بسم الله الرحمن الرحيم
الأعمال القلبية؛ أكثر أهل العلم على أن الإنسان يؤاخذ عليها ولو لم يتكلم!
الشيخ: عبد الكريم بن عبد الله الخضير
طالب: فضيلة الشيخ -أحسن الله إليك- العمل القلبي الذي لا يظهر هو معفو عنه، هكذا فهم البعض حديث: ((إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها، ما لم تعمل أو تتكلم)) فهل البغض فضيلة الشيخ الذي لا تظهر دلالته هل هو من هذا الباب أم لا؟البغض والحقد والغل والحسد وغيرها من الأعمال القلبية، أكثر أهل العلم على أن الإنسان يؤاخذ عليها ولو لم يتكلم؛ لأنها صميم عمل القلب، وإن قال بعضهم: إن الحسد لا أثر له، ولا يؤاخذ عليه، ومثله البغض، يقول: هذا لا يؤاخذ عليه ما لم يتكلم أو يعمل، وهذا مال إليه ابن الجوزي، وقرره في صيد الخاطر، لكن الذي يظهر هو قول جمهور أهل العلم؛ لأن هذه الأعمال هي أعمال القلب، وأعمال القلوب لا شك أنها..، الإخلاص عمل القلب، الإخلاص عمل قلب؛ لماذا يرتب عليه الثواب العظيم وهو عمل قلبي؟ فأعمال القلوب المتمحضة بالقلوب كالإخلاص والرياء مثلاً والحسد والحقد والغل كلها من أعمال القلوب المتمحضة.
المقدم: لكن الحسد لو ما ظهر له أثر؟
لو ما ظهر له أثر يأكل الحسنات؛ لأنه اعتراض على قدر الله، لو نظرت إليه من حيث المعنى هو اعتراض على قدر الله -سبحانه وتعالى-، كيف فضل هذا الشخص عليه؟!
المقدم: وهكذا سائر الأعمال؟
وهكذا سائر الأعمال الخاصة بالقلوب.
المقدم: ولو لم تظهر لها آثار...؟
إن ظهرت لها آثار فآثارها زيادة في عقابها.
المصدر: شرح: التجريد الصريح – كتاب الإيمان (6)