فتوى للعلامة ابن باز -رحمه الله-
لقد سمعت أن العودة إلى الذنب بعد التوبة عنه أمر فيه شيء من الاستهزاء بالمولى -عز وجل- ذلك أن هذا الأمر يعتبر تهاوناً من العائد إلى الذنب، فما هو توجيه سماحتكم؟ ليس هذا بصحيح؛ لأن الإنسان محل الخطأ محل التقصير، محل الجهل والضعف والنسيان فإذا تاب توبة صادقة تاب الله عليه وإذا ابتلي بالذنب مرة أخرى فليس استهزاء, بل عليه أن يتوب إلى الله توبة أخرى، ويبادر بالتوبة, وربنا -عز وجل- جواد كريم يتوب عليه إذا صدق في التوبة كما تاب عليه في الذنب الأول، وهو القائل سبحانه:( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى) (82) سورة طـه. وثبت عن الله -عز وجل- أنه يقول سبحانه في العبد الذي أذنب ثم تاب ثم وقع في الذنب مرة أخرى يقول -جل وعلا-: (علم عبدي أن له رباً يغفر الذنب, ويأخذ به) ثم يقول: (أشهدكم أني قد غفرت لعبدي), يعني ما دام على التوبة الصادقة. جزاكم الله خيراً.
منقول من الموقع الرسمي للشيخ ابن باز -رحمه الله-
http://www.ibn-baz.org/mat/17258