روى البخاري 11/607رقم (4202) ومسلم 16/163 برقم (112)من حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: ((إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة)) وفي البخاري ((وإنما الأعمال بالخواتيم)).
قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله: (خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد لا يطلع عليها الناس... ومن هنا كان الصحابة ومن بعدهم من السلف الصالح يخافون على أنفسهم النفاق ويشتد قلقهم وجزعهم منه فالمؤمن يخاف على نفسه النفاق الأصغر ويخاف أن يغلب ذلك عليه عند الخاتمة فيخرجه إلى النفاق الأكبر كما تقدم أن دسائس السوء الخفية توجب سوء الخاتمة)
فدسيسة النفاق لا يكاد ينتبه لها إلا أهل الصدق والإخلاص، ولما كان السلف كذلك خافوا على أنفسهم منها وهذا لعظيم فقههم بأمراض القلوب وشدة خوفهم من استقرارها فيها.
ومن الدسائس الكبر قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ((لا يد خل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر... الكبر بطر الحق وغمط الناس)) وقال أبو عثمان النيسابوري: (ما ترك أحد السنة إلا لكبر في نفسه).
ومن الدسائس الحسد قال تعالى: {ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسد من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق}.
ومن الدسائس حب الدنيا عياذا بالله قال رسول صلى الله عليه وسلم: ((إن لكل أمة فتنة وفتنة أمتي المال)) وروى ابن ماجة 1/5 رقم (5) من حديث أبي الدرداء أن رسول صلى الله عليه وسلم قال: ((آلفقر تخافون والذي نفسي بيده لتصب عليكم الدنيا صبا حتى لا يزيغ قلب أحدكم إزاغة إلا هيه ...)) والذي ينظر في تاريخ الأمة الإسلامية قديما وحديثا يرى كيف تعصف الدنيا ببعض العلماء، وقد ذكر العلامة بكر بن عبد الله أبو زيد في كتابه "النظائر" مجموعة من العلماء الذين تحولوا من السنة إلى البدعة لأجل الدنيا ..
المصدر : أسباب الوقوع في الابتداع والتحزب للشيخ محمد الإمام
تعليق