السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفرق بين المداهنة والمدارة :
ولتجلية الفرق نعرّف المداهنة أسوة بما تقدم من تعريف المداراة، وبذا يبرز الفرق .
قال المبرد : يقال أدهن في دينه، وداهن في أمره : أي خان فيه، وأظهر خلاف ما يضمر"
"الجامع لأحكام القرآن" (9/18/202)
والإدهان الغش، ودهن الرجل إذا نافق . كما يقول ابن منظور في لسان العرب .
قال أبو بكر ابن العربي – رحمه الله تعالى : قال أهل اللغة : الإدهان هو التلبيس، لذا رجح القول بأن الادهان : الكذب
قال : وحقيقة الادهان : إظهار المقاربة مع الاعتقاد للعداوة..."
"أحكام القرآن"(4/305) ت: محمد عبد القادر عطا . ط. دار الكتب العلمية . بيروت .
وجاء في "التوقيف على مهمات التعاريف" : " المداهنة أن ترى منكراً تقدر على دفعه فلم تدفعه، حفظا لجانب مرتكبه، أو لقلة مبالاة بالدين" .
إذا ً :
المداراة هي : التودد لنافر؛ لأجل الدين .
فهي والحالة هذه من باب التصدق،
خلافاً للمداهنة التي هي التودد له على حساب الدين وتحريم الأخيرة ظاهر .
قال العلامة أبو بكر ابن العربي – رحمه الله تعالى : " وحقيقة الإدهان؛ إظهار المقاربة مع الاعتقاد للعداوة، فإن كانت المقاربة باللين فهي مداهنة،
وإن كانت مع سلامة الدين فهي مداراة، أي مدافعة" "أحكام القرآن" (4/305) .
قال ابن زيد في قوله تعالى : " وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ " قال : الركون : الإدهان .
وقال عليه الصلاة والسلام : " مثل الْمُدهِنِ في حدود الله والواقع فيها، مثل قوم استهموا سفينة فصار بعضهم في أسفلها،
وصار بعضهم في أعلاها، فكان الذي في أسفلها يمرّون بالماء على الذين في أعلاها، فتأذّوا به، فأخذ فأسا فجعل ينقر أسفل السفينة فأتوه
فقالوا ما لك قال تأذيتم بي ولا بد لي من الماء فإن أخذوا على يديه أنجوه ونجوا أنفسهم وإن تركوه أهلكوه وأهلكوا أنفسهم"
رواه الإمام البخاري .
والرواية الأخرى عند البخاري : "مثل القائم على حدود الله والواقع فيها ..." .
وعليه .. يمكننا القول بأنهما :
يشتركان : في أن كل منهما قد يستخدم مع محبوب أو مبغوض .
ويختلفان : في أن المداهنة : تكون في كل أمر حلال كان أو حرام .
بل قد يكون في الكفر – عياذاً بالله - ولذا قال عز وجل : " وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ" سورة "القلم" الآية(9)
قال ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما- فيها : ودوا لو تكفر فيكفرون .
خلافاً للمدارة : فلا تكون إلا في حلال ومباح .
ويختلفان بحسب الباعث : فالمدارة قربى لله تعالى، لأجل الدين، والمداهنة قربى لغير الله سبحانه لأجل الدنيا .
وغايتهما : إرضاء الغير .
وثمرتهما : في المداهنة : مأزور متعاطيها، ومن شؤمها أن الله تعالى قد يعاقب بنقيض العزم .
قال رسول الله – صلى الله تعالى عليه وإخوانه وآله وسلم : " من أرضى الناس بسخط الله؛ وكله الله إلى الناس.
ومن أسخط الناس برضا الله كفاه الله مؤنة الناس"
"صحيح الجامع..." برقم(6010)
وفي المدارة : يثاب فاعلها، وغالباً ما تثمر ثمارا يافعة يانعة تورث فرحة في القلب وببهجة في الوجه .
وعليه ..
فالمحب يُجامل ويُداري محبوبه، والمُبغِض يُنافق مبغوضه! والكريم يُجامل ويُداري ويُصانِع، واللئيم يُداهن ويُنافق!
نقلا عن المداواة في المداراة
الفرق بين المداهنة والمدارة :
ولتجلية الفرق نعرّف المداهنة أسوة بما تقدم من تعريف المداراة، وبذا يبرز الفرق .
قال المبرد : يقال أدهن في دينه، وداهن في أمره : أي خان فيه، وأظهر خلاف ما يضمر"
"الجامع لأحكام القرآن" (9/18/202)
والإدهان الغش، ودهن الرجل إذا نافق . كما يقول ابن منظور في لسان العرب .
قال أبو بكر ابن العربي – رحمه الله تعالى : قال أهل اللغة : الإدهان هو التلبيس، لذا رجح القول بأن الادهان : الكذب
قال : وحقيقة الادهان : إظهار المقاربة مع الاعتقاد للعداوة..."
"أحكام القرآن"(4/305) ت: محمد عبد القادر عطا . ط. دار الكتب العلمية . بيروت .
وجاء في "التوقيف على مهمات التعاريف" : " المداهنة أن ترى منكراً تقدر على دفعه فلم تدفعه، حفظا لجانب مرتكبه، أو لقلة مبالاة بالدين" .
إذا ً :
المداراة هي : التودد لنافر؛ لأجل الدين .
فهي والحالة هذه من باب التصدق،
خلافاً للمداهنة التي هي التودد له على حساب الدين وتحريم الأخيرة ظاهر .
قال العلامة أبو بكر ابن العربي – رحمه الله تعالى : " وحقيقة الإدهان؛ إظهار المقاربة مع الاعتقاد للعداوة، فإن كانت المقاربة باللين فهي مداهنة،
وإن كانت مع سلامة الدين فهي مداراة، أي مدافعة" "أحكام القرآن" (4/305) .
قال ابن زيد في قوله تعالى : " وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ " قال : الركون : الإدهان .
وقال عليه الصلاة والسلام : " مثل الْمُدهِنِ في حدود الله والواقع فيها، مثل قوم استهموا سفينة فصار بعضهم في أسفلها،
وصار بعضهم في أعلاها، فكان الذي في أسفلها يمرّون بالماء على الذين في أعلاها، فتأذّوا به، فأخذ فأسا فجعل ينقر أسفل السفينة فأتوه
فقالوا ما لك قال تأذيتم بي ولا بد لي من الماء فإن أخذوا على يديه أنجوه ونجوا أنفسهم وإن تركوه أهلكوه وأهلكوا أنفسهم"
رواه الإمام البخاري .
والرواية الأخرى عند البخاري : "مثل القائم على حدود الله والواقع فيها ..." .
وعليه .. يمكننا القول بأنهما :
يشتركان : في أن كل منهما قد يستخدم مع محبوب أو مبغوض .
ويختلفان : في أن المداهنة : تكون في كل أمر حلال كان أو حرام .
بل قد يكون في الكفر – عياذاً بالله - ولذا قال عز وجل : " وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ" سورة "القلم" الآية(9)
قال ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما- فيها : ودوا لو تكفر فيكفرون .
خلافاً للمدارة : فلا تكون إلا في حلال ومباح .
ويختلفان بحسب الباعث : فالمدارة قربى لله تعالى، لأجل الدين، والمداهنة قربى لغير الله سبحانه لأجل الدنيا .
وغايتهما : إرضاء الغير .
وثمرتهما : في المداهنة : مأزور متعاطيها، ومن شؤمها أن الله تعالى قد يعاقب بنقيض العزم .
قال رسول الله – صلى الله تعالى عليه وإخوانه وآله وسلم : " من أرضى الناس بسخط الله؛ وكله الله إلى الناس.
ومن أسخط الناس برضا الله كفاه الله مؤنة الناس"
"صحيح الجامع..." برقم(6010)
وفي المدارة : يثاب فاعلها، وغالباً ما تثمر ثمارا يافعة يانعة تورث فرحة في القلب وببهجة في الوجه .
وعليه ..
فالمحب يُجامل ويُداري محبوبه، والمُبغِض يُنافق مبغوضه! والكريم يُجامل ويُداري ويُصانِع، واللئيم يُداهن ويُنافق!
نقلا عن المداواة في المداراة