التَّحذِيرُ منَ التَّهاوُنِ بِصَلاةِ الفَجْرِ
والنَّهْي عنِ السَّمر في اللَّهْو واللَّعبِ
والحثُّ علَى اتِّباعِ السُّنة بالنَّومِ مبكرًّا
لتَحصِيل لذَّة صلاةِ الفْجرِ
لفَضيلَةِ الشَّيخِ
عَبْدُ الرَّزِاق البَدْر
- حَفِظهُ اللهُ -
التــَّـفــْــرِيـــغُ
- وهو للأخ الفاضل : أبو عبد المهيمن سمير البليدي -
الآن عندنا مشكلة يا إخوان في صلاة الفجر؛ أصبحت صلاةُ الفجر - مع أن السنة في صلاة الفجر أن تطيل أكثر من غيرها... {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} [الإسراء: 78] السنة أن يطال القراءة في صلاة الفجر -، لكن الآن عندنا مشكلة عظيمة: النَّاس تسهر الليل، النَّاس يسهرون بالليل، يسهر بعضُهم إلى الواحدة، إلى الثانية، إلى الثالثة... أحيانًا إلى صلاة الفجر.
هذا الذي سَهِرَ باللَّيل - وكان سهره في الليل في اللعب واللهو والمرح والمزح و... إلخ - ؛ ثمَّ يأتي إلى الصَّلاة (يكونُ مصلِّي) يأتي إلى الصلاة لا يحتمل الإطالة، (لا يحتمل الإطالة)، الإطالة تكون ثقيلةً عليه جدًّا ما يحتملها وتكون ثقيلة، لكنَّ الشَّخصَ الذي يتَّبع السُّنة وينامُ مبكِّرًا، إذا بدأ الإمام يقرأ يتمنَّى أنه يستمِّر في القراءة، لأنه وجد راحةً وجد طمائنينةً، وجد سعادةً... وقام إلى هذه الصَّلاة بنشاطٍ وأخذ حظَّه من النَّوم فيتمنَّى أنَّ الإمامَ لا يتوقَّف مع القراءة، إذا قرأ صفحةً، صفحةً ونصف وتوقَّف قال: "ليته زاد صفحتين"، يشعرُ بلذَّةٍ، والآخر إلى جنبه يَتَمَقْرَصُ، (الآخر إلى جنبه يتمقرص)، ويتألَّم، ومنزعجٌ جدًّا، يريد الإمامَ يركع، وتجده في الصَّلاة يتحرَّك قلقٌ جدًّا ويدُّه لا تستقر على صدره أبدًا من القلق الذي يصيبه - أبدا يده لا تستقِّر على صدره - مرَّة يدخلها في جيبه، ومرَّةً ينظر في ساعته، ومرة يحكُّ رأسه، ومرَّة ينزل ويحك رجله من القلق الذي يصيبه ليس فيه حكة في رجله وإنما فيه قلق في صدره فتجده قلق مضطرب متحرك، ومرة يتكئ على اللي على يمينه ومرة يتكئ على اللي يساره ولو كان عنده قدرة كان يقول للإمام في صلاته خفف ، فيتحامل ويتحامل ويصبر إلى أن تخلص الصلاة ومع التسليمة الأولى يخرج من المسجد أو يكاد مجرد ما يسلم قلق جدا في الصلاة مع أنه هذه ألذ شيء في الحياة الدنيا ألذ شيء ألذ هناءة ألذ حلاوة أقر عينا في الحياة الدنيا هي هذه. لكن هذه مصيبة الآن بلينا بها في هذا الزمان وخاصة مع صلاة الفجر ، وفي رمضان تحولت إلى صلاة الظهر ، في رمضان تحولت إلى صلاة الظهر لأنهم ينامون من بعد الفجر إلى صلاة الظهر وبعضهم يترخص لنفسه بالصيام فيجمع تأخير مع العصر ، يجمع تأخير مع العصر متهاونا...