نيل الأوطار في آداب الحوار
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فهذا جزء من بحثي "حسن المحاضرة في آداب البحث والمناظرة" أسأل الله أن ينفع به.
أبو أسامة سمير الجزائري
متى تكون المناظرة ناجحة ؟
لكي تكون المناظرة ناجحة وهادفة، ويخرج الطرفان منها بفائدة ونتيجة مثمرة يحسن بهما اتباع آداب المناظرة التي ينبغي مراعاتها وهي:
1-أن يكون المناظِر في طلب الحق كمنشد ضالة، يكون شاكراً متى وجدها، ولا يفرق بين أن يظهر على يديه أو على يد غيره، فيرى رفيقه معيناً لا خصيماً ، ويشكره إذا عرَّفه الخطأ وأظهر له الحق. فإذا ظهر الحق على لسان خصمه يفرح به ويشكره، لا أن يٌخجله ويسوِّد وجهه.
2- أن لا يمنع الطرف الآخر من الإنتقال من دليل إلى دليل، ومن سؤال إلى سؤال، بل يمكّنه من إيراد ما يحضره مما يحتاج إليه في المناظرة. فلا يجوز أن يقول له (لقد تركت كلامك الأول، وهذا ما لا أحتاجه..) وغيرها من كلام المعاندين.
3- القصد من المناظرة هو الوصول إلى الحق وليس إبراز علمه وغزارة معلوماته وصحة رأيه، فهذا مراء منهي عنه.
4- أن يرجو التأثير على الآخر، فإذا علم عدم قبوله للحق، وأنه لا يرجع عن رأيه وإن تبين له خطأه، فمناظرته غير جائزة لبعدها عن الهدف، وما يترتب عليها من نتائج سلبية.
5- أن يناظر في قضية مهمة أو مسألة عملية، ويبتعد عن المسائل النادرة.
6- أن يتخير الألفاظ الجيدة، ويتجنب العبارات الركيكة والعامية، ويتفادى التمتمة والغلط في الألفاظ والأسلوب.
7- أن يكون متمكناً من إيراد الأمثال والشواهد و النصوص الدينية والعلمية ذات العلاقة بموضوع المناظرة.
8- أن يتجنب عبارات الشتم واللعن، والسخرية والإستهزاء والتهكم، ونحو ذلك ما يثير عواطف الحقد والشحناء، فإن هذا يفسد الغرض من المجادلة التي يجب أن تكون بالتي هي أحسن.
9- ألا يرفع صوته فوق المألوف، فإن هذا لا يكسبه إلاّ ضعفاً، ولا يكون إلا دليلاً على الشعور بالمغلوبية، بل يجب عليه أن يلقي الكلام قوي الأداء، لا يشعر بالتردد والإرتباك والضعف والإنهيار، وإن أدّاه بصوت منخفض هادئ، فإن تأثير هذا الأسلوب أعظم بكثير من تأثير أسلوب الصياح والصراخ.
10- أن يتواضع في خطاب خصمه، ويتجنب عبارات الكبرياء والتعاظم والكلمات النابية القبيحة.
11- أن يصغي جيداً لخصمه، ولا يبدأ بالكلام إلاّ بعد أن ينتهي من بيان مقصوده، فإن الإستباق إلى الكلام سؤالاً وجواباً قبل أن يتم خصمه كلامه يربك على الطرفين سير المحادثة، ويعقَّد البحث من جهة ويثير غضب الخصم من جهة أخرى. وأن لا يستغرق في الكلام بحيث لا يعطي فرصة إلاّ قليلة لخصمه في الكلام.
12- أن يتجنب -حد الإمكان - مجادلة طالب الرياء والسمعة والذي يؤثر الغلبة والعناد ويبحث عن القوة والعظمة، فإن هذا يعديه بمرضه فينساق معه حتى يكون شبيهاً به في هذا المرض. ومن جانب آخر، لا يستطيع أن يصل إلى نتيجة مع أمثال هؤلاء الناس.
13- أن يكون مطلعاً على أفكار وآراء خصمه من كتبه ومصادره لا من كتبه ومصادره هو. فمن يدخل في مجادلة مع الآخرين يجب أن يكون مطلعاً على كتبهم وأفكارهم بشكل يجعله قادراً على النقد والمحاججة، ومشخصاً نقاط الضعف فيها.
14- أن يكون مطلعاً على العقائد والأحكام والتشريعات والنصوص التي اعتمدها، كي لا يقع في سوء الفهم ومنزلق الشبهة. وأن يكون هاضماً للفكرة التي يريد طرحها ومحيطاً بها تماماً ومقتنعاً بها، كي يتمكن من إقناع خصمه.
15- أن يختار الكلام المناسب للزمان والمكان، فإن لهما تأثيراً كبيراً في النفوس. ومن هنا قيل في المثل المشهور: لكل مقام مقال.
16- أن يخاطب خصمه بكلام مفهوم مراعياً مقدار فهمه، ومستواه ، بأسلوب سلس ومنطق سديد.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فهذا جزء من بحثي "حسن المحاضرة في آداب البحث والمناظرة" أسأل الله أن ينفع به.
أبو أسامة سمير الجزائري
متى تكون المناظرة ناجحة ؟
لكي تكون المناظرة ناجحة وهادفة، ويخرج الطرفان منها بفائدة ونتيجة مثمرة يحسن بهما اتباع آداب المناظرة التي ينبغي مراعاتها وهي:
1-أن يكون المناظِر في طلب الحق كمنشد ضالة، يكون شاكراً متى وجدها، ولا يفرق بين أن يظهر على يديه أو على يد غيره، فيرى رفيقه معيناً لا خصيماً ، ويشكره إذا عرَّفه الخطأ وأظهر له الحق. فإذا ظهر الحق على لسان خصمه يفرح به ويشكره، لا أن يٌخجله ويسوِّد وجهه.
2- أن لا يمنع الطرف الآخر من الإنتقال من دليل إلى دليل، ومن سؤال إلى سؤال، بل يمكّنه من إيراد ما يحضره مما يحتاج إليه في المناظرة. فلا يجوز أن يقول له (لقد تركت كلامك الأول، وهذا ما لا أحتاجه..) وغيرها من كلام المعاندين.
3- القصد من المناظرة هو الوصول إلى الحق وليس إبراز علمه وغزارة معلوماته وصحة رأيه، فهذا مراء منهي عنه.
4- أن يرجو التأثير على الآخر، فإذا علم عدم قبوله للحق، وأنه لا يرجع عن رأيه وإن تبين له خطأه، فمناظرته غير جائزة لبعدها عن الهدف، وما يترتب عليها من نتائج سلبية.
5- أن يناظر في قضية مهمة أو مسألة عملية، ويبتعد عن المسائل النادرة.
6- أن يتخير الألفاظ الجيدة، ويتجنب العبارات الركيكة والعامية، ويتفادى التمتمة والغلط في الألفاظ والأسلوب.
7- أن يكون متمكناً من إيراد الأمثال والشواهد و النصوص الدينية والعلمية ذات العلاقة بموضوع المناظرة.
8- أن يتجنب عبارات الشتم واللعن، والسخرية والإستهزاء والتهكم، ونحو ذلك ما يثير عواطف الحقد والشحناء، فإن هذا يفسد الغرض من المجادلة التي يجب أن تكون بالتي هي أحسن.
9- ألا يرفع صوته فوق المألوف، فإن هذا لا يكسبه إلاّ ضعفاً، ولا يكون إلا دليلاً على الشعور بالمغلوبية، بل يجب عليه أن يلقي الكلام قوي الأداء، لا يشعر بالتردد والإرتباك والضعف والإنهيار، وإن أدّاه بصوت منخفض هادئ، فإن تأثير هذا الأسلوب أعظم بكثير من تأثير أسلوب الصياح والصراخ.
10- أن يتواضع في خطاب خصمه، ويتجنب عبارات الكبرياء والتعاظم والكلمات النابية القبيحة.
11- أن يصغي جيداً لخصمه، ولا يبدأ بالكلام إلاّ بعد أن ينتهي من بيان مقصوده، فإن الإستباق إلى الكلام سؤالاً وجواباً قبل أن يتم خصمه كلامه يربك على الطرفين سير المحادثة، ويعقَّد البحث من جهة ويثير غضب الخصم من جهة أخرى. وأن لا يستغرق في الكلام بحيث لا يعطي فرصة إلاّ قليلة لخصمه في الكلام.
12- أن يتجنب -حد الإمكان - مجادلة طالب الرياء والسمعة والذي يؤثر الغلبة والعناد ويبحث عن القوة والعظمة، فإن هذا يعديه بمرضه فينساق معه حتى يكون شبيهاً به في هذا المرض. ومن جانب آخر، لا يستطيع أن يصل إلى نتيجة مع أمثال هؤلاء الناس.
13- أن يكون مطلعاً على أفكار وآراء خصمه من كتبه ومصادره لا من كتبه ومصادره هو. فمن يدخل في مجادلة مع الآخرين يجب أن يكون مطلعاً على كتبهم وأفكارهم بشكل يجعله قادراً على النقد والمحاججة، ومشخصاً نقاط الضعف فيها.
14- أن يكون مطلعاً على العقائد والأحكام والتشريعات والنصوص التي اعتمدها، كي لا يقع في سوء الفهم ومنزلق الشبهة. وأن يكون هاضماً للفكرة التي يريد طرحها ومحيطاً بها تماماً ومقتنعاً بها، كي يتمكن من إقناع خصمه.
15- أن يختار الكلام المناسب للزمان والمكان، فإن لهما تأثيراً كبيراً في النفوس. ومن هنا قيل في المثل المشهور: لكل مقام مقال.
16- أن يخاطب خصمه بكلام مفهوم مراعياً مقدار فهمه، ومستواه ، بأسلوب سلس ومنطق سديد.
الموضوع الأصلي: نيل الأوطار في آداب الحوار