ورع السلف الصالح
شرح "العبودية"
شرح الشيخ عبد العزيز الراجحي
ولم يقل: فابتغوا الرزق عند الله؛ لأن تقديم الظرف يشعر بالاختصاص والحصر كأنه قال: لا تبتغوا الرزق إلا عند الله، وقد قال -تعالى-: (وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ ).
والإنسان لا بد له من حصول ما يحتاج إليه من الرزق ونحوه ودفع ما يضره، وكلا الأمرين شرع له، شرع له أن يكون دعاؤه لله فلا يسأل رزقه إلا من الله ولا يشتكي إلا إليه، كما قال يعقوب -عليه السلام-: )إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ (.
والله -تعالى- ذكر في القرآن الهجر الجميل والصفح الجميل والصبر الجميل، وقد قيل: إن الهجر الجميل هو هجر بلا أذى، والصفح الجميل صفح بلا معاتبة، والصبر الجميل: صبر بغير شكوى إلى المخلوق.
والله -تعالى- ذكر في القرآن الهجر الجميل والصفح الجميل والصبر الجميل، وقد قيل: إن الهجر الجميل هو هجر بلا أذى، والصفح الجميل صفح بلا معاتبة، والصبر الجميل: صبر بغير شكوى إلى المخلوق.
ولهذا قرئ على الإمام أحمد بن حنبل في مرضه إن طاووسا كان يكره أنين المريض، ويقول: إنه شكوى، فما أنَّ أحمد حتى مات.
.................................................. ...............
وهذا يدل على ورع السلف الصالح -رحمهم الله-ولا سيما الإمام أحمد! كان مريضا -رحمه الله- فكان يئن من شدة المرض -يعني معروف الأنين: آه آه آه من شدة المرض- فقرئ عليه أن طاووس بن كيسان اليماني من التابعين أنه يكره أنين المريض ويقول: إنه يُكتب على الإنسان، يكتب عليه أنه شكوى.
فتصبَّر الإمام أحمد -رحمه الله- وترك الأنين لما قرىء عليه أن الأنين شكوى، خاف أن يكون هذا الأنين شكوى الخالق إلى المخلوق، شكوى الخالق إلى المخلوق فتصبَّر -رحمه الله- وسكت عن الأنين، قطع الأنين نعم.
فتصبَّر الإمام أحمد -رحمه الله- وترك الأنين لما قرىء عليه أن الأنين شكوى، خاف أن يكون هذا الأنين شكوى الخالق إلى المخلوق، شكوى الخالق إلى المخلوق فتصبَّر -رحمه الله- وسكت عن الأنين، قطع الأنين نعم.
---------------------------
منقول
منقول
تعليق