موعظة قصيرة عن الموت
السلام عليكم
الحمد لله الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا، وأشهد أن محمد عبده ورسوله المجتبى، أزهد الناس في الدنيا، وأكثرهم للموت ذكرا، وللآخرة استعدادا، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه أهل الفضل والتقى . وبعد
قال الحق تبارك وتعالى : { كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ }آل عمران185
عباد الله :
حقيقةٌ قاسيةٌ لا محيد عنها، وقضيةٌ رهيبةٌ مسلمةٌ لا مفر منها، تواجه أهل الدنيا، فلا يستطيعون لها رداً، ولا يملكون لها دفعاً، حقيقة تتكرر لحظة بلحظة، ونعايشها مرةً بعد مرة، والناس سواءٌ أمام هذه الحقيقة المسلمة، يواجهها الآباء والأبناء، والأغنياء والفقراء، والضعفاء والأقوياء، والرجال والنساء، والمرؤوسون والرؤساء، والعامة والعلماء، والمغمورون والوجهاء، يقفون منها موقفاً موحداً، لا يستطيعون لها حيلة ولا ردا، ولا يقدرون تجاهها دفعا ولا تأجيلا، إنها حقيقة الموت الذي لا يملك البشر حياله شيئا ........
أيها الأحبة في الله:
الموت على وضوح شأنه سرٌ من الأسرار تحير به ألو الألباب، وأذهلت به العقول، واندهش له الأطباء.
الموت كلمة ترتج لها القلوب، وتقشعر منها الجلود، ما ذُكر في قومٍ فيهم بقيةٌ من إيمانٍ إلا ملكتهم الخشية، وأخذتهم العبرة، وأحسوا بالتفريط ، وشعروا بالتقصير، فندموا على ما مضى، وأنابوا إلى ربهم.
ألا وإن نسيان الموت وتناسيه، وكراهة ذكره والتشاغل عن أمره بلاءٌ عظيم، وشرٌ مستطير، فما نسي الموت أحدٌ إلا طغى وبغى، وما غفل عن الموت امرؤٌ إلا غوى، وحريٌ بكل مسلمٍ أن يتذكره، لقوله صلى الله عليه وسلم : (أكثروا من ذكر هادم اللذات).
وقد جاء جبريل عليه السلام مذكراً إمام الذاكرين لقوله صلى الله عليه وسلم فقال: (يا محمد عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به ).
أيها الأحبة !
لا أظن واحداً منكم قد خفيت عليه بعد هذه الساعة، فهي ساعة المنية، وهي ساعة الموت، يوم يبكي الأحباب، ويعجز الأصحاب، ويحار الأطباء، ويطرق العقلاء، ويدرك القوم أن الذي بين أيديهم ليس له نجدة، وليس لرقبته خلاص، ولا لأمره فكاك؛ إلا برحمة من الله ثم ما قدمه من عمل صالح.
في تلك الساعة يستوي من يموت وقد خلَّف أموالاً طائلة، وربما سعد من مات ولم يخلف درهماً ولا ديناراً، يستوي من يموت وحوله ولد وزوجه، ومن يموت وحوله حشمه وخدمه، إذ الكل عاجز أن يقدم لهذا الطريح شيئاً. نسأل الله لنا ولكم العافية.
اللهم ارزقنا الاستدراك قبل الفوات، والاستعداد قبل الممات، اللهم ثبتنا على طاعتك إلى أن نلقاك، اللهم لا تمتنا على غفلة، اللهم لا تأخذنا على غرة، اللهم اجعل خير أعمالنا خواتمها، وخير أيامنا يوم نلقاك، اللهم إنا نسألك عيشة هنيئة، وميتة سوية، ومرداً غير مخز ولا فاضح، برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة.
اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين، اللهم جازهم بالحسنات إحساناً، وبالسيئات عفواً وغفراناً، وارحمنا اللهم برحمتك إذا صرنا إلى ما صاروا إليه،. وصلِّ اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين. ......
السلام عليكم
الحمد لله الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا، وأشهد أن محمد عبده ورسوله المجتبى، أزهد الناس في الدنيا، وأكثرهم للموت ذكرا، وللآخرة استعدادا، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه أهل الفضل والتقى . وبعد
قال الحق تبارك وتعالى : { كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ }آل عمران185
عباد الله :
حقيقةٌ قاسيةٌ لا محيد عنها، وقضيةٌ رهيبةٌ مسلمةٌ لا مفر منها، تواجه أهل الدنيا، فلا يستطيعون لها رداً، ولا يملكون لها دفعاً، حقيقة تتكرر لحظة بلحظة، ونعايشها مرةً بعد مرة، والناس سواءٌ أمام هذه الحقيقة المسلمة، يواجهها الآباء والأبناء، والأغنياء والفقراء، والضعفاء والأقوياء، والرجال والنساء، والمرؤوسون والرؤساء، والعامة والعلماء، والمغمورون والوجهاء، يقفون منها موقفاً موحداً، لا يستطيعون لها حيلة ولا ردا، ولا يقدرون تجاهها دفعا ولا تأجيلا، إنها حقيقة الموت الذي لا يملك البشر حياله شيئا ........
أيها الأحبة في الله:
الموت على وضوح شأنه سرٌ من الأسرار تحير به ألو الألباب، وأذهلت به العقول، واندهش له الأطباء.
الموت كلمة ترتج لها القلوب، وتقشعر منها الجلود، ما ذُكر في قومٍ فيهم بقيةٌ من إيمانٍ إلا ملكتهم الخشية، وأخذتهم العبرة، وأحسوا بالتفريط ، وشعروا بالتقصير، فندموا على ما مضى، وأنابوا إلى ربهم.
ألا وإن نسيان الموت وتناسيه، وكراهة ذكره والتشاغل عن أمره بلاءٌ عظيم، وشرٌ مستطير، فما نسي الموت أحدٌ إلا طغى وبغى، وما غفل عن الموت امرؤٌ إلا غوى، وحريٌ بكل مسلمٍ أن يتذكره، لقوله صلى الله عليه وسلم : (أكثروا من ذكر هادم اللذات).
وقد جاء جبريل عليه السلام مذكراً إمام الذاكرين لقوله صلى الله عليه وسلم فقال: (يا محمد عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به ).
أيها الأحبة !
لا أظن واحداً منكم قد خفيت عليه بعد هذه الساعة، فهي ساعة المنية، وهي ساعة الموت، يوم يبكي الأحباب، ويعجز الأصحاب، ويحار الأطباء، ويطرق العقلاء، ويدرك القوم أن الذي بين أيديهم ليس له نجدة، وليس لرقبته خلاص، ولا لأمره فكاك؛ إلا برحمة من الله ثم ما قدمه من عمل صالح.
في تلك الساعة يستوي من يموت وقد خلَّف أموالاً طائلة، وربما سعد من مات ولم يخلف درهماً ولا ديناراً، يستوي من يموت وحوله ولد وزوجه، ومن يموت وحوله حشمه وخدمه، إذ الكل عاجز أن يقدم لهذا الطريح شيئاً. نسأل الله لنا ولكم العافية.
اللهم ارزقنا الاستدراك قبل الفوات، والاستعداد قبل الممات، اللهم ثبتنا على طاعتك إلى أن نلقاك، اللهم لا تمتنا على غفلة، اللهم لا تأخذنا على غرة، اللهم اجعل خير أعمالنا خواتمها، وخير أيامنا يوم نلقاك، اللهم إنا نسألك عيشة هنيئة، وميتة سوية، ومرداً غير مخز ولا فاضح، برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة.
اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين، اللهم جازهم بالحسنات إحساناً، وبالسيئات عفواً وغفراناً، وارحمنا اللهم برحمتك إذا صرنا إلى ما صاروا إليه،. وصلِّ اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين. ......