السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله أما بعد,
قال تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ"الأنفال 29
قال البغوي رحمه الله : قوله عز وجل : " يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله " ، بطاعته وترك معصيته ، " يجعل لكم فرقاناً " ، قال مجاهد : مخرجاً في الدنيا والآخرة . وقال مقاتل بن حيان : مخرجاً في الدين من الشبهات . وقال عكرمة : نجاة أي يفرق بينكم وبين ما تخافون . وقال الضحاك : بياناً . وقال ابن إسحاق : فصلاً بين الحق والباطل يظهر الله به حقكم ويطفئ باطل من خالفكم . والفرقان مصدر كالرجحان والنقصان . " ويكفر عنكم سيئاتكم " ، يمح عنكم ما سلف من ذنوبكم ، " ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم " .
و قال ابن كثير رحمه الله:قال ابن عباس والسدي ومجاهد وعكرمة والضحاك وقتادة ومقاتل بن حيان وغير واحد "فرقانا" مخرجا زاد مجاهد في الدنيا والآخرة وفي رواية عن ابن عباس "فرقانا" نجاة وفي رواية عنه نصرا وقال محمد بن إسحق "فرقانا" أي فصلا بين الحق والباطل وهذا التفسير من ابن إسحق أعم مما تقدم وهو يستلزم ذلك كله فإن من اتقى الله بفعل أوامره وترك زواجره وفق لمعرفة الحق من الباطل فكان ذلك سبب نصره ونجاته ومخرجه من أمور الدنيا وسعادته يوم القيامة وتكفير ذنوبه وهو محوها وغفرها سترها عن الناس وسببا لنيل ثواب الله الجزيل كقوله تعالى "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم".
و قال القرطبي رحمه الله:قد تقدم معنى " التقوى " .
وكان الله عالما بأنهم يتقون أم لا يتقون .
فذكر بلفظ الشرط ; لأنه خاطب العباد بما يخاطب بعضهم بعضا .
فإذا اتقى العبد ربه - وذلك باتباع أوامره واجتناب نواهيه - وترك الشبهات مخافة الوقوع في المحرمات , وشحن قلبه بالنية الخالصة , وجوارحه بالأعمال الصالحة , وتحفظ من شوائب الشرك الخفي والظاهر بمراعاة غير الله في الأعمال , والركون إلى الدنيا بالعفة عن المال , جعل له بين الحق والباطل فرقانا , ورزقه فيما يريد من الخير إمكانا .
قال ابن وهب : سألت مالكا عن قوله سبحانه وتعالى : " إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا " قال : مخرجا , ثم قرأ " ومن يتق الله يجعل له مخرجا " [ الطلاق : 2 ] .
وحكى ابن القاسم وأشهب عن مالك مثله سواء , وقاله مجاهد قبله .
وقال الشاعر : ما لك من طول الأسى فرقان بعد قطين رحلوا وبانوا
وقال آخر : وكيف أرجي الخلد والموت طالبي وما لي من كأس المنية فرقان
ابن إسحاق : " فرقانا " فصلا بين الحق والباطل ; وقال ابن زيد .
السدي : نجاة .
الفراء : فتحا ونصرا .
وقيل : في الآخرة , فيدخلكم الجنة ويدخل الكفار النار .
و قال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله :امتثال العبد لتقوى ربه عنوان السعادة، وعلامة الفلاح، وقد رتب اللّه على التقوى من خير الدنيا والآخرة شيئا كثيرا،فذكر هنا أن من اتقى اللّه حصل له أربعة أشياء، كل واحد منها خير من الدنيا وما فيها: الأول: الفرقان: وهو العلم والهدى الذي يفرق به صاحبه بين الهدى والضلال، والحق والباطل، والحلال والحرام، وأهل السعادة من أهل الشقاوة. , الثاني والثالث: تكفير السيئات، ومغفرة الذنوب، وكل واحد منهما داخل في الآخر عند الإطلاق وعند الاجتماع يفسر تكفير السيئات بالذنوب الصغائر، ومغفرة الذنوب بتكفير الكبائر. الرابع: الأجر العظيم والثواب الجزيل لمن اتقاه وآثر رضاه على هوى نفسه. {وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله أما بعد,
قال تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ"الأنفال 29
قال البغوي رحمه الله : قوله عز وجل : " يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله " ، بطاعته وترك معصيته ، " يجعل لكم فرقاناً " ، قال مجاهد : مخرجاً في الدنيا والآخرة . وقال مقاتل بن حيان : مخرجاً في الدين من الشبهات . وقال عكرمة : نجاة أي يفرق بينكم وبين ما تخافون . وقال الضحاك : بياناً . وقال ابن إسحاق : فصلاً بين الحق والباطل يظهر الله به حقكم ويطفئ باطل من خالفكم . والفرقان مصدر كالرجحان والنقصان . " ويكفر عنكم سيئاتكم " ، يمح عنكم ما سلف من ذنوبكم ، " ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم " .
و قال ابن كثير رحمه الله:قال ابن عباس والسدي ومجاهد وعكرمة والضحاك وقتادة ومقاتل بن حيان وغير واحد "فرقانا" مخرجا زاد مجاهد في الدنيا والآخرة وفي رواية عن ابن عباس "فرقانا" نجاة وفي رواية عنه نصرا وقال محمد بن إسحق "فرقانا" أي فصلا بين الحق والباطل وهذا التفسير من ابن إسحق أعم مما تقدم وهو يستلزم ذلك كله فإن من اتقى الله بفعل أوامره وترك زواجره وفق لمعرفة الحق من الباطل فكان ذلك سبب نصره ونجاته ومخرجه من أمور الدنيا وسعادته يوم القيامة وتكفير ذنوبه وهو محوها وغفرها سترها عن الناس وسببا لنيل ثواب الله الجزيل كقوله تعالى "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم".
و قال القرطبي رحمه الله:قد تقدم معنى " التقوى " .
وكان الله عالما بأنهم يتقون أم لا يتقون .
فذكر بلفظ الشرط ; لأنه خاطب العباد بما يخاطب بعضهم بعضا .
فإذا اتقى العبد ربه - وذلك باتباع أوامره واجتناب نواهيه - وترك الشبهات مخافة الوقوع في المحرمات , وشحن قلبه بالنية الخالصة , وجوارحه بالأعمال الصالحة , وتحفظ من شوائب الشرك الخفي والظاهر بمراعاة غير الله في الأعمال , والركون إلى الدنيا بالعفة عن المال , جعل له بين الحق والباطل فرقانا , ورزقه فيما يريد من الخير إمكانا .
قال ابن وهب : سألت مالكا عن قوله سبحانه وتعالى : " إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا " قال : مخرجا , ثم قرأ " ومن يتق الله يجعل له مخرجا " [ الطلاق : 2 ] .
وحكى ابن القاسم وأشهب عن مالك مثله سواء , وقاله مجاهد قبله .
وقال الشاعر : ما لك من طول الأسى فرقان بعد قطين رحلوا وبانوا
وقال آخر : وكيف أرجي الخلد والموت طالبي وما لي من كأس المنية فرقان
ابن إسحاق : " فرقانا " فصلا بين الحق والباطل ; وقال ابن زيد .
السدي : نجاة .
الفراء : فتحا ونصرا .
وقيل : في الآخرة , فيدخلكم الجنة ويدخل الكفار النار .
و قال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله :امتثال العبد لتقوى ربه عنوان السعادة، وعلامة الفلاح، وقد رتب اللّه على التقوى من خير الدنيا والآخرة شيئا كثيرا،فذكر هنا أن من اتقى اللّه حصل له أربعة أشياء، كل واحد منها خير من الدنيا وما فيها: الأول: الفرقان: وهو العلم والهدى الذي يفرق به صاحبه بين الهدى والضلال، والحق والباطل، والحلال والحرام، وأهل السعادة من أهل الشقاوة. , الثاني والثالث: تكفير السيئات، ومغفرة الذنوب، وكل واحد منهما داخل في الآخر عند الإطلاق وعند الاجتماع يفسر تكفير السيئات بالذنوب الصغائر، ومغفرة الذنوب بتكفير الكبائر. الرابع: الأجر العظيم والثواب الجزيل لمن اتقاه وآثر رضاه على هوى نفسه. {وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}