بسم الله
تفربغ
القاري : وسبب هذا الفضل والله أعلم ما اختصوا به في عقولهم وألسنتهم وأخلاقهم وأعمالهم. وذلك أن الفضل إما بالعلم النافع وإما بالعمل الصالح. والعلم له مبدأ وهو قوة العقل الذي هو الفهم والحفظ وتمام. وهو قوة المنطق الذي هو البيان والعبارة. والعرب هم أفهم من غيرهم وأحفظ وأقدر على البيان والعبارة. ولسانهم أتم الألسنة بيانا وتمييزا للمعاني جمعا وفرقا يجمع المعاني الكثيرة في اللفظ القليل إذا شاء المتكلم الجمع، ثم يميز بين كل شيئين مشتبهين بلفظ آخر مميز مختصر كما تجده من لغتهم في جنس الحيوان فهم مثلا يعبرون عن القدر المشترك بين الحيوان بعبارات جامعة، ثم يميزون بين أنواعه فى أسماء كل أمر من أموره. من الأصوات والأولاد. والمساكن والأطفال. إلى غير ذلك من الخصائص.
الشيخ : والمساكن ايش؟
القارئ : والمساكن والأطفال.
الشيخ : فال.
القارئ : الأطفال. يقول في ط والمطبوعة والاظفار.
الشيخ : ايه عندنا هكذا.
القارئ : والمساكن والأطفال. إلى غير ذلك من خصائص اللسان العربي التي لا يستراب فيها. وأما العمل فإن مبناه على الأخلاق. وهي الغرائز المخلوقة في النفس وغرائزهم أطوع للخير من غيرهم. فهم أقرب للسخاء والحلم والشجاعة والنصرة.
الشيخ : إلى السخاء.
القارئ : أشار إليها عندي.
الشيخ : هي أقرب للصواب.
القارئ : فهم أقرب إلى السخاء والحلم والشجاعة والوفاء وغير ذلك من الأخلاق المحمودة. لكن كانوا قبل الإسلام طبيعة قابلة للخير معطلة عن فعله. ليس عندهم علم منزل من السماء، ولا شريعة موروثة عن النبي، ولا هم أيضا مشتغلين ببعض العلوم العقلية المحضة كالطب والحساب ونحوها. إنما علمهم ما سمحت به.
الشيخ : ونحوهما.
القارئ : كالطب والحساب ونحوهما، إنما علمهم ما سمحت به قرائحهم من الشعر والخطب، أو ما حفظوه من أنسابهم وأيامهم، أو ما احتاجوا إليه في دنياهم من الأنواء والنجوم، أو من الحروب. فلما. فلما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم بالهدى الذي ما جعل الله في الأرض ولا يجعل أمرا أجل منه وأعظم قدرا، وتلقوه عنه بعد مجاهدته الشديدة لهم، ومعالجتهم على نقلهم عن تلك العادات الجاهلية والظلمات الكفرية التي كانت قد أحالت قلوبهم عن فطرتها. فلما تلقوا عنه ذلك الهدي العظيم زالت تلك الريون عن قلوبهم واستنارت بهدى الله الذي أنزل على عبده ورسوله فأخذوا هذا الهدي العظيم.
الشيخ : ما عندي. عندكم الذي أنزل؟
القاري الذي أنزل على. عبده.
الشيخ أنا عندي هدى الله. فأخذوا هذا. وأنت عندك زيادة.؟
القاري : نعم.
الشيخ على كل حال. الزيادة ما تضر إن شاء الله.
القاري : واستنارت بهدى الله الذي أنزل على عبده ورسوله. فأخذوا هذا الهدي العظيم بتلك الفطرة الجيدة. فاجتمع لهم الكمال بالقوة المخلوقة فيهم. والكمال الذي أنزل الله إليهم. والكمال الذي أنزل الله إليهم بمنزلة أرض جيدة في نفسها. لكن هي معطلة عن الحرث أو قد نبت فيها شجر العظات والعوسج. وصارت مأوى الخنازير والسباع. فإذا طهرت عن المؤذي من الشجر والدواب وازدرع فيها أفضل الحبوب والثمار جاء فيها من الحرث ما لا يوصف مثله. فصار السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار أفضل خلق الله بعد الأنبياء. وصار أفضل الناس بعدهم من اتبعهم.
الشيخ : يجوز وصار.
القاري : وصار أفضل الناس بعدهم من اتبعهم بإحسان إلى يوم القيامة من العرب والعجم. وكان الناس إذ ذاك الخارجون عن هذا الكمال قسمين إما كافر من اليهود والنصارى لم يقبلوا هدى الله واما غيرهم من العجم الذين لم يشركوهم فيما فطروا عليه وكان عامة العجم حينئذ كفارا من الفرس والروم، فجاءت الشريعة باتباع اولئك السابقين على الهدي الذي رضيه الله لهم وبمخالفه من سواهم اما لمعصيته واما لنقص حصته، وإما لأنه مظنة النقصية، فإذا نهى عن.
الشيخ : مظنة النقيصة.
القاري : تصحيح؟
الشيخ : نعم. صح.
القاري : وإما لأنه مظنة النقيصة. فإذا نهت الشريعة عن مشابهة الأعاجم دخل في ذلك ما عليه الأعاجم الكفار قديما وحديثا، ودخل فيه ما عليه الأعاجم المسلمون مما لم يكن عليه السابقون الأولون. كما يدخل في مسمى الجاهلية العربية ما كان عليه أهل الجاهلية قبل الإسلام، وما عاد إليه كثير من العرب من الجاهلية التي كانوا عليها. ومن تشبه من العرب بالعجم لحق بهم. ومن تشبه من العجم بالعرب لحق بهم. ولهذا كان الذين تناولوا العلم والإيمان من أبناء فارس، إنما حصل ذلك بمتابعتهم للدين الحنيف بلوازمه من العربية وغيرها، ومن نقص من العرب إنما هو بتخلفهم عن هذا، وإما بموافقتهم للعجم، فيما السنة أن يخالفوا فيه فهذا وجه. وأيضا فإن الله تعالى لما أنزل كتابه باللسان العربي وجعل رسوله مبلغا عنه للكتاب والحكمة بلسانه العربي. وجعل السابقين إلى هذا الدين متكلمين به، لم يكن سبيل إلى ضبط الدين ومعرفته، إلا بضبط اللسان.
الشيخ : بضبط هذا اللسان.
القاري : لم يكن سبيل إلى ضبط الدين ومعرفته إلا بضبط هذا اللسان، وصارت معرفته من الدين، وصار اعتبار التكلم به أسهل على أهل الدين في معرفة دين الله. الشيخ : نعم. عندك وصار؟
القاري : أنا يا شيخ؟
الشيخ : ايه ؟
القاري : اعتبار.
الشيخ : اعتياد.
القاري : وصار اعتياد التكلم به أسهل على أهل الدين في معرفة دين الله. وأقرب إلى إقامة شعائر الدين. وأقرب إلى مشابهتهم للسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار في جميع أمورهم. وسنذكر إن شاء الله تعالى بعض ما قاله العلماء من الأمر بالخطاب العربي وكراهة مداومة غيره لغير حاجة.
تم
تفربغ
القاري : وسبب هذا الفضل والله أعلم ما اختصوا به في عقولهم وألسنتهم وأخلاقهم وأعمالهم. وذلك أن الفضل إما بالعلم النافع وإما بالعمل الصالح. والعلم له مبدأ وهو قوة العقل الذي هو الفهم والحفظ وتمام. وهو قوة المنطق الذي هو البيان والعبارة. والعرب هم أفهم من غيرهم وأحفظ وأقدر على البيان والعبارة. ولسانهم أتم الألسنة بيانا وتمييزا للمعاني جمعا وفرقا يجمع المعاني الكثيرة في اللفظ القليل إذا شاء المتكلم الجمع، ثم يميز بين كل شيئين مشتبهين بلفظ آخر مميز مختصر كما تجده من لغتهم في جنس الحيوان فهم مثلا يعبرون عن القدر المشترك بين الحيوان بعبارات جامعة، ثم يميزون بين أنواعه فى أسماء كل أمر من أموره. من الأصوات والأولاد. والمساكن والأطفال. إلى غير ذلك من الخصائص.
الشيخ : والمساكن ايش؟
القارئ : والمساكن والأطفال.
الشيخ : فال.
القارئ : الأطفال. يقول في ط والمطبوعة والاظفار.
الشيخ : ايه عندنا هكذا.
القارئ : والمساكن والأطفال. إلى غير ذلك من خصائص اللسان العربي التي لا يستراب فيها. وأما العمل فإن مبناه على الأخلاق. وهي الغرائز المخلوقة في النفس وغرائزهم أطوع للخير من غيرهم. فهم أقرب للسخاء والحلم والشجاعة والنصرة.
الشيخ : إلى السخاء.
القارئ : أشار إليها عندي.
الشيخ : هي أقرب للصواب.
القارئ : فهم أقرب إلى السخاء والحلم والشجاعة والوفاء وغير ذلك من الأخلاق المحمودة. لكن كانوا قبل الإسلام طبيعة قابلة للخير معطلة عن فعله. ليس عندهم علم منزل من السماء، ولا شريعة موروثة عن النبي، ولا هم أيضا مشتغلين ببعض العلوم العقلية المحضة كالطب والحساب ونحوها. إنما علمهم ما سمحت به.
الشيخ : ونحوهما.
القارئ : كالطب والحساب ونحوهما، إنما علمهم ما سمحت به قرائحهم من الشعر والخطب، أو ما حفظوه من أنسابهم وأيامهم، أو ما احتاجوا إليه في دنياهم من الأنواء والنجوم، أو من الحروب. فلما. فلما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم بالهدى الذي ما جعل الله في الأرض ولا يجعل أمرا أجل منه وأعظم قدرا، وتلقوه عنه بعد مجاهدته الشديدة لهم، ومعالجتهم على نقلهم عن تلك العادات الجاهلية والظلمات الكفرية التي كانت قد أحالت قلوبهم عن فطرتها. فلما تلقوا عنه ذلك الهدي العظيم زالت تلك الريون عن قلوبهم واستنارت بهدى الله الذي أنزل على عبده ورسوله فأخذوا هذا الهدي العظيم.
الشيخ : ما عندي. عندكم الذي أنزل؟
القاري الذي أنزل على. عبده.
الشيخ أنا عندي هدى الله. فأخذوا هذا. وأنت عندك زيادة.؟
القاري : نعم.
الشيخ على كل حال. الزيادة ما تضر إن شاء الله.
القاري : واستنارت بهدى الله الذي أنزل على عبده ورسوله. فأخذوا هذا الهدي العظيم بتلك الفطرة الجيدة. فاجتمع لهم الكمال بالقوة المخلوقة فيهم. والكمال الذي أنزل الله إليهم. والكمال الذي أنزل الله إليهم بمنزلة أرض جيدة في نفسها. لكن هي معطلة عن الحرث أو قد نبت فيها شجر العظات والعوسج. وصارت مأوى الخنازير والسباع. فإذا طهرت عن المؤذي من الشجر والدواب وازدرع فيها أفضل الحبوب والثمار جاء فيها من الحرث ما لا يوصف مثله. فصار السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار أفضل خلق الله بعد الأنبياء. وصار أفضل الناس بعدهم من اتبعهم.
الشيخ : يجوز وصار.
القاري : وصار أفضل الناس بعدهم من اتبعهم بإحسان إلى يوم القيامة من العرب والعجم. وكان الناس إذ ذاك الخارجون عن هذا الكمال قسمين إما كافر من اليهود والنصارى لم يقبلوا هدى الله واما غيرهم من العجم الذين لم يشركوهم فيما فطروا عليه وكان عامة العجم حينئذ كفارا من الفرس والروم، فجاءت الشريعة باتباع اولئك السابقين على الهدي الذي رضيه الله لهم وبمخالفه من سواهم اما لمعصيته واما لنقص حصته، وإما لأنه مظنة النقصية، فإذا نهى عن.
الشيخ : مظنة النقيصة.
القاري : تصحيح؟
الشيخ : نعم. صح.
القاري : وإما لأنه مظنة النقيصة. فإذا نهت الشريعة عن مشابهة الأعاجم دخل في ذلك ما عليه الأعاجم الكفار قديما وحديثا، ودخل فيه ما عليه الأعاجم المسلمون مما لم يكن عليه السابقون الأولون. كما يدخل في مسمى الجاهلية العربية ما كان عليه أهل الجاهلية قبل الإسلام، وما عاد إليه كثير من العرب من الجاهلية التي كانوا عليها. ومن تشبه من العرب بالعجم لحق بهم. ومن تشبه من العجم بالعرب لحق بهم. ولهذا كان الذين تناولوا العلم والإيمان من أبناء فارس، إنما حصل ذلك بمتابعتهم للدين الحنيف بلوازمه من العربية وغيرها، ومن نقص من العرب إنما هو بتخلفهم عن هذا، وإما بموافقتهم للعجم، فيما السنة أن يخالفوا فيه فهذا وجه. وأيضا فإن الله تعالى لما أنزل كتابه باللسان العربي وجعل رسوله مبلغا عنه للكتاب والحكمة بلسانه العربي. وجعل السابقين إلى هذا الدين متكلمين به، لم يكن سبيل إلى ضبط الدين ومعرفته، إلا بضبط اللسان.
الشيخ : بضبط هذا اللسان.
القاري : لم يكن سبيل إلى ضبط الدين ومعرفته إلا بضبط هذا اللسان، وصارت معرفته من الدين، وصار اعتبار التكلم به أسهل على أهل الدين في معرفة دين الله. الشيخ : نعم. عندك وصار؟
القاري : أنا يا شيخ؟
الشيخ : ايه ؟
القاري : اعتبار.
الشيخ : اعتياد.
القاري : وصار اعتياد التكلم به أسهل على أهل الدين في معرفة دين الله. وأقرب إلى إقامة شعائر الدين. وأقرب إلى مشابهتهم للسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار في جميع أمورهم. وسنذكر إن شاء الله تعالى بعض ما قاله العلماء من الأمر بالخطاب العربي وكراهة مداومة غيره لغير حاجة.
تم