هل يُفرح بالدنيا ويُحزن لأجلها !
مستفاد من: شرح الإبانة الصغرى - الدرس 9
للشيخ: محمد بن هادي المدخلي حفظه الله
الفوائد المنتقاة من دروس موقع ميراث الأنبياء
الدُّنيا لا يُفرح بها، ولا يُتعلَّق بها، الفرح الزَّائد والتَّعلق الزَّائد الَّذي يُخرج صاحبه إلى حدِّ الرُّكون إليها والرِّضا بها، والغفلة عن الآخرة، وإنَّما يُستعان بها للبلوغ إلى الآخرة، لأنها ليست دارَ مقرٍّ، إذا أضحكت أبكت، وإذا وصلت قطعت، وإذا تيسّرت اليوم تعسّرت غدًا، وهكذا، فهي دار عبورٍ إلى الآخرة، وليست دار مقرٍّ، وإنما الفرح يكون برحمة الله تبارك وتعالى وهدايته للخير، والحقِّ والهدى، ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّـهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ ﴿ يونس:58﴾.
وقال جلَّ وعلا عن عتاب جماعة قارون: ﴿لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ﴾ ﴿القصص:76﴾، يعني: لا تفرح بالمال، وبالدنيا هذه، إنَّ الله لا يحب الفرحين، ولا تحزن على ذهابها؛ فإنَّ الله جلَّ وعلا يعطي الدُّنيا من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الدِّين إلاَّ من يحب.
مالي وللدُّنيا وليست ببغيتي °°° ولا منتهىٰ قصدي ولست أنا لها
ولســت بميالٍ إليها ولا إلى °°° رئاساتها فتنًا وقُبحًا لحالهـا
هـي الدَّار دار الهم والغم والعنا °°° سريعٌ تقضّيها قريبٌ زوالها
مياسرها عسرٌ وحزنٌ سرورها °°° وأرباحها خُسرٌ ونقصٌ كمالها
إذا أضحكت أبكت وإنْ رام وصلها °°° غبيٌّ فيا سرع انقطاع وصالها
إلى آخر ما قال فيها أهل الزُّهد، والعبادة، والطَّاعة، والورع، رحمهم الله تعالى. نسأل الله جلَّ وعلا أنْ يجعلها لنا ولكم جميعًا عونًا على طاعته جلَّ وعزَّ.
- الـمـصـدر -