إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

خطبة جمعة للشيخ خالد بن عبد الرحمن المصري حفظه الله 16ربيع الثاني 1433هـ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [خطبة جمعة] خطبة جمعة للشيخ خالد بن عبد الرحمن المصري حفظه الله 16ربيع الثاني 1433هـ

    هذه خطبة جمعة للشيخ خالد بن عبد الرحمن المصري حفظه الله بتاريخ16ربيع الثاني1433هـ

    للتحميل اضغط هنا

    تفريغ الخطبة

    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله
    يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ.(آل عمران/102)يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَ نِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا(النساء/1).يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًيُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا71(الأحزاب).أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النّار
    يروي الإمام الطبراني في المعجم الكبير وغيره وصححه الألباني-رحمه الله-أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:{
    إذا رأيت الناس اكتنزوا الذهب والفضة،فاكنز هؤلاء الكلمات؛اللهم أني اسألك الثبات في الأمر،والعزيمة على الرشد،واسألك موجبات رحمتك،وعزائم مغفرتك،واسألك شكر رحمتك،وحسن عبادتك،واسألك قلباً سليماً ولساناً صادق،واسألك من خير ما تعلم،وأعوذ بك من شر ما تعلم،واستغفرك لما تعلم إنك أنت علام غيوب}أخرجه الطبراني في الكبير وغيره من كتبه وغيره من الأئمة وله طرق بعضها ضعيف وبعضها حسن وبعضها يصح والحديث صحيح كما قال الإمام الألباني-رحمه الله-في سلسلته المباركة سلسلة الأحاديث الصحيحة

    عباد الله خلق الله عز وجل الإنسان من ضعف فقال الله جل شأنه ((
    وخلق الإنسان ضعيفا))28 (النساء) فالإنسان ضعيف قوي بربه،عاجز بنفسه،غني بالله رب العالمين؛فأقوى الناس وأجلد الناس في الحق،أقربهم إلى الله؛ولقد عتب نبي -صلى الله عليه وآله وسلم -على العبد الصالح والنبي الصالح،لوط حين جاءه ملائكة الرحمن على خلق حسن،وأراد قومه بهم السوء،ولم يجد قدرة على ردع هؤلاء،الذين أرادوا ملائكة الرحمن وهم لا يعرفونهم؛فقال عليه الصلاة والسلام ((لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد))80(هود) فعتب عليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال {رحمة الله على أخي لوط-أو يرحم الله أخي لوط-لقد كان يأوي إلى ركن شديد} فصاحب الحق عليه أن يكون قوي بالله،واثقا بالله لا يزلل ولا يهان،ولايستدل ضعفا وخوارا،يكون قويا لا بنفسه قوي بالله مستعين بالله عز وجل،يعلم أنه إن كان تقياً فإنه يأوي إلى ركن شديد هذا الركن الشديد هو رب العالمين فقال نبي الله لوط ((لو أن لي بكم قوة)) أي ليدفعهم عن ضيوفه الكرام ((أو آوي إلى ركن شديد)) فعتب النبي -صلى الله عليه وسلم-حيث أنه قال: {لو أن له} اواء إلى ركن شديد. قال: {لقد كان يأوي إلى ركن شديد} وأحوج ما يكون العبد إلى أن يتقوى بربه في زمن البلاء والفتن،وهذا شئ يجعله الله في قلوب عباده الصالحين،تجده يقف أمام الدنيا ولا يبالي لأنه يأوي إلى ركن شديد إلى رب العالمين، وإن هذه الصفات يجعلها الله في قلب التقي فيجعل الله لك من القوى بقدر قيامك بالسنة فكلما ازددت تمسكا بالسنة كلما غرس الله في قلبك قوةً وثباتاً ورسوخاً وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء
    وفي هذا الحديث الصحيح علّم النبي – صلى الله عليه وسلم- بعض أصحابه {
    إذا رأيت الناس يكتنزون الذهب والفضة} إذا غلبت الغفلة على الناس،ومال الناس إلى الدنيا، وإلى نعيمها وإذا جاء البلاء،وجاءت الفتن وجاءت المحن،قال: {إذا رأيت الناس يكتنزون الذهب والفضة فاكنز هؤلاء الكلمات: اللهم أني اسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد} صفتان متلازمتان عزيمة صادقة تدفعم للعمل الصالح، فينتج عنها ثبات على أمر الله. فالثبات هو الغاية والعزيمة هي الوسيلة،والعزيمة همّةٌ يجعل الله في قلب العبد تدفعه إلى العمل الصالح،وإذا منع العبد تلك العزيمة خارت قواه ووهن حاله وضعف أمره؛لأن هذا هو الأصل في الإنسان ((وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا))72(الأحزاب) لاسيما حين يختلف الناس،ويضطرب عليهم أمر دينهم،ويكثر فيهم الجهل فأنت أحوج ما يكون إلى أن يثبتك الله على الحق.وقد روى الإمام مسلم في صحيح من حديث أبي سلمة ابن عبد الرحمن بن عوف قال: سألت عائشة قلت: بأي شئ كان يفتتح رسول الله -صلى الله عليه وسلم -صلاته من الليل؟ فقالت: كان يفتتح صلاته يدعو {اللهم رب جبرائيل ومكائيل وإسرافيل,فاطر السموت والأرض,عالم الغيب والشهادة,أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون,اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك,إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم} قال: ابن تيمية-رحمه الله- (وهذا الدعاء من أنفع ما يكون للعبد إذا ألتبست عليه الأمور) قال:(وكثيرا ماكانت تلبتس علي بعض الأمور مما كان يقع فيه الخلاف فادعوا الله بهذا الدعاء فأوفق للخير في ذلك) فأهل السنة هم جبال راسيات،أعني علماءهم إذا جاءت الريح أزالت مما على الجبل مما علق فيه، فيزداد الجبل نظافةً ويزداد الجبل على ما فيه من الخير،ويذهب ما علق عليه من الشرور،هكذا علماء السنة لايتلوون ولا تتغير أقوالهم،في أصول دينهم لأن أصول الدين، ولأن قواعد الإسلام ثابت راسخة لاتبدل ولاتغير، ((اليوم أكلمت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا))3(المائدة) لذلك فالعبد محوج إلى عزيمة في الرشد،ولذلك قال: {الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد} قد يؤتى العبد عزيمة- نعود بالله من الخذلان-في المعصية وفي الشهوات، ويقوى قلبه على اقتحام على ماحرم الله،فيكون قوي في الباطل،وعلى قدر ما قوي في الباطل،يغرس في الحق حتى يضعف إيمانه ولايبقى في إيمانه عند بعض الناس إلا ذرة من إيمان تنفعه عند الله. لذلك علينا أن نعلم الحق،فإذا علمت الحق فاثبت عليه واستعن بالله ولا تعجز، وسل الله العزيمة بأن يجعل الله في قلبك قوة تدفعك إلى العمل الصالح. قال: {إذا رأيت الناس اكتنزوا الذهب والفضة،فاكنز هؤلاء الكلمات أني اسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد، واسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك} موجبات الرحمة الأسباب التي توجب لك بفضل الله أن يرحمك الله،وأن ينزل الله عليك رحمته، وهذا لايكون إلا بالعمل الصالح،وعزائم مفغرتك الأسباب التي فيها العزيمة في العمل الصالح التي تؤديك إلى مغفرة الله عز وجل. {واسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك} قال: {يا معاذ والله إني لأحبك لا تتدعن دبر كل صلاة أن تقول اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك} {شكر نعمتك} بعد ترزق العزيمة وبعد أن ترزق الثبات وبعد أن يهيئ لك أسباب المغفر والرحمة،حينئذ يستحق ذلك ويتطلب ذلك منك شكر الله. والله مستحق للشكر من قبل ومن بعد، إلا أن نعم الله إذا زادت على العبد استلزم شكرا زائدا ((ولئن شكرتم لأزيدنكم))7(إبراهيم) أن يعينك الله على شكر نعمته،وحسن عبادته. شكر النعم {أن الله لايرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليه ويشرب الشربة فيحمده عليها} الله يرضى عن العبد إذا اثنى على الله،وإذا شكر الله. ولذلك انظر إلى العبد الصالح كما في صحيح البخاري وبوب عليه البخاري أبوابا منها اغتسل الرجل عريانا {بينما أيوب عليه الصلاة والسلام يغتسل عريانا،إذا خر عليه جارد من ذهب،فترك الغسل واخذ يحثي في ثوبه،فأوحى الله إليه يا أيوب ألم أكن اغنيتك عما ترى قال: بلى يا رب ولكن لا غنى لي عن بركتك} هذا شكر النعم والإفتقار إلى الله. وحين جاء العبد الصالح كليم الله موسى فأوى إلى الظل ((قال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير))24(القصص) فالله يحب أن يسأل والله يحب أن يشكر،ومن شكر الله أن تشكر من أحسن إليك من الخلق؛ ولذلك قال: صلى الله عليه وسلم {لا يشكر الله من لايشكر الناس} فإذا كان شكر الناس فرض لازم لا يتحقق شكر الله حتى تشكر نعمة من أنعم عليك من الناس ((وإذ تقول للذي أنعم الله عليك وأنعمت عليه)) (الأحزاب) فإذا أنعم عليك عبد فإنه من الواجب أن تشكره فما بالك بشكر الله،إذا كان هذا منزلة شكر العبد إذا أحسن إليك أنه لا يتحقق واجب شكرك لله حتى تشكره،فما بالك بشكر رب العالمين فشأن الله ونعمة الله وفضل الله واعظم واجل وأولى ان تشكر والله اجل واعلم
    الخطبة الثانية
    عباد الله أن النبي_صلى الله عليه وسلم_ يقول فيما يرويه ابن ماجه وصححه الالباني-رحمه الله-{
    لايزال الله يغرس في هذا الدين غرسا يستعملهم في طاعته} فانظر ياعبد الله أن يجعلك الله من هذا الغرس،{لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرسا يستعملهم في طاعته} والعبد إلا لم يكن له من الله عون فلن يجد عونا، وان لم يقويه الله في أمر الله فلن يجد قوه،وافقر العباد إلى الله اعزهم واغناهم،وكلما ازداد افتقارك إلى الله إزداد غناك عنده؛ ثم قال: {واسألك لساناً صادقاً وقلباً سليماً} لسان صادق كما جاء في الحديث {أهل الجنة كل صدوق اللسان مخموم القلب} قالوا: يارسول الله قد علمنا صدوق اللسان، فما مخموم القلب؟ قال: {لا غلا ولا حسد فيه} فتأمل كيف يقرن النبي-صلى الله عليه وسلم-في هذين الحديثين بين اللسان الصادق وبين القلب السليم،إن لسان الصدق ألا تقول إلا الحق،ومن أعظم الصدق أن تنطق بما أمرك الله عز وجل به من الحق والدين القويم،وأن ترفع رأسك بالدعوة إلى الذي جاء عن الله وعن رسوله،وأن تعلي راية السنة وأن تجعل البدعة تحت قدميك {كل أمر من أمر الجاهلية تحت قدمي هاتين وأول ربا أضعه ربا عمي العباس} فكل باطل فهو تحت القدمي، أن تنطق بالحق ولو على نفسك،ولو على أبويك وأن يكون قلبك سليم أن تكون مخموم القلب لاغل ولاحقد ولاحسد،يطهر الله قلبك بالعمل الصالح فلايزال العبد يطهر قلبه بالسنة والحق،حتى ينور قلبه كما في صحيح مسلم{تعرض الفتن على القلوب عوداً عوداً كأعواد الحصير،فأيما قلب أنكرها نكث في قلبه نكثة بيضاء، وأيما قلب أشربها نكث في قلبه نكثة سوداء،حتى تصيؤ القلوب على قلبين، على أبيض كالصفا لاتضروه فتنة مادامت السموت والأرض} نكث قلبك الفتنة كلما جاءت ضلالة وبدعة وانحراف،قمت أسدا في ردها قاصدا بذلك وجه وقاصدا بذلك راية الإسلام،لاترد غضبا لنفسك والتزم في ردك ما كان عليه أهل العلم لاتنتصر لنفسك ولو بلفظ تدخله في ردك على أهل البدع، كن رجل جلدا قويا راسخا في السنة، وان ضربت بالنعال فاصبر واحتسب ولاتنتقم لنفسك ما استطعت إلى ذلك سبيلا، القلب السليم الذي يعظم أمر الله تقول عائشة {ما انتقم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قط إلا أن تنتهك حرمات الله} لذلك قلبك لا يكون سليما، حتى تدعى أن تنتقم لنفسك، فيما ليس لك فيه حق. نعم؛ ويجوز لك أن تنتقم لنفسك فيما هو من حقك إلا أن الكمال وجمالك وزادت رفعتك أن لا تنتقم لنفسك،فلا يكن كلامك ولا قلبك تابعا للهوى، ((يادواد إنا جعلنك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولاتتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله))(ص) ((يوم لا ينفع مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم))(الشعراء) تبغض من تبغض لأجل السنة،إذا انحرف عن السنة ووقع في البدعة،وتحب من تحب لأجل الدين والسنة،ولقيامه بأمر الله فاجعل قلبك على ميزان الشرع،ماأمرك الشرع بحبه احببته لله ومن أمرك الشرع ببغضه أبغضته لله،وهذا من استكمال الإيمان[/color] لا يستكمل العبد الإيمان حتى يحقق شعبه قال:{من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان} قال: {واسألك من الخير ما تعلم وأعوذ بك من الشر ماتعلم،واستغفرك لما تعلم أنك أنت علام الغيوب} {واسألك من الخير ما تعلم} لا تعلم في كثير من أمورك أين يكون الخير والخير في اتباع السنة،{واسألك من خير ما تعلم واعوذ بك من شر ماتعلم،واستغفرك لما تعلم} ختم الدعاء بالاستغفار؛ إذ أن العبد لا ينفك عن ضعف وقصور وعن معصية، قلة أو كثرة وقد النبي-صلى الله عليه وسلم يتمثل {أن تغفر اللهم تغفر جنى وأي عبد لك لا ألمى}ا ما من عبد إلا ويلم بالذم،سواء كان صغيرا أو كبيراً،فذلك ينبغي لمن عرف ربه أن يكثر من الاستغفار،وان يلتزم به ما استطاع فإن الذنوب إذا اجتمعنا على العبد يهلكناه ما لم بجد من الله مغفرة وعفوا. ولذلك كان شيخ الاسلام ابن تيمية يقول:(رب أنا العبد المذنب وقف ببابك فلا تردني) ويذكر هذا ابن القيم عن شيخه ويذكر ما هو أشد من ذلك مما يستغرب أن يخرج من شيخ الإسلام ابن تيمية في احتقار لنفسه هذا المبلغ. وهذا فضل الله أن يجعلك الله في نفسك حقيرا وفي أعين الناس جليلا كما تقول عائشة في صحيح البخاري ومسلم في حادث الإفك {ولشأني في نفسي كان أحقر من أن ينزل في الله قران يتلى} فهكذا قال:{واستغفرك لما تعلم أنك أنت علام الغيوب} وختم الدعاء بصفة جلال وكمال لله، وان الله عز وجل محيط علماً بخلقه وان الخلق لا يحيطون به علما،فسبحان الله الذي احاط علمه كل ذرة في ذرات الكون، ماتسقط من ورقة ولا يخرج جنين من بطن أمه ولا تتحرك حبة رمل إلا بعلم الله عز وجل ((قل لو كان البحر مدادا)) لو تحولت بحور الدنيا إلى مدادا وحبر ((قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفذ البحر قبل أن تنفذ كلمات ربي ولوجئنا بمثله مدادا))109(الكهف) ((ولو أنما في الأرض من شجرة من أقلام))27(لقمن) لو تحولت اشجار الدنيا إلى اقلام،وتحول بحارها إلى حبر ومداد ما بلغت كلمات الله، ولا نفدت كلمات الله، أي: أن علم الله لا يستطيع أحد أن يحيط به علما؛ فيا عباد الله اتقوا الله واقبلوا على دينكم تعلما وتنسكا وعبادة؛ فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- بشر كما في صحيح مسلم {العبادة في الهرج كهجرة إليّ} وإياكم أن تخالطوا أهل الفتن، لا بالقول ولابالعمل وامسكوا ما جاء من الحق،واعرضوا عن الجاهلين، ولاتجالسوا أهل البدع ولا تخاصموهم؛ إلا تكون راسخا في العلم، فقد تتلقف شبهة فتضيع عليك دينك، أقول هذا واستغفر الله لي ولكم



    فرغها
    أبو إسحاق أنس بن محمد بن عامر
    يوم الجمعة بعد صلاة العصر 16-ربيع الثاني-1433هـ
    مصر- قليوب المحطة

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو الحسين عبد الحميد الصفراوي; الساعة 10-Mar-2012, 01:31 AM.
يعمل...
X