خطبة جمعة بعنوان
غنائِـمُ الشِتاء
لفضيلة الشيخ
عبد السلام بن برجس آل عبد الكريم- رحمه الله-
غنائم الشتاء.wma
بسم الله الرحمن الرحيم
لفضيلة الشيخ
عبد السلام بن برجس آل عبد الكريم- رحمه الله-
غنائم الشتاء.wma
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أنه لا آله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله و أصحابه وسلم تسليماً كثيرا إلى يوم الدين.. أما بعد عباد الله
لقد دخل فصل الشتاء ...لقد دخل فصل الشتاء
الذي تقر فيه العيون بمشاهدة الأرض بعد أن أحياها الله بالماء فاهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج ... والذي تتطلع الأفئدة إليه لتتخلص من حرارة الصيف وشدة لهيب شمسه .
إن هذا الفصل يا عباد الله فصل مبارك يستقبله المسلم بحفاوة وتكريم , وذلك لما أودع الله جل وعلا فيه من تيسير القيام ببعض العبادات التي تشق في غيره, ومن مضاعفة أجور بعض العبادات التي يشق القيام بها فيه.
أخرج الأمام أحمد وغيره من حديث أبي سعيد الخدري – - أن النبي (صلى الله عليه وسلم ) قال:
" الشتاء ربيع المؤمن " وأخرجه البيهقي وغيره بلفظ " الشتاء ربيع المؤمن طال ليله فقامه وقصر نهاره فصامه " حسنه الهيثمي وغيره . وإنما كان الشتاء ربيع المؤمن لأنه يرتع فيه في ميادين الطاعات , ويسرح في أنواع من العبادات , وينزه قلبه في رياض الأعمال الميسرة فيه , فالمسلم يستطيع أن يصوم نهار الشتاء دون مشقة ولا كلفة من جوع وعطش ونحو ذلك لأن نهاره قصير بارد, وإذا قال أبو هريرة –رضي الله عنه - لأصحابه " ألا أدلكم على الغنيمة الباردة قالوا : بلى , قال: الصيام في الشتاء ". وقد روي مرفوعاً ولا يثبت . ومعنى كونه غنيمة باردة أنها غنيمة حصلت من غير قتال ومن غير مشقة وعناء , وكذلك يقدر المسلم في الشتاء على قيام ليله مع أخذ نفسه حقاً كاملاً من النوم بخلاف ليل الصيف فإنه لقصره وشدة حره يغلبك النوم فيه ويشق قيامه فيحتاج القيام فيه إلى مجاهدة كبيرة , جاء عن ابن مسعود –رضي الله عنه - أنه كان إذا دخل الشتاء قال :" جاءكم الشتاء فصل بركة ليله طويل يقام ونهاره قصير يصام " , فيقول الحسن البصري رحمه الله : " نعم زمان المؤمن الشتاء ليله طويل يقومه ونهاره قصير يصومه" , وجاء عن عبيد ابن عمير -رحمه الله تعالى- أنه كان إذا دخل الشتاء قال :" يا أهل القرآن قد طال ليلكم للقراءة فأقرؤوا وقصر نهاركم للصيام فصوموا ".
لقد دخل فصل الشتاء ...لقد دخل فصل الشتاء
الذي تقر فيه العيون بمشاهدة الأرض بعد أن أحياها الله بالماء فاهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج ... والذي تتطلع الأفئدة إليه لتتخلص من حرارة الصيف وشدة لهيب شمسه .
إن هذا الفصل يا عباد الله فصل مبارك يستقبله المسلم بحفاوة وتكريم , وذلك لما أودع الله جل وعلا فيه من تيسير القيام ببعض العبادات التي تشق في غيره, ومن مضاعفة أجور بعض العبادات التي يشق القيام بها فيه.
أخرج الأمام أحمد وغيره من حديث أبي سعيد الخدري – - أن النبي (صلى الله عليه وسلم ) قال:
" الشتاء ربيع المؤمن " وأخرجه البيهقي وغيره بلفظ " الشتاء ربيع المؤمن طال ليله فقامه وقصر نهاره فصامه " حسنه الهيثمي وغيره . وإنما كان الشتاء ربيع المؤمن لأنه يرتع فيه في ميادين الطاعات , ويسرح في أنواع من العبادات , وينزه قلبه في رياض الأعمال الميسرة فيه , فالمسلم يستطيع أن يصوم نهار الشتاء دون مشقة ولا كلفة من جوع وعطش ونحو ذلك لأن نهاره قصير بارد, وإذا قال أبو هريرة –رضي الله عنه - لأصحابه " ألا أدلكم على الغنيمة الباردة قالوا : بلى , قال: الصيام في الشتاء ". وقد روي مرفوعاً ولا يثبت . ومعنى كونه غنيمة باردة أنها غنيمة حصلت من غير قتال ومن غير مشقة وعناء , وكذلك يقدر المسلم في الشتاء على قيام ليله مع أخذ نفسه حقاً كاملاً من النوم بخلاف ليل الصيف فإنه لقصره وشدة حره يغلبك النوم فيه ويشق قيامه فيحتاج القيام فيه إلى مجاهدة كبيرة , جاء عن ابن مسعود –رضي الله عنه - أنه كان إذا دخل الشتاء قال :" جاءكم الشتاء فصل بركة ليله طويل يقام ونهاره قصير يصام " , فيقول الحسن البصري رحمه الله : " نعم زمان المؤمن الشتاء ليله طويل يقومه ونهاره قصير يصومه" , وجاء عن عبيد ابن عمير -رحمه الله تعالى- أنه كان إذا دخل الشتاء قال :" يا أهل القرآن قد طال ليلكم للقراءة فأقرؤوا وقصر نهاركم للصيام فصوموا ".
فحري بالمسلم إذا بغى أن ينتهز هذه الفرصة المباركة وأن يجعل من ساعات ليل الشتاء , ساعة يخلو فيها بربه- جل وعلا- عل عثرة تقال أ ذنباً يغفر أو كرباً يفرج أو درجة ترفع , فإن قيام الليل يزيد المؤمن إيماناً إلى إيمانه , ويجعل المسلم معظماً لحصول الثواب المخفي في قول الله عز وجل : {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون } .
عباد الله !! لقد شرع لنا أن نستدفع هذا البرد بما يدفعه من اللباس ونحوه, وقد أمتن الله جل وعلا على عباده بما خلق لهم من أصواف بهيمة الأنعام وأشعارها ما يستدفئون به قال الله جل وعلا: { والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون } وقال:{ ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا ومتاعا إلى حين }.
فعلى المسلم أن يستدفع هذا الحر والبرد ,فأن الحر والبرد شدتهما من أعداء بني آدم , وعلى المؤمن أن يتذكر بشدة البرد جهنم فيستعيذ منها لأن ما تجدون من البرد هو من جهنم , كما قال النبي (صلى الله عليه وسلم ):" أن لجهنم نفسين , نفس في الشتاء ونفس في الصيف , فأشد ما تجدون من البرد فمن زمهريرها وأشد ما تجدون من الحر من سمومها " .
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم , أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب استغفره وأتوب إليه أنه هو الغفور الرحيم .
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا أله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه وأشهد أن نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين ...
أما بعد: عباد الله روى ابن المبارك عن سليم بن عامر الخبائري –رحمه الله- أنه قال:"كان عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – إذا حضر الشتاء تعاهده وكتب لهم الوصية (أن الشتاء قد حضر وهو عدو لكم فتأهبوا له أهبته من الصوف والخفاف والجوارب واتخذوا الصوف شعارا ودثارا فإن البرد عدو سريع دخوله بعيد خروجه.
فعلى المسلم أن يأخذ بوصية الفاروق –رضي الله تعالى عنه- وأن يخاف من البرد وأن يستعد له استعداد كاملاً لا سيما في أول وقته فأنه أضر ما يكون على المسلم كمثل هذه الأوقات . واعلموا عباد الله أن الله جل جلاله أمركم بأمر بدأ به بنفسه وصلى به بملائكته وأمر بكم أيها المؤمنون فقال تعالى:{ إن الله وملائكته يصلون على النبي ، يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً}. اللهم صلي وسلم وبارك على نبينا محمد , وأرضى اللهم عن الأربعة الخلفاء الأئمة الحنفاء أبا بكر وعثمان وعلي وسائر أصحاب نبيك أجمعين , وعنا معهم برحمتك وكرمك وإحسانك يا أرحم الراحمين , اللهم أعز الإسلام والمسلمين ودمر أعداء الدين وأنصر عبادك الموحدين وأجعل اللهم هذا البلد أمناً مستقرا رخاء وسائر بلاد المسلمين , اللهم أمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا يا ذا الجلال والإكرام , ربنا آتنا في الدنيا حسنه وفي الآخرة حسنه وقنا عذاب النار .
عباد الله أن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي؛ يعظكم لعلكم تذكرون , واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على عموم نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.
تعليق