بسم الله الرحمن الرحيم
أورد الشيخ علي بن يحيى الحدادي في هاتين الخطبتين البليغتين وصايا قيمة ونصيحة عامة عظيمة النفع لكل مسلم ومسلمة فجزاه الله خيرا
أما بعد:
الخطبة الأولى
فإن الله يبتلي عباده ويختبرهم _وهو أعلم بهم_ ليتبين بعد الابتلاء من يثبت على الصراط المستقيم ومن تزيغ به الأهواء في المرتع الوخيم، فمن ثبت على الكتاب والسنة ومنهاج السلف الصالح فذلك هو الناجي ، ومن سلك طريقا أخر مخالفا لهم فهو الهالك، إن الفتن أيها الإخوة خطافة تخطف كثيرا من الناس إما بسبب الجهل وقلة العلم والتباس الحق بالباطل وإما بسبب الهوى وضعف الصبر عن المغريات والشهوات الحسية أو المعنوية.
ولما كنا نعيش هذه الأيام فتنا عظيمة قد تهلكنا إن لم نعتصم منها بالله تعالى ونتمسك فيها بكتابه وسنة نبيه فإليكم جملة من الوصايا العاصمة من الفتن بإذن الله:
فأولها: ان يحرص المسلم على تجنب الفتن والخوض فيها وأن يستعيذ بالله منها قال البخاري في صحيحه باب الفرار من الفتن ثم أخرج حديث ابي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن )
وعقد بابا أخر فقال باب التعوذ من الفتن وأخرج فيه حديث أنس وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد المنبر وكلم الناس فلف كل رجل من أصحابه راسه في ثوبه يبكي ويقول أعوذ بالله من سوء الفتن.
واخرج الشيخان من حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ بالله في صلاته من فتنة المحيا والممات أي من الفتن التي تقع في الحياة ومن الفتن التي تكون بعد الموت كفتنة القبر.والمشاركة اليوم في الفتن سهلة الأسباب مفتحة الأبواب ولا سيما عن طريق اثارتها وتهييجها من خلال الكتابة والتعليق في وسائل الإعلام والاتصالات بمختلف انواعها.
وأخرج البخاري أيضا في صحيحه في باب الفتنة التي تموج كموج البحر عن سفيان ابن عيينة عن خلف بن حوشب قال كانوا أي السلف الصالح كانوا يستحبون أن يتمثلوا بهذه الأبيات عند الفتن قال امرؤ القيس الحرب أول ما تكون فتية * تسعى بزينتها لكل جهول حتى إذا اشتعلت وشب ضرامها * ولت عجوزا غير ذات حليل شمطاء يُنكر لونها وتغيرت * مكروهة للشم والتقبيل.
يعني أنهم كانوا يرددون هذه الأبيات التي تصور عواقب الفتن ومآلها القبيح حتى لا يغتروا بفتنهتا وزهرتها في أول أمرها فيكون استحضار سوء عواقبها سببا في البعد عن الخوض فيها
ثانيا:
لزوم منهج السلف الصالح والثبات عليه فإنه الحق وخلافه الباطل وإنه النجاه وخلافه الهلكة وإنه الرشد وخلافه الضلاله ومن سنتهم وعقيدتهم ومنهجهم لزوم جماعة المسلمين والسمع والطاعة لولي الأمر وإن جار وظلم وترك التهييج عليه ومغالبته. ففي صحيح مسلم باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن وفي كل حال وتحريم الخروج على الطاعة ومفارقة الجماعة ثم أخرج مسلم حديث حذيفة رضي الله عنه كان الناس يسالون رسول الله عن الخير وكنت أساله عن الشر مخافة أن يدركني فقلت يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير شر ؟ قال ( نعم ) فقلت هل بعد ذلك الشر من خير ؟ قال ( نعم وفيه دخن ) قلت وما دخنه ؟ قال ( قوم يستنون بغير سنتي ويهدون بغير هديي عرف منهم وتنكر ) فقلت هل بعد ذلك الخير من شر فقال صلى الله عليه وسلم (نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها ) فقلت يا رسول الله فقلت يا رسول الله صفهم لنا قال ( نعم قوم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ) قلت يا رسول الله فما ترى إن أدركني ذلك قال ( تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ) الحديث …
ومن منهج أهل السنة واصولهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الطريقة الشرعية التي لا تفضي إلى منكر أعظم منه فليس من الشرع استنكار مظلمة بطريق تؤدي إلى زيادة الظلم ولا من الشرع استنكار قتل نفس واحدة بطريقة تؤدي إلى قتل المئات والالوف وتعطيل المصالح وتكثير المفاسد..
فلا ينبغي للمسلم أن يغتر بالشعارات والدعايات التي تدعو إلى خلاف هذا المنهج الحق القائم على الكتاب والسنة بدعوى الجهاد أو الثورة أو تغيير المنكر أو أي شعار كان ما دامت حقيقته معارضة لسنة محمد صلى الله عليه وسلم.
ثالثاً: أدب الله المسلمين بأدب عظيم فقال تعالى ( وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) فأمر سبحانه عامة المسلمين برد الأمور الكبيرة المتعلقة بأمن الأمة وعزها واجتماعها وحقن دمائها ونحو ذلك إلى الرسول صلى الله عليه وسلم في حياته وإلى أولي الأمر فيهم وهم أهل العلم وأهل الحكم حتى يتخذوا فيها من القرارات ما تحصل به المصلحة العامة بخلاف ما إذا دخل فيها من ليس منهم فإن دخولهم يضر ولا ينفع لأنهم يدخلون فيما لا يعرفون حقيقته أو لا يعرفون حكمه أو لا يدركون عواقبه وإنما يتصرفون بحكم العاطفة وربما كان الذي يحرك عواطفهم ويهيجهم من يريد بهم الشر والهلاك من حيث لا يشعرون. فكثير ممن دخل في الفتنة التي قضت على عثمان رضي الله عنه ما كان يعلم أن المهيج المثير لها هو ابن سبا أحد اليهود الذين أظهروا الإسلام وأخذ يكيد له من الداخل حتى حقق كثيرا من أمانيه على ايدي الرعاع الهمج الجهلة.
فإذا كان ذلك قد وقع في العصر الأول فما الظن بالأمر في هذه العصور التي اشدت فيها العداوة للإسلام من أعدائه واشدت فيها العداوة للسنة من قبل بعض فرق الضلالة.
نسأل الله أن يحفظ بلاد المسلمين من الفتن والمحن والشقاق والاختلاف إنه جواد كريم أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
أما بعد:
فإن مما تحسن الوصية به في هذا المقام الوصية بالحفاظ على الطاعات والاستكثار من العبادات فإنها من أسباب السلامة من الفتن ففي كتاب الفتن من صحيح البخاري قال باب لا يأتي زمان إلا الذي بعده شر منه ثم أخرج حديث أم سلمة أنها قالت استيقظ رسول الله صلى الله عليه و سلم ليلة فزعا يقول ( سبحان الله ماذا أنزل الله من الخزائن وماذا أنزل من الفتن من يوقظ صواحب الحجرات – يريد أزواجه لكي يصلين – رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة )فأخبر عن نزول الفتن ثم حث أزواجه على قيام الليل فدل على أن قيام الليل من اسباب السلامة من الفتن لأن جوف الليل ولا سيما الثلث الأخير منه وقت مبارك يستجاب فيه الدعاء فإذا دعا العبد ربه فيه أن يجنبه الله الفتن وان يكفيه شرها وسوءها كان قمنا أن يوقى منها وأن يستجاب دعاؤه إن شاء الله
وإن مما يلفت النظر أن كثيرا من الناس يصرف كثيرا من وقته في متابعة القنوات للاطلاع على كل جديد حول الأحداث حتى ربما اضاع وقته أو أهله أو صلاة الجماعة ، وربما أدى به كثرة المتابعة إلى استمراء النظر إلى النساء المتبرجات بزينتهن بدعوى متابعة الأخبار، وأخطر من ذلك الحرص على تلقي الأخبار والتحليلات السياسية من قنوات معروف عنها عداوتها للسنة وأهلها حريصة على إضعافهم وزرع الفتنة بينهم وإذا كنا قد نهينا عن النظر إلى النساء الأجنبيات فإننا قد نهينا نهيا آكدَ وأعظمَ عن الاستماع إلى أهل البدع والإصغاء إليهم فإن لهم شبها قد تورث الميل إليهم والإعجاب بهم.
أيها الإخوة في الله إن المحافظة على العبادة والاستكثار منها واجتناب ما حرم الله أمر عسير في زمن الفتن واضطراب الأمور لذا قال صلى الله عليه وسلم (عبادة في الهرج كهجرة إلي) قال النووي رحمه الله (الْمُرَاد بِالْهَرْجِ هُنَا الْفِتْنَة وَاخْتِلَاط أُمُور النَّاس . وَسَبَب كَثْرَة فَضْل الْعِبَادَة فِيهِ أَنَّ النَّاس يَغْفُلُونَ عَنْهَا ، وَيَشْتَغِلُونَ عَنْهَا ، وَلَا يَتَفَرَّغ لَهَا إِلَّا أَفْرَاد )
اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن اللهم إنا نعوذ بك من فتنة المحيا ومن فتنة الممات.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين اللهم أمنا في دورنا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا اللهم وفق إمامنا بتوفيقك وأيده بتأييدك واسبغ عليه ثياب الصحة والعافية واجعله للحق ناصرا وظهيرا اللهم وفق ولي عهده والنائب الثاني وهيئ لهم البطانة الصالحة الناصحة التي تبصرهم بالحق وتعينهم عليه يا رب العالمين.
اللهم أصلح أحوال المسلمين في مشارق الارض ومغاربها اللهم أطفئ الفتنة في مصر واحفظ أهلها من كل سوء واجمع كلمتهم على الحق والرشد يا ارحم الراحمين.
اللهم اغفر للمسملين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
أورد الشيخ علي بن يحيى الحدادي في هاتين الخطبتين البليغتين وصايا قيمة ونصيحة عامة عظيمة النفع لكل مسلم ومسلمة فجزاه الله خيرا
أما بعد:
الخطبة الأولى
فإن الله يبتلي عباده ويختبرهم _وهو أعلم بهم_ ليتبين بعد الابتلاء من يثبت على الصراط المستقيم ومن تزيغ به الأهواء في المرتع الوخيم، فمن ثبت على الكتاب والسنة ومنهاج السلف الصالح فذلك هو الناجي ، ومن سلك طريقا أخر مخالفا لهم فهو الهالك، إن الفتن أيها الإخوة خطافة تخطف كثيرا من الناس إما بسبب الجهل وقلة العلم والتباس الحق بالباطل وإما بسبب الهوى وضعف الصبر عن المغريات والشهوات الحسية أو المعنوية.
ولما كنا نعيش هذه الأيام فتنا عظيمة قد تهلكنا إن لم نعتصم منها بالله تعالى ونتمسك فيها بكتابه وسنة نبيه فإليكم جملة من الوصايا العاصمة من الفتن بإذن الله:
فأولها: ان يحرص المسلم على تجنب الفتن والخوض فيها وأن يستعيذ بالله منها قال البخاري في صحيحه باب الفرار من الفتن ثم أخرج حديث ابي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن )
وعقد بابا أخر فقال باب التعوذ من الفتن وأخرج فيه حديث أنس وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد المنبر وكلم الناس فلف كل رجل من أصحابه راسه في ثوبه يبكي ويقول أعوذ بالله من سوء الفتن.
واخرج الشيخان من حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ بالله في صلاته من فتنة المحيا والممات أي من الفتن التي تقع في الحياة ومن الفتن التي تكون بعد الموت كفتنة القبر.والمشاركة اليوم في الفتن سهلة الأسباب مفتحة الأبواب ولا سيما عن طريق اثارتها وتهييجها من خلال الكتابة والتعليق في وسائل الإعلام والاتصالات بمختلف انواعها.
وأخرج البخاري أيضا في صحيحه في باب الفتنة التي تموج كموج البحر عن سفيان ابن عيينة عن خلف بن حوشب قال كانوا أي السلف الصالح كانوا يستحبون أن يتمثلوا بهذه الأبيات عند الفتن قال امرؤ القيس الحرب أول ما تكون فتية * تسعى بزينتها لكل جهول حتى إذا اشتعلت وشب ضرامها * ولت عجوزا غير ذات حليل شمطاء يُنكر لونها وتغيرت * مكروهة للشم والتقبيل.
يعني أنهم كانوا يرددون هذه الأبيات التي تصور عواقب الفتن ومآلها القبيح حتى لا يغتروا بفتنهتا وزهرتها في أول أمرها فيكون استحضار سوء عواقبها سببا في البعد عن الخوض فيها
ثانيا:
لزوم منهج السلف الصالح والثبات عليه فإنه الحق وخلافه الباطل وإنه النجاه وخلافه الهلكة وإنه الرشد وخلافه الضلاله ومن سنتهم وعقيدتهم ومنهجهم لزوم جماعة المسلمين والسمع والطاعة لولي الأمر وإن جار وظلم وترك التهييج عليه ومغالبته. ففي صحيح مسلم باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن وفي كل حال وتحريم الخروج على الطاعة ومفارقة الجماعة ثم أخرج مسلم حديث حذيفة رضي الله عنه كان الناس يسالون رسول الله عن الخير وكنت أساله عن الشر مخافة أن يدركني فقلت يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير شر ؟ قال ( نعم ) فقلت هل بعد ذلك الشر من خير ؟ قال ( نعم وفيه دخن ) قلت وما دخنه ؟ قال ( قوم يستنون بغير سنتي ويهدون بغير هديي عرف منهم وتنكر ) فقلت هل بعد ذلك الخير من شر فقال صلى الله عليه وسلم (نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها ) فقلت يا رسول الله فقلت يا رسول الله صفهم لنا قال ( نعم قوم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ) قلت يا رسول الله فما ترى إن أدركني ذلك قال ( تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ) الحديث …
ومن منهج أهل السنة واصولهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الطريقة الشرعية التي لا تفضي إلى منكر أعظم منه فليس من الشرع استنكار مظلمة بطريق تؤدي إلى زيادة الظلم ولا من الشرع استنكار قتل نفس واحدة بطريقة تؤدي إلى قتل المئات والالوف وتعطيل المصالح وتكثير المفاسد..
فلا ينبغي للمسلم أن يغتر بالشعارات والدعايات التي تدعو إلى خلاف هذا المنهج الحق القائم على الكتاب والسنة بدعوى الجهاد أو الثورة أو تغيير المنكر أو أي شعار كان ما دامت حقيقته معارضة لسنة محمد صلى الله عليه وسلم.
ثالثاً: أدب الله المسلمين بأدب عظيم فقال تعالى ( وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) فأمر سبحانه عامة المسلمين برد الأمور الكبيرة المتعلقة بأمن الأمة وعزها واجتماعها وحقن دمائها ونحو ذلك إلى الرسول صلى الله عليه وسلم في حياته وإلى أولي الأمر فيهم وهم أهل العلم وأهل الحكم حتى يتخذوا فيها من القرارات ما تحصل به المصلحة العامة بخلاف ما إذا دخل فيها من ليس منهم فإن دخولهم يضر ولا ينفع لأنهم يدخلون فيما لا يعرفون حقيقته أو لا يعرفون حكمه أو لا يدركون عواقبه وإنما يتصرفون بحكم العاطفة وربما كان الذي يحرك عواطفهم ويهيجهم من يريد بهم الشر والهلاك من حيث لا يشعرون. فكثير ممن دخل في الفتنة التي قضت على عثمان رضي الله عنه ما كان يعلم أن المهيج المثير لها هو ابن سبا أحد اليهود الذين أظهروا الإسلام وأخذ يكيد له من الداخل حتى حقق كثيرا من أمانيه على ايدي الرعاع الهمج الجهلة.
فإذا كان ذلك قد وقع في العصر الأول فما الظن بالأمر في هذه العصور التي اشدت فيها العداوة للإسلام من أعدائه واشدت فيها العداوة للسنة من قبل بعض فرق الضلالة.
نسأل الله أن يحفظ بلاد المسلمين من الفتن والمحن والشقاق والاختلاف إنه جواد كريم أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
أما بعد:
فإن مما تحسن الوصية به في هذا المقام الوصية بالحفاظ على الطاعات والاستكثار من العبادات فإنها من أسباب السلامة من الفتن ففي كتاب الفتن من صحيح البخاري قال باب لا يأتي زمان إلا الذي بعده شر منه ثم أخرج حديث أم سلمة أنها قالت استيقظ رسول الله صلى الله عليه و سلم ليلة فزعا يقول ( سبحان الله ماذا أنزل الله من الخزائن وماذا أنزل من الفتن من يوقظ صواحب الحجرات – يريد أزواجه لكي يصلين – رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة )فأخبر عن نزول الفتن ثم حث أزواجه على قيام الليل فدل على أن قيام الليل من اسباب السلامة من الفتن لأن جوف الليل ولا سيما الثلث الأخير منه وقت مبارك يستجاب فيه الدعاء فإذا دعا العبد ربه فيه أن يجنبه الله الفتن وان يكفيه شرها وسوءها كان قمنا أن يوقى منها وأن يستجاب دعاؤه إن شاء الله
وإن مما يلفت النظر أن كثيرا من الناس يصرف كثيرا من وقته في متابعة القنوات للاطلاع على كل جديد حول الأحداث حتى ربما اضاع وقته أو أهله أو صلاة الجماعة ، وربما أدى به كثرة المتابعة إلى استمراء النظر إلى النساء المتبرجات بزينتهن بدعوى متابعة الأخبار، وأخطر من ذلك الحرص على تلقي الأخبار والتحليلات السياسية من قنوات معروف عنها عداوتها للسنة وأهلها حريصة على إضعافهم وزرع الفتنة بينهم وإذا كنا قد نهينا عن النظر إلى النساء الأجنبيات فإننا قد نهينا نهيا آكدَ وأعظمَ عن الاستماع إلى أهل البدع والإصغاء إليهم فإن لهم شبها قد تورث الميل إليهم والإعجاب بهم.
أيها الإخوة في الله إن المحافظة على العبادة والاستكثار منها واجتناب ما حرم الله أمر عسير في زمن الفتن واضطراب الأمور لذا قال صلى الله عليه وسلم (عبادة في الهرج كهجرة إلي) قال النووي رحمه الله (الْمُرَاد بِالْهَرْجِ هُنَا الْفِتْنَة وَاخْتِلَاط أُمُور النَّاس . وَسَبَب كَثْرَة فَضْل الْعِبَادَة فِيهِ أَنَّ النَّاس يَغْفُلُونَ عَنْهَا ، وَيَشْتَغِلُونَ عَنْهَا ، وَلَا يَتَفَرَّغ لَهَا إِلَّا أَفْرَاد )
اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن اللهم إنا نعوذ بك من فتنة المحيا ومن فتنة الممات.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين اللهم أمنا في دورنا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا اللهم وفق إمامنا بتوفيقك وأيده بتأييدك واسبغ عليه ثياب الصحة والعافية واجعله للحق ناصرا وظهيرا اللهم وفق ولي عهده والنائب الثاني وهيئ لهم البطانة الصالحة الناصحة التي تبصرهم بالحق وتعينهم عليه يا رب العالمين.
اللهم أصلح أحوال المسلمين في مشارق الارض ومغاربها اللهم أطفئ الفتنة في مصر واحفظ أهلها من كل سوء واجمع كلمتهم على الحق والرشد يا ارحم الراحمين.
اللهم اغفر للمسملين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
منقول للفائدة من موقع الشيخ