خالد أوصيف
إنَّ الله ـ عزَّ وجلَّ ـ أمر النَّاس أن يعبدوه؛ فقال: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21)﴾ [البقرة: 21].
ولا تُقبل العبادة إلاَّ بشرط الإخلاص، قال تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إلاَّ لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾ [البيِّنة: 5].
بل خصَّ الله به نبيَّه محمَّدًا ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ، فقال له: ﴿فَاعْبُدِ اللهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (2)﴾ [الزمر: 2]، وقد نقل الحافظ ابن القيِّم ـ رحمه الله ـ في كتابه «مدارج السَّالكين»(1) كلام النَّاس في حدِّ الإخلاص، ومرجعه إلى تجريد نيَّة العبادة لله ـ عزَّ وجلَّ ـ وصونها عن جميع الشَّوائب، حتَّى يطرح العبد عن قلبه ملاحظة المخلوقين، وما أحسن قول أبي عثمان سعيد بن إسماعيل ـ رحمه الله ـ: «صدق الإخلاص نسيان رؤية الخلق لدوام النَّظر إلى الخالق» رواه البيهقي في «شعب الإيمان»(2).
فالمخلص هو الَّذي جمع همَّته لإرضاء الله ـ عزَّ وجلَّ ـ، فلا يطلب على عمله شاهدًا إلاَّ الله، ولا مجازيًا عليه سواه، وكلَّما بعد العبد بعمله عن أعين النَّاس وأسماعهم، كلَّما كان أحفظ لدينه، يقول الله ـ عزَّ وجلَّ ـ في شأن الصَّدقة: ﴿وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (271)﴾ [البقرة: 271]، قال الطَّبري ـ رحمه الله ـ: «وإن تستروها فلم تعلنوها، وتؤدُّوها للفقراء يعني وتعطوها الفقراء في السِّرِّ فهو خير لكم، ويقول: فإخفاؤكم إيَّاها خيرٌ لكم من إعلانها»(3).
وندب النَّبيُّ ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ إلى إخفاء الصَّدقة، فقد أخرج الطَّبراني عن معاوية بن حيدة مرفوعًا، قال: «صَدَقَةُ السِّرِّ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ»(4).
ولمَّا ذكر النَّبيُّ ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ السَّبعة الَّذين يُظِّلهم الله في ظلِّه يوم القيامة، قال: «وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ» متَّفق عليه(5)، وهذا على سبيل المبالغة في الإخفاء، قال ابن حجر: «فهو على هذا من مجاز التَّشبيه، ويؤيِّده رواية حمَّاد بن زيد عند الجوزقي: تصدَّق بصدقة كأنَّما أخفى يمينه من شماله»(6).
ومن السَّلف من اتُّهِمَ بالبخل؛ لأنَّ صدقته لم تكن ظاهرة للنَّاس، كما روى ابن أبي عاصم عن محمَّد بن إسحاق أنَّه قال: «كان النَّاس من أهل المدينة يعيشون، لا يدرون من أين كان معاشهم، فلمَّا مات عليّ بن الحسين فقدوا ذلك الَّذي كانوا يؤتون باللَّيل»(7).
قال الذَّهبي معلِّقًا: «قلت: لهذا كان يُبَخَّل، فإنَّه ينفق سرًّا ويظنُّ أهله أنَّه يجمع الدَّراهم، وقال بعضهم: ما فقدنا صدقة السِّرِّ حتَّى توفي عليٌّ»(.
ومن السَّبعة الَّذين يظلُّهم الله يوم القيامة: «رَجُلٌ ذَكَرَ اللهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ»، وتأمَّل هذه الكلمة «خَاليًا»؛ لتدرك أنَّه قصد بعمله وجهَ الله، إذ لم يشهده أحد من المخلوقين، وقريب من هذا ما رواه أبو داود عن عقبة ابن عامر ـ رضي الله عنه ـ أنَّ النَّبيَّ ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ قال: «يَعْجَبُ رَبُّكُمْ مِنْ رَاعِي غَنَمٍ عَلَى رَأْسِ شظية بِجَبَلٍ، يُؤَذِّنُ بِالصَّلاَةِ وَيُصَلِّي، فَيَقُولُ اللهُ ـ عزَّ وجلَّ ـ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي هَذَا يُؤَذِّنُ وَيُقِيمُ الصَّلاَةَ، يَخَافُ مِنِّي، قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي وَأَدْخَلْتُهُ الجَنَّةَ»(9).
فالمخلص يقدِّم العمل في الخلوات عند غفلة النَّاس عنه كما جعل النَّبيُّ ـ عليه الصَّلاة والسَّلام ـ جوف اللَّيل الآخر أفضلَ ساعاتِ اليوم؛ فقد روى أحمد عن عمرو بن عبسة ـ رضي الله عنه ـ أنَّه قال للنَّبيِّ ـ عليه الصَّلاة والسَّلام ـ أيُّ السَّاعات أفضل؟ قال: «جَوْفُ اللَّيْلِ الآخِرُ»(10).
وقصد النَّبيُّ ـ عليه الصَّلاة والسَّلام ـ معنى إخفاء العِبادة في هذا الوقت كما في حديث عبد الله بن سلام ـ رضي الله عنه ـ عند التِّرمذي: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ! أَفْشُوا السَّلاَمَ وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ وَصِلُوا الأَرْحَامَ، وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُوا الجَنَّةَ بِسَلاَمٍ»(11)،وأوضح منه حديث الطَّبراني عن صهيب بن النُّعمان ـ رضي الله عنه ـ يرفعه: «فَضْلُ صَلاَةِ الرَّجُلِ فِي بَيْتِهِ عَلَى صَلاَتِهِ حَيْثُ يَرَاهُ النَّاسُ كَفَضْلِ الْمَكْتُوبَةِ عَلَى النَّافِلَةِ»(12).
ومن آداب الدُّعاء إخفاؤه؛ كما قال تعالى: ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55)﴾ [الأعراف: 55]، لذلك أثنى الله على نبيِّه زكرياء بقوله: ﴿إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا (3)﴾ [مريم: 3].
وقد ذكر ابن تيميَّة فوائد متعدِّدة لإخفاء الدُّعاء؛ منها: أنَّه أبلغ في الإخلاص(13)، ومثله يقال في الذِّكر؛ لقول الله تعالى: ﴿وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ﴾ [الأعراف: 20].
والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، بل غزيرة تدلُّ كلُّها على أنَّ إخفاء العبادة عن مشاهدة النَّاس مقصد شرعيٌّ، وهو مقرَّر عند الصَّحابة ـ رضي الله عنهم ـ، فقد روى هنَّاد بن السري عن الزُّبير بن العوَّام ـ رضي الله عنه ـ أنَّه قال: «مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَكُونَ لَهُ خَبِيءٌ مِنْ عَمَلٍ صَالِحٍ فَلْيَفْعَلْ»(14).
ولَمَّا كان بعض النَّاس يجتهدون في إخفاء سيِّئاتهم ما لا يجتهدون في إخفاء حسناتهم تسلَّل العُجْبُ إلى قلوبهم، كما قال أبو حازم سلمة بن دينار: «أَخفِ حسنتَك كما تُخفِي سيِّئتك، ولا تكونَّن مُعجَبًا بعملِك؛ فلا تدري أشقِيٌّ أنتَ أم سعِيدٌ؟» رواه عنه البيهقيُّ في «شعب الإيمان»(15).
والله ـ عزَّ وجلَّ ـ يجزي على إخفاء العبادة ما لا يجزي على غيره، فخصَّ الصَّوم بميزة ليست فيما سواه من أعمال البرِّ كلِّها، فقد روى أبو هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النَّبيِّ ـ عليه الصَّلاة والسَّلام ـ فيما يرويه عن ربِّه: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَم لَهُ إِلاَّ الصَّوْم فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ» متَّفق عليه(16)، قال أبو عبيد القاسم بن سلاَّم: «إنَّما خصَّ الصِّيام؛ لأنَّه ليس يظهر من ابن آدم بفعله، وإنَّما هو شيء في القلب ... وذلك لأنَّ الأعمال لا تكون إلاَّ بالحركات، إلاَّ الصَّوم فإنَّما هو بالنِّيَّة الَّتي تخفى عن النَّاس، وهذا وجه الحديث عندي»(17)، فانظر كيف أرجع المعنى إلى خفاء الصِّيام عن النَّاس، وهذا تعليل ذكره ابن الجوزي وارتضاه المازري والقرطبي ونقله ابن حجر، ثمَّ قال: «وقد حاول بعض الأئمَّة إلحاق شيء من العبادات البدنيَّة بالصَّوم، فقال: إنَّ الذِّكر بـ «لا إله إلاَّ الله» يمكن أن لا يدخله الرِّياء؛ لأنَّه بحركة اللِّسان خاصَّة دون غيره من أعضاء الفم، فيمكن للذَّاكر أن يقولها بحضرة النَّاس، ولا يشعرون منه بذلك»(1.
وتأمَّل ـ يا رعاك الله ـ صنيع السَّلف، فإنَّهم كانوا يكرهون أن يظهر الرَّجل أحسن ما عنده، كما حكاه عنهم إبراهيم النَّخعي ـ رحمه الله ـ(19)،وأخرج الطَّبري عن الحسن البصري أنَّه قال: «ولقد أدركنا أقوامًا ما كان على الأرض من عمل يقدرون على أن يعملوه في السِّرِّ فيكون علانية أبدًا»(20)، وبلغ بأحدهم الإخلاص فأخفى عبادته عن أهل بيته كما ذكر الذَّهبي عن الفلاس أنَّه قال: «قال الخريبي: كانوا يستحبُّون أن يكون للرَّجل خبيئة من عمل صالح لا تعلم به زوجته ولا غيرها»(21)، وقال الذَّهبي: «قال الفلاس: سمعت ابن أبي عدي يقول: صام داود بن أبي هند أربعين سنة، لا يعلم به أهله، كان خزازًا يحمل معه غداءه فيتصدَّق به في الطَّريق»(22)، هؤلاء القوم خلعوا من قلوبهم حبَّ الشُّهرة والحظوة حتَّى التزموا التَّورية عند المضايق، قال الذَّهبي: «روى سليمان بن حرب عن حمَّاد قال: كان أيُّوب في مجلسٍ، فجاءته عبرة فجعل يتمخَّط ويقول: ما أشدَّ الزُّكام»(23)، وكان بعضهم أشدّ إخفاء لعبادته من بعض، قال الذَّهبي: «قال ابن وهب: ما رأيت أحدًا أشدّ استخفاءً بعمله من حيوة»(24).
وعمد بعض أهل العلم السَّابقين إلى إخفاء كتبهم العلميَّة، ولم تظهر إلاَّ بعد وفاتهم ككتب أبي الحسن الماوردي، كما ذكره ابن خلكَّان في «وفيات الأعيان»(25).
وفوائد الإخلاص كثيرة وعوائده جليلة عظيمة، وإن لم يكن في الإخلاص وإخفاء العبادة عن النَّاس سوى حبِّ الله لكفى به فضلاً وشرفًا، روى مسلم عن سعد بن أبي وقَّاص ـ رضي الله عنه ـ مرفوعًا: «إِنَّ اللهَ يُحِبُّ العَبْدَ التَّقِيَّ الغَنِيَّ الخَفِيَّ»(26)، وثبت شرعًا وقدرًا أنَّ الجزاء من جنس العمل، فكما أخفى العبد عمله عن النَّاس في الدُّنيا، أخفى الله له ثوابه جزاءً وِفَاقًا، قال تعالى: ﴿فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17)﴾ [السَّجدة: 17].
أخرج الطَّبري عن الحسن قال: «أَخْفَوْا عَمَلاً فِي الدُّنْيَا فَأَثَابَهُمُ اللهُ بِأَعْمَالِهِمْ»(27).
ثمَّ اعلم ـ رحمني الله وإيَّاك ـ أنَّ قصد مشاهدة النَّاس لعملك مذموم كلّه إلاَّ إن قصد بالمشاهدة مصلحة شرعيَّة، ومثَّل له ابن القيِّم بالرَّجل يتصدَّق جهرًا ليستحثَّ النَّاس على الصَّدقة والعطيَّة، ثمَّ قال ـ رحمه الله ـ: «هذه مراءاة محمودة حيث لم يكن الباعث عليها قصد التَّعظيم والثَّناء، وصاحبها جديرٌ بأن يحصل له أجور أولئك المعطين»(2، فأرجع الأمر إلى كون العمل يتعدَّى نفعه إن شاهده النَّاس، ومن هذا قول الله تعالى: ﴿لاَ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (114)﴾ [النساء: 144]، فَنَفَى الخيرَ عن كثير ممَّا يتناجى النَّاس به إلاَّ في الأمر بالمعروف، وخصَّ من أفراده الصَّدقة والإصلاح بين النَّاس لعموم نفعها، ذكره ابن رجب ثمَّ قال: «بخلاف من صلَّى وصام وذكر الله يقصد بذلك عرض الدُّنيا؛ فإنَّه لا خير له فيه بالكليَّة؛ لأنَّه لا يتعدَّى نفعه إلى أحد، اللَّهمَّ إلاَّ أن يحصل لأحدٍ اقتداءً في ذلك»(29).
وتمام الإخلاص تنقية العمل من جميع الشَّوائب، فإن عرض قصد المشاهدة أثناء العمل وجب طرده، ولا ينبغي ترك العمل إذ ذاك كما قال الفضيل ـ رحمه الله ـ: «ترك العمل من أجل النَّاس رياء، والعمل من أجل النَّاس شرك، والإخلاص أن يعافيك الله منهما»(30).
والله أعلم، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين.
(1) (2/91).
(2) (5/34.
(3) «تفسير الطبري» (3/92).
(4) «المعجم الكبير» (19/421)، وفيه صدقة بن عبد الله السمين، ضعفه البخاري وغيره، وللحديث شواهد بها يصحح، انظر: «صحيح الجامع» (3759).
(5) «صحيح البخاري» (620)، «صحيح مسلم» (1712)، روياه من حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ.
(6) «فتح الباري» (2/147)، وانظر: «الثمر المستطاب» (2/629).
(7) «الزهد» (1/166)، ورواه أبو نعيم في «الحلية» (3/136).
( «سير أعلام النبلاء» (4/393).
(9) «سنن أبي داود» (1017)، ورواه النسائي (660)، وأحمد (4/157)، وهو صحيح، انظر: «صحيح الجامع» (8102).
(10) «المسند» (4/335)، وفي إسناده شهر بن حوشب، ورواه ابن ماجه (1241) بلفظ: «هل مِن ساعةٍ أحبُّ إلى الله مِن أخرى»، هو صحيح بمجموع طرقه، انظر: «صحيح الجامع» (1106).
(11) «جامع الترمذي» (2409)، ورواه البيهقي في «الكبرى» (2/202)، والدارمي في «سننه» (1/405)، وهو صحيح، انظر: «صحيح الجامع» (7865).
(12) «المعجم الكبير» (8/46)، وإسناده حسن لأجل محمد بن مصعب القرقسائي، ضعفه ابن معين وغيره، ووثقه أحمد، انظر: «صحيح الجامع» (4217).
(13) «مجموع الفتاوى» (15/16).
(14) «الزهد» (2/444)، ورواه ابن المبارك في «الزهد» (1/392).
(15) (5/352)، ورواه ابن عساكر في «تأريخ دمشق» (22/6، ورواه أبو نعيم في «الحلية» (3/240) بلفظ: «اكتُم حسنتَك».
(16) «صحيح البخاري» (1771)، و «صحيح مسلم» (1942)، من طريق أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ.
(17) «غريب الحديث» (2/195)، وانظر معه «شرح صحيح البخاري» لابن بطال (4/، و «مفتاح دار السعادة» (2/323).
(1 «فتح الباري» (4/10.
(19) رواه هنَّاد في «الزهد» (2/445)، وأبو خثيمة في «العلم» (1/13).
(20) «تفسير الطبري» (8/206).
(21) «سير أعلام النبلاء» (6/37.
(22) «سير أعلام النبلاء» (6/20).
(23) «سير أعلام النبلاء» (6/405).
(24) «سير أعلام النبلاء» (6/406).
(25) «وفيات الأعيان» (3/22.
(26) «صحيح مسلم» (5266).
(27) «تفسير الطبري» (21/106).
(2 «مدارج السالكين» (2/85).
(29) «جامع العلوم والأحكام» (1/12).
(30) رواه البيهقي في «شعب الإيمان» (5/347)، وأبو نعيم في «الحلية» (8/95).
منقول
العبادة بين الإسرار والإعلان
خالد أوصيف
إنَّ الله ـ عزَّ وجلَّ ـ أمر النَّاس أن يعبدوه؛ فقال: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21)﴾ [البقرة: 21].
ولا تُقبل العبادة إلاَّ بشرط الإخلاص، قال تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إلاَّ لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾ [البيِّنة: 5].
بل خصَّ الله به نبيَّه محمَّدًا ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ، فقال له: ﴿فَاعْبُدِ اللهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (2)﴾ [الزمر: 2]، وقد نقل الحافظ ابن القيِّم ـ رحمه الله ـ في كتابه «مدارج السَّالكين»(1) كلام النَّاس في حدِّ الإخلاص، ومرجعه إلى تجريد نيَّة العبادة لله ـ عزَّ وجلَّ ـ وصونها عن جميع الشَّوائب، حتَّى يطرح العبد عن قلبه ملاحظة المخلوقين، وما أحسن قول أبي عثمان سعيد بن إسماعيل ـ رحمه الله ـ: «صدق الإخلاص نسيان رؤية الخلق لدوام النَّظر إلى الخالق» رواه البيهقي في «شعب الإيمان»(2).
فالمخلص هو الَّذي جمع همَّته لإرضاء الله ـ عزَّ وجلَّ ـ، فلا يطلب على عمله شاهدًا إلاَّ الله، ولا مجازيًا عليه سواه، وكلَّما بعد العبد بعمله عن أعين النَّاس وأسماعهم، كلَّما كان أحفظ لدينه، يقول الله ـ عزَّ وجلَّ ـ في شأن الصَّدقة: ﴿وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (271)﴾ [البقرة: 271]، قال الطَّبري ـ رحمه الله ـ: «وإن تستروها فلم تعلنوها، وتؤدُّوها للفقراء يعني وتعطوها الفقراء في السِّرِّ فهو خير لكم، ويقول: فإخفاؤكم إيَّاها خيرٌ لكم من إعلانها»(3).
وندب النَّبيُّ ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ إلى إخفاء الصَّدقة، فقد أخرج الطَّبراني عن معاوية بن حيدة مرفوعًا، قال: «صَدَقَةُ السِّرِّ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ»(4).
ولمَّا ذكر النَّبيُّ ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ السَّبعة الَّذين يُظِّلهم الله في ظلِّه يوم القيامة، قال: «وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ» متَّفق عليه(5)، وهذا على سبيل المبالغة في الإخفاء، قال ابن حجر: «فهو على هذا من مجاز التَّشبيه، ويؤيِّده رواية حمَّاد بن زيد عند الجوزقي: تصدَّق بصدقة كأنَّما أخفى يمينه من شماله»(6).
ومن السَّلف من اتُّهِمَ بالبخل؛ لأنَّ صدقته لم تكن ظاهرة للنَّاس، كما روى ابن أبي عاصم عن محمَّد بن إسحاق أنَّه قال: «كان النَّاس من أهل المدينة يعيشون، لا يدرون من أين كان معاشهم، فلمَّا مات عليّ بن الحسين فقدوا ذلك الَّذي كانوا يؤتون باللَّيل»(7).
قال الذَّهبي معلِّقًا: «قلت: لهذا كان يُبَخَّل، فإنَّه ينفق سرًّا ويظنُّ أهله أنَّه يجمع الدَّراهم، وقال بعضهم: ما فقدنا صدقة السِّرِّ حتَّى توفي عليٌّ»(.
ومن السَّبعة الَّذين يظلُّهم الله يوم القيامة: «رَجُلٌ ذَكَرَ اللهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ»، وتأمَّل هذه الكلمة «خَاليًا»؛ لتدرك أنَّه قصد بعمله وجهَ الله، إذ لم يشهده أحد من المخلوقين، وقريب من هذا ما رواه أبو داود عن عقبة ابن عامر ـ رضي الله عنه ـ أنَّ النَّبيَّ ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ قال: «يَعْجَبُ رَبُّكُمْ مِنْ رَاعِي غَنَمٍ عَلَى رَأْسِ شظية بِجَبَلٍ، يُؤَذِّنُ بِالصَّلاَةِ وَيُصَلِّي، فَيَقُولُ اللهُ ـ عزَّ وجلَّ ـ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي هَذَا يُؤَذِّنُ وَيُقِيمُ الصَّلاَةَ، يَخَافُ مِنِّي، قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي وَأَدْخَلْتُهُ الجَنَّةَ»(9).
فالمخلص يقدِّم العمل في الخلوات عند غفلة النَّاس عنه كما جعل النَّبيُّ ـ عليه الصَّلاة والسَّلام ـ جوف اللَّيل الآخر أفضلَ ساعاتِ اليوم؛ فقد روى أحمد عن عمرو بن عبسة ـ رضي الله عنه ـ أنَّه قال للنَّبيِّ ـ عليه الصَّلاة والسَّلام ـ أيُّ السَّاعات أفضل؟ قال: «جَوْفُ اللَّيْلِ الآخِرُ»(10).
وقصد النَّبيُّ ـ عليه الصَّلاة والسَّلام ـ معنى إخفاء العِبادة في هذا الوقت كما في حديث عبد الله بن سلام ـ رضي الله عنه ـ عند التِّرمذي: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ! أَفْشُوا السَّلاَمَ وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ وَصِلُوا الأَرْحَامَ، وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُوا الجَنَّةَ بِسَلاَمٍ»(11)،وأوضح منه حديث الطَّبراني عن صهيب بن النُّعمان ـ رضي الله عنه ـ يرفعه: «فَضْلُ صَلاَةِ الرَّجُلِ فِي بَيْتِهِ عَلَى صَلاَتِهِ حَيْثُ يَرَاهُ النَّاسُ كَفَضْلِ الْمَكْتُوبَةِ عَلَى النَّافِلَةِ»(12).
ومن آداب الدُّعاء إخفاؤه؛ كما قال تعالى: ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55)﴾ [الأعراف: 55]، لذلك أثنى الله على نبيِّه زكرياء بقوله: ﴿إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا (3)﴾ [مريم: 3].
وقد ذكر ابن تيميَّة فوائد متعدِّدة لإخفاء الدُّعاء؛ منها: أنَّه أبلغ في الإخلاص(13)، ومثله يقال في الذِّكر؛ لقول الله تعالى: ﴿وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ﴾ [الأعراف: 20].
والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، بل غزيرة تدلُّ كلُّها على أنَّ إخفاء العبادة عن مشاهدة النَّاس مقصد شرعيٌّ، وهو مقرَّر عند الصَّحابة ـ رضي الله عنهم ـ، فقد روى هنَّاد بن السري عن الزُّبير بن العوَّام ـ رضي الله عنه ـ أنَّه قال: «مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَكُونَ لَهُ خَبِيءٌ مِنْ عَمَلٍ صَالِحٍ فَلْيَفْعَلْ»(14).
ولَمَّا كان بعض النَّاس يجتهدون في إخفاء سيِّئاتهم ما لا يجتهدون في إخفاء حسناتهم تسلَّل العُجْبُ إلى قلوبهم، كما قال أبو حازم سلمة بن دينار: «أَخفِ حسنتَك كما تُخفِي سيِّئتك، ولا تكونَّن مُعجَبًا بعملِك؛ فلا تدري أشقِيٌّ أنتَ أم سعِيدٌ؟» رواه عنه البيهقيُّ في «شعب الإيمان»(15).
والله ـ عزَّ وجلَّ ـ يجزي على إخفاء العبادة ما لا يجزي على غيره، فخصَّ الصَّوم بميزة ليست فيما سواه من أعمال البرِّ كلِّها، فقد روى أبو هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النَّبيِّ ـ عليه الصَّلاة والسَّلام ـ فيما يرويه عن ربِّه: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَم لَهُ إِلاَّ الصَّوْم فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ» متَّفق عليه(16)، قال أبو عبيد القاسم بن سلاَّم: «إنَّما خصَّ الصِّيام؛ لأنَّه ليس يظهر من ابن آدم بفعله، وإنَّما هو شيء في القلب ... وذلك لأنَّ الأعمال لا تكون إلاَّ بالحركات، إلاَّ الصَّوم فإنَّما هو بالنِّيَّة الَّتي تخفى عن النَّاس، وهذا وجه الحديث عندي»(17)، فانظر كيف أرجع المعنى إلى خفاء الصِّيام عن النَّاس، وهذا تعليل ذكره ابن الجوزي وارتضاه المازري والقرطبي ونقله ابن حجر، ثمَّ قال: «وقد حاول بعض الأئمَّة إلحاق شيء من العبادات البدنيَّة بالصَّوم، فقال: إنَّ الذِّكر بـ «لا إله إلاَّ الله» يمكن أن لا يدخله الرِّياء؛ لأنَّه بحركة اللِّسان خاصَّة دون غيره من أعضاء الفم، فيمكن للذَّاكر أن يقولها بحضرة النَّاس، ولا يشعرون منه بذلك»(1.
وتأمَّل ـ يا رعاك الله ـ صنيع السَّلف، فإنَّهم كانوا يكرهون أن يظهر الرَّجل أحسن ما عنده، كما حكاه عنهم إبراهيم النَّخعي ـ رحمه الله ـ(19)،وأخرج الطَّبري عن الحسن البصري أنَّه قال: «ولقد أدركنا أقوامًا ما كان على الأرض من عمل يقدرون على أن يعملوه في السِّرِّ فيكون علانية أبدًا»(20)، وبلغ بأحدهم الإخلاص فأخفى عبادته عن أهل بيته كما ذكر الذَّهبي عن الفلاس أنَّه قال: «قال الخريبي: كانوا يستحبُّون أن يكون للرَّجل خبيئة من عمل صالح لا تعلم به زوجته ولا غيرها»(21)، وقال الذَّهبي: «قال الفلاس: سمعت ابن أبي عدي يقول: صام داود بن أبي هند أربعين سنة، لا يعلم به أهله، كان خزازًا يحمل معه غداءه فيتصدَّق به في الطَّريق»(22)، هؤلاء القوم خلعوا من قلوبهم حبَّ الشُّهرة والحظوة حتَّى التزموا التَّورية عند المضايق، قال الذَّهبي: «روى سليمان بن حرب عن حمَّاد قال: كان أيُّوب في مجلسٍ، فجاءته عبرة فجعل يتمخَّط ويقول: ما أشدَّ الزُّكام»(23)، وكان بعضهم أشدّ إخفاء لعبادته من بعض، قال الذَّهبي: «قال ابن وهب: ما رأيت أحدًا أشدّ استخفاءً بعمله من حيوة»(24).
وعمد بعض أهل العلم السَّابقين إلى إخفاء كتبهم العلميَّة، ولم تظهر إلاَّ بعد وفاتهم ككتب أبي الحسن الماوردي، كما ذكره ابن خلكَّان في «وفيات الأعيان»(25).
وفوائد الإخلاص كثيرة وعوائده جليلة عظيمة، وإن لم يكن في الإخلاص وإخفاء العبادة عن النَّاس سوى حبِّ الله لكفى به فضلاً وشرفًا، روى مسلم عن سعد بن أبي وقَّاص ـ رضي الله عنه ـ مرفوعًا: «إِنَّ اللهَ يُحِبُّ العَبْدَ التَّقِيَّ الغَنِيَّ الخَفِيَّ»(26)، وثبت شرعًا وقدرًا أنَّ الجزاء من جنس العمل، فكما أخفى العبد عمله عن النَّاس في الدُّنيا، أخفى الله له ثوابه جزاءً وِفَاقًا، قال تعالى: ﴿فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17)﴾ [السَّجدة: 17].
أخرج الطَّبري عن الحسن قال: «أَخْفَوْا عَمَلاً فِي الدُّنْيَا فَأَثَابَهُمُ اللهُ بِأَعْمَالِهِمْ»(27).
ثمَّ اعلم ـ رحمني الله وإيَّاك ـ أنَّ قصد مشاهدة النَّاس لعملك مذموم كلّه إلاَّ إن قصد بالمشاهدة مصلحة شرعيَّة، ومثَّل له ابن القيِّم بالرَّجل يتصدَّق جهرًا ليستحثَّ النَّاس على الصَّدقة والعطيَّة، ثمَّ قال ـ رحمه الله ـ: «هذه مراءاة محمودة حيث لم يكن الباعث عليها قصد التَّعظيم والثَّناء، وصاحبها جديرٌ بأن يحصل له أجور أولئك المعطين»(2، فأرجع الأمر إلى كون العمل يتعدَّى نفعه إن شاهده النَّاس، ومن هذا قول الله تعالى: ﴿لاَ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (114)﴾ [النساء: 144]، فَنَفَى الخيرَ عن كثير ممَّا يتناجى النَّاس به إلاَّ في الأمر بالمعروف، وخصَّ من أفراده الصَّدقة والإصلاح بين النَّاس لعموم نفعها، ذكره ابن رجب ثمَّ قال: «بخلاف من صلَّى وصام وذكر الله يقصد بذلك عرض الدُّنيا؛ فإنَّه لا خير له فيه بالكليَّة؛ لأنَّه لا يتعدَّى نفعه إلى أحد، اللَّهمَّ إلاَّ أن يحصل لأحدٍ اقتداءً في ذلك»(29).
وتمام الإخلاص تنقية العمل من جميع الشَّوائب، فإن عرض قصد المشاهدة أثناء العمل وجب طرده، ولا ينبغي ترك العمل إذ ذاك كما قال الفضيل ـ رحمه الله ـ: «ترك العمل من أجل النَّاس رياء، والعمل من أجل النَّاس شرك، والإخلاص أن يعافيك الله منهما»(30).
والله أعلم، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين.
(1) (2/91).
(2) (5/34.
(3) «تفسير الطبري» (3/92).
(4) «المعجم الكبير» (19/421)، وفيه صدقة بن عبد الله السمين، ضعفه البخاري وغيره، وللحديث شواهد بها يصحح، انظر: «صحيح الجامع» (3759).
(5) «صحيح البخاري» (620)، «صحيح مسلم» (1712)، روياه من حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ.
(6) «فتح الباري» (2/147)، وانظر: «الثمر المستطاب» (2/629).
(7) «الزهد» (1/166)، ورواه أبو نعيم في «الحلية» (3/136).
( «سير أعلام النبلاء» (4/393).
(9) «سنن أبي داود» (1017)، ورواه النسائي (660)، وأحمد (4/157)، وهو صحيح، انظر: «صحيح الجامع» (8102).
(10) «المسند» (4/335)، وفي إسناده شهر بن حوشب، ورواه ابن ماجه (1241) بلفظ: «هل مِن ساعةٍ أحبُّ إلى الله مِن أخرى»، هو صحيح بمجموع طرقه، انظر: «صحيح الجامع» (1106).
(11) «جامع الترمذي» (2409)، ورواه البيهقي في «الكبرى» (2/202)، والدارمي في «سننه» (1/405)، وهو صحيح، انظر: «صحيح الجامع» (7865).
(12) «المعجم الكبير» (8/46)، وإسناده حسن لأجل محمد بن مصعب القرقسائي، ضعفه ابن معين وغيره، ووثقه أحمد، انظر: «صحيح الجامع» (4217).
(13) «مجموع الفتاوى» (15/16).
(14) «الزهد» (2/444)، ورواه ابن المبارك في «الزهد» (1/392).
(15) (5/352)، ورواه ابن عساكر في «تأريخ دمشق» (22/6، ورواه أبو نعيم في «الحلية» (3/240) بلفظ: «اكتُم حسنتَك».
(16) «صحيح البخاري» (1771)، و «صحيح مسلم» (1942)، من طريق أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ.
(17) «غريب الحديث» (2/195)، وانظر معه «شرح صحيح البخاري» لابن بطال (4/، و «مفتاح دار السعادة» (2/323).
(1 «فتح الباري» (4/10.
(19) رواه هنَّاد في «الزهد» (2/445)، وأبو خثيمة في «العلم» (1/13).
(20) «تفسير الطبري» (8/206).
(21) «سير أعلام النبلاء» (6/37.
(22) «سير أعلام النبلاء» (6/20).
(23) «سير أعلام النبلاء» (6/405).
(24) «سير أعلام النبلاء» (6/406).
(25) «وفيات الأعيان» (3/22.
(26) «صحيح مسلم» (5266).
(27) «تفسير الطبري» (21/106).
(2 «مدارج السالكين» (2/85).
(29) «جامع العلوم والأحكام» (1/12).
(30) رواه البيهقي في «شعب الإيمان» (5/347)، وأبو نعيم في «الحلية» (8/95).
منقول