الصّوتيّة في المُرفقات
التّفريغ
ينبغي لطالب العلم أنْ يحرص مُتعمِّدًا أنْ يظهر أثر ما يقرأه من أحاديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على سُلوكه، وما أجمل إذا قرأ ولو لم يكنْ فيه عمل أنْ يُعيد قراءة ما سبق أنْ قرأه، وقد يَعْرِض له إشكال فيسأل عنه أحدَ زُملائه أو أحدَ مَن يجتمع بهم مِن أهل العلم؛ لأنّ العلم إنّما يثبت بالمساءلة والاستشكال، ينبغي أنْ يظهر أثر الحديث على الرّجل الّذي قال:" إنّ الرّجل يصدق ويتحرّى الصِّدق حتّى يُكتب عند الله صدِّيقًا" وقال في الصِّدق: "عليكم بالصِّدق فإنّ الصِّدق يهدي إلى البرِّ وإنّ البرَّ يهدي إلى الجنَّةِ "[مُتّفق عليه من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه]، ويحذر الكذب.التّفريغ
ينبغي أيضًا للإنسان أنْ يحرص على أنْ يكون في أيِّ مجلس يجلسه مُتسبِّبًا بذكر الله جلّ وعلا في ذلك المجلس، ومن المشايخ الّذين أذكرهم رحمة عليهم: الشّيخ عبدالله بن موسى الوابل رحمة الله عليه، في مجالسه ولقاءاته كثير الذِّكر لله جلّ وعلا يُكثر..؛ لأنّ مجلسه يُذكِّر بالله جلّ وعلا لكثرة ما يذكر ويستعيذ.. من الأذكار.
ينبغي لمن يشتغل بالحديث أنْ يعتني بهذا الأمر: ينبغي أنْ يعتني -أيضًا- بهذا الأمر في بيته، في طريقه، في مجالسه الخاصّة؛ حتّى يكون مِن الْمُذَكِّرين بالله جلّ وعلا.
الذِّكر له أثرٌ عظيم على القلب؛ لأنّه يطمئنّ القلب.. إذا اطمأنّ القلب قوي بصره وبصيرته وقوي إحساس القلب، فينبغي لطالب الحديث أنْ يعتني بذلك.
أيضًا أنصح الطُّلاّب جميعاً أنْ يحرصوا على كُتب الأذكار، مثل الأذكار للنّوويّ، مثل كتاب الوابل الصّيِّب لابن القيِّم رحمه الله؛ كتاب عظيم نفيس في بابه، مثل تُحفة الذّاكرين للشّوكاني شرح لكتاب عدّة الْحَصين لابن الجزريّ صاحب القراءات المُتوفَّى .. من أقران الحافظ ابن حجر، إلى غير ذلك.
أحببتُ أن أذكِّر بهذا الشّيء؛ لأنّه أمامنا افتراق ونرجوا اللهَ أنْ يكون افتراقاً يحصل بعده التقاء، ليحرِص الواحد في نفع نفسه إذا أراد أنْ ينام، إذا قام من نومه، إذا حضر عند طعامه، إذا انتهى من طعامه، إذا شرب الماء، إذا دخل المسجد وإذا خرج منه، يحرص على أنْ يكون كثير الذِّكر "لا يزال لسانك رطبًا بذكر الله"[حديث عبدالله بن بسر رضي الله عنه أخرجه الإمام أحمد بهذا اللّفظ، وصحّحه الألبانيّ في "الصّحيحة" (310)].
تعليق