ذَكَرَ ابن القيم شيئاً مِن عقوبات المعاصي ، فقال :
من عقوبات المعاصي جَعْل القلب أعمى أصم أبكم ، ومنها الخسف بالقلب كما يخسف بالمكان وما فيه ، فيُخسف به إلى أسفل سافلين وصاحبه لا يشعر ، وعلامة الخسف به أنه لا يزال [ أي القلب ] جوّالا حول السفليات والقاذورات والـرذائل ، كما أن القلب الذي رفعه الله وقرَّبَـه إليه لا يزال جوّالا حول البِرِّ والخير ومعالي الأمور والأعمال والأقوال والأخلاق .
قال بعض السلف : إن هذه القلوب جوّالة ؛ فمنها ما يجول حول العرش ، ومنها ما يجول حول الـحُـشّ . والحش هو بيت الخلاء .
ومنها – أي مِن عقوبات المعاصي- مَسْخ القلب ، فيمسخ كما تمسخ الصورة ، فيصيـر القلب على قلب الحيوان الذي شابهه في أخلاقه وأعماله وطبيعتـه ؛ فمـن القلــوب مــا يُمسـخ علـى قلب خنزيـر لشـدّة شَبَــهِ صاحبه به ، ومنها ما يمسخ على خلق كلب أو حمار أو حية أو عقرب وغير ذلك ، وهذا تأويل سفيان بن عيينة في قوله تعالى : ( وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ) قال : منهم من يكون على أخلاق السباع العادية ، ومنهم من يكون على أخلاق الكلاب وأخلاق الخنازير وأخلاق الحمير ، ومنهم من يتطوس في ثيابه كما بتطوس الطاووس في ريشه ، ومنهم من يكون بليد كالحمار ، ومنهم من يُؤثِر على نفسه كالديك ، ومنهم من يألف ويؤلف كالحمام ، ومنهم الحقود كالجمل ، ومنهم الذي هو خير كله كالغنم ، ومنهم أشباه الذئاب ، ومنهم أشباه الثعالب التي يروغ كروغانها .
وقد شبّه الله تعالى أهل الجهل والغي بالحُمُرِ تارة ، وبالكلب تارة ، وبالأنعام تارة ، وتقوى هذه المشابهة باطنا حتى تظهر في الصورة الظاهرة ظهورا خَفِيّاً يراه المتفرسون ، ويظهر في الأعمال ظهورا يراه كل أحد ، ولا يزال يقوى حتى تُستشنع الصـورة ، فتنقلب لـه الصورة بإذن الله ، وهو المسخ التام ، فيقلب الله سبحانه وتعالى الصورة الظاهرة على صورة ذلك الحيوان ، كما فعل باليهود وأشباههم ، ويفعل بقوم من هذه الأمة يَمسخهم قردة وخنازير .
فسبحان الله كم من قلبٍ منكوسٍ وصاحبه لا يشعر ، وقلبٍ ممسوخ ، وقلبٍ مخسوف به ، وكـم من مفتونٍ بثناء الناس عليه ، ومغـرورٍ بستـر الله عليه ، ومستدرَجٍ
بنعم الله عليه ؛ وكل هذه عقوبات وإهانة ، ويظن الجاهل أنها كرامة !
من بحث (تزكية النفس) للشيخ عبد الله السحيم
من عقوبات المعاصي جَعْل القلب أعمى أصم أبكم ، ومنها الخسف بالقلب كما يخسف بالمكان وما فيه ، فيُخسف به إلى أسفل سافلين وصاحبه لا يشعر ، وعلامة الخسف به أنه لا يزال [ أي القلب ] جوّالا حول السفليات والقاذورات والـرذائل ، كما أن القلب الذي رفعه الله وقرَّبَـه إليه لا يزال جوّالا حول البِرِّ والخير ومعالي الأمور والأعمال والأقوال والأخلاق .
قال بعض السلف : إن هذه القلوب جوّالة ؛ فمنها ما يجول حول العرش ، ومنها ما يجول حول الـحُـشّ . والحش هو بيت الخلاء .
ومنها – أي مِن عقوبات المعاصي- مَسْخ القلب ، فيمسخ كما تمسخ الصورة ، فيصيـر القلب على قلب الحيوان الذي شابهه في أخلاقه وأعماله وطبيعتـه ؛ فمـن القلــوب مــا يُمسـخ علـى قلب خنزيـر لشـدّة شَبَــهِ صاحبه به ، ومنها ما يمسخ على خلق كلب أو حمار أو حية أو عقرب وغير ذلك ، وهذا تأويل سفيان بن عيينة في قوله تعالى : ( وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ) قال : منهم من يكون على أخلاق السباع العادية ، ومنهم من يكون على أخلاق الكلاب وأخلاق الخنازير وأخلاق الحمير ، ومنهم من يتطوس في ثيابه كما بتطوس الطاووس في ريشه ، ومنهم من يكون بليد كالحمار ، ومنهم من يُؤثِر على نفسه كالديك ، ومنهم من يألف ويؤلف كالحمام ، ومنهم الحقود كالجمل ، ومنهم الذي هو خير كله كالغنم ، ومنهم أشباه الذئاب ، ومنهم أشباه الثعالب التي يروغ كروغانها .
وقد شبّه الله تعالى أهل الجهل والغي بالحُمُرِ تارة ، وبالكلب تارة ، وبالأنعام تارة ، وتقوى هذه المشابهة باطنا حتى تظهر في الصورة الظاهرة ظهورا خَفِيّاً يراه المتفرسون ، ويظهر في الأعمال ظهورا يراه كل أحد ، ولا يزال يقوى حتى تُستشنع الصـورة ، فتنقلب لـه الصورة بإذن الله ، وهو المسخ التام ، فيقلب الله سبحانه وتعالى الصورة الظاهرة على صورة ذلك الحيوان ، كما فعل باليهود وأشباههم ، ويفعل بقوم من هذه الأمة يَمسخهم قردة وخنازير .
فسبحان الله كم من قلبٍ منكوسٍ وصاحبه لا يشعر ، وقلبٍ ممسوخ ، وقلبٍ مخسوف به ، وكـم من مفتونٍ بثناء الناس عليه ، ومغـرورٍ بستـر الله عليه ، ومستدرَجٍ
بنعم الله عليه ؛ وكل هذه عقوبات وإهانة ، ويظن الجاهل أنها كرامة !
من بحث (تزكية النفس) للشيخ عبد الله السحيم
تعليق