تعالى خالصا ثم عرض له عجب ورياء أو تحدث به ثم تاب من ذلك وندم فهذا قد يعود له ثواب عمله ولا يحبط وقد يقال انه لا يعود اليه بل يستانف العمل.
من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله ومن هذا قول عائشة رضي الله تعالى عنها وعن ابيها لزيد بن ارقم رضي الله عنه لما باع بالعينة انه قد ابطل جهاده مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) الا ان يتوب وليس التبايع بالعينة ردة و انما غايته انه معصية فمعرفة ما يفسد الاعمال في حال وقوعها ويبطلها ويحبطها بعد وقوعها من اهم ما ينبغي ان يفتش عليه العبد ويحرص على عمله ويحذره وقد جاء في اثر معروف ان العبد ليعمل العمل سرا لا يطلع عليه احدا الا الله تعالى فيتحدث به فينتقل من ديوان السر إلى ديوان العلانية
ثم يصير في ذلك الديوان على حسب العلانية فان تحدث به للسمعة وطلب الجاه والمنزلة عند غير الله تعالى ابطله كما لو فعله لذلك
فان قيل فإذا تاب هذا هل يعود اليه ثواب العمل قيل ان كان قد عمله لغير الله تعالى واوقعه بهذه النية فانه لا ينقلب صالحا بالتوبة بل حسب التوبة ان تمحو عنه عقابه فيصير لا له ولا عليه واما ان عمله لله تعالى خالصا ثم عرض له عجب ورياء أو تحدث به ثم تاب من ذلك وندم فهذا قد يعود له ثواب عمله ولا يحبط وقد يقال انه لا يعود اليه بل يستانف العمل.
إنتهى كلامه رحمه الله تعالى.