بسم الله
برنامج (وتعيها أذنٌ واعية)
القناة الرسمية أ.د. صالح بن عبد العزيز سندي
3 فيديوهات 27 مشاهدة تم تعديلها قبل 4 أيام
تشغيل الكل
توجيهات حول التحديات الفكرية التي تواجه عقيدة الشباب | أ.د. صالح سندي
تفريغ
وتعيها اذن واعيه اذن واعيه. مع الشيخ الدكتور صالح سندي.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
اما بعد
فلا يختلف اثنان اننا في هذا العصر نعيش في حاله فريده سمتها تدفق معلوماتي ضخم وهذا ما ادى الى تداخل ثقافي عظيم وصار الانسان في هذا الواقع تحت ضغط رهيب يشبه حالة طالب في فصل وامامه عشرون استاذا يتكلمون ويشرحون مواد علميه مختلفة في وقت واحد. ان كثافه المنتجات الثقافية المعروضة ان لم يصحبها وعي حسن للذات والواقع والمطلوب فسيكون ذلك عامل ارباك في العقائد والافكار والاحكام. ويسوق هذا الى فتنه ثقافيه وخلل عقدي وترهل اخلاقي اذن نحن في امس الحاجه الى وعي بل الى وعي ناضج بحيث يكون مرشحا ومرشحا لهذا الكم الهائل من الافكار والمعلومات. لنتلمس حينها الصواب فنأخذ به ونبصر الباطل فنجتنبه. انها حقيقه لا جدال فيها. ثمة سيل جارف من التيارات العقدية والفكرية يغزونا في عقر دارنا. انه اشبه شيء بالفيروس القاتل واسع الانتشار وهو يختلف عن اي مهدد عقدي سبقه كما وكيفا ومن ابرز سماته ما يأتي:
اولا :كثره التيارات التي يروج لها وكثره الشبهات والافكار التي تطرح وطيف كبير من هذه العقائد والنزعات تقدم نفسها على انها الحق والصواب وحقيقتها سم زعاف يصيب العقيدة النقية والاخلاق السوية في مقتل. انه استهداف مركز مدروس.
ثانيا : استخدام وسائل متنوعه تميزت بالجدة والجاذبية والكلمة الكبرى بينها هي للشبكة ووسائل التواصل دون شك فأنها المهيمنة غالبا على الفكر والثقافة وجميع المسارات الفكرية تكاد تدور عليها.
ثالثا : تنوع الاساليب فهناك مخاطبة للعقل ومخاطبة للعاطفة. هناك اثارة لشبهات فلسفية او علمية تطبيقية. هناك تشويه للحق وتلبيس بالمتشابهات. الى آخر ما هنالك. بعكس ما كان عليه الحال في السابق. حيث كان الطرح غالبا فلسفيا نخبويا.
رابعا : الطرح اليوم يخاطب جميع الشرائح. فهو يحسن مخاطبة الكبار والصغار والذكور والاناث ويتحدث بجميع اللغات. لذا فمساحة التأثير ايضا عظيمة.
خامسا : وجود واقع جديد يسمى بالاغتراب الاسري او العزلة الاسرية. وهذه ظاهرة لا يجهل انتشارها في كثير من المجتمعات المسلمة. ففي السابق كانت العلاقات الاسرية قوية. كانت الرقابة على الناشئة حاضرة. كان شعور كل فرد في الأسرة بالآخرين وملاحظة ما قد يطرأ عليهم كان موجودا. أما اليوم فقد أضحت الأسرة في كثير من الحالات عوالم متعددة يجمعها جدار واحد. فكل فرد صار له حياته الخاصة يبحر فيها وحده عبر جواله أو حاسوبه، ويكون عالمه الافتراضي ولا رقيب ولا حسيب. فالكل مشغول بنفسه مشغول عن غيره. وهذا الواقع انتج ان من ابناء هذا الجيل من صار صيدا سهل المنال لذوي المآرب.
سادسا : غياب المرجعية عند كثير من الفتيات والشباب فأحدهم لا يكاد يعرف اين يرجع ان غرق بشبهة او اعتصمت امامه مسألة ولا يفرق بين المرجعية الموثوقة وغير الموثوقة فكل يتكلم وكل يؤصل وهناك من يسمع.
سابعا : واقعنا المعاصر ايضا فيه ضعف في ادراك حجم المشكلات الواقعة اي ان بعض الناس لا يشعر بخطورة الواقع لبعده وانشغاله. وعليه فأمراض الشبهات القاتلة قد تفتك بمن حوله وهو في غفلة. بل قد تتعدى اليه هو وهو لا يشعر. وربما يستيقظ متأخرا. ولكن بعد فوات الاوان.
ختاما : اقول انه في ظل الصراع الفكري الشديد لا غنى عن الحصانة اليقظة والوعي الرشيد. ان من الواجبات المتحتمات اليوم بذل النصح وبث الوعي. ومن لم يتدرع بدرع حصينة من العلم والتقوى. نهشت فيه الشبهات وتلاعبت به الاهواء والاجواء الملبدة بالغيوم. يتعين ان يسير العاقل فيها على نور وهدى وبينة. والا فما ادنى عقبه. ان امواج الشبهات المتلاطمة تغرق الخفيف. اما الراسخ فهو بتوفيق الله ثابت لا يتزحزح. فاصبر ان وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون. والحمد لله رب العالمين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تم
برنامج (وتعيها أذنٌ واعية)
القناة الرسمية أ.د. صالح بن عبد العزيز سندي
3 فيديوهات 27 مشاهدة تم تعديلها قبل 4 أيام
تشغيل الكل
توجيهات حول التحديات الفكرية التي تواجه عقيدة الشباب | أ.د. صالح سندي
تفريغ
وتعيها اذن واعيه اذن واعيه. مع الشيخ الدكتور صالح سندي.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
اما بعد
فلا يختلف اثنان اننا في هذا العصر نعيش في حاله فريده سمتها تدفق معلوماتي ضخم وهذا ما ادى الى تداخل ثقافي عظيم وصار الانسان في هذا الواقع تحت ضغط رهيب يشبه حالة طالب في فصل وامامه عشرون استاذا يتكلمون ويشرحون مواد علميه مختلفة في وقت واحد. ان كثافه المنتجات الثقافية المعروضة ان لم يصحبها وعي حسن للذات والواقع والمطلوب فسيكون ذلك عامل ارباك في العقائد والافكار والاحكام. ويسوق هذا الى فتنه ثقافيه وخلل عقدي وترهل اخلاقي اذن نحن في امس الحاجه الى وعي بل الى وعي ناضج بحيث يكون مرشحا ومرشحا لهذا الكم الهائل من الافكار والمعلومات. لنتلمس حينها الصواب فنأخذ به ونبصر الباطل فنجتنبه. انها حقيقه لا جدال فيها. ثمة سيل جارف من التيارات العقدية والفكرية يغزونا في عقر دارنا. انه اشبه شيء بالفيروس القاتل واسع الانتشار وهو يختلف عن اي مهدد عقدي سبقه كما وكيفا ومن ابرز سماته ما يأتي:
اولا :كثره التيارات التي يروج لها وكثره الشبهات والافكار التي تطرح وطيف كبير من هذه العقائد والنزعات تقدم نفسها على انها الحق والصواب وحقيقتها سم زعاف يصيب العقيدة النقية والاخلاق السوية في مقتل. انه استهداف مركز مدروس.
ثانيا : استخدام وسائل متنوعه تميزت بالجدة والجاذبية والكلمة الكبرى بينها هي للشبكة ووسائل التواصل دون شك فأنها المهيمنة غالبا على الفكر والثقافة وجميع المسارات الفكرية تكاد تدور عليها.
ثالثا : تنوع الاساليب فهناك مخاطبة للعقل ومخاطبة للعاطفة. هناك اثارة لشبهات فلسفية او علمية تطبيقية. هناك تشويه للحق وتلبيس بالمتشابهات. الى آخر ما هنالك. بعكس ما كان عليه الحال في السابق. حيث كان الطرح غالبا فلسفيا نخبويا.
رابعا : الطرح اليوم يخاطب جميع الشرائح. فهو يحسن مخاطبة الكبار والصغار والذكور والاناث ويتحدث بجميع اللغات. لذا فمساحة التأثير ايضا عظيمة.
خامسا : وجود واقع جديد يسمى بالاغتراب الاسري او العزلة الاسرية. وهذه ظاهرة لا يجهل انتشارها في كثير من المجتمعات المسلمة. ففي السابق كانت العلاقات الاسرية قوية. كانت الرقابة على الناشئة حاضرة. كان شعور كل فرد في الأسرة بالآخرين وملاحظة ما قد يطرأ عليهم كان موجودا. أما اليوم فقد أضحت الأسرة في كثير من الحالات عوالم متعددة يجمعها جدار واحد. فكل فرد صار له حياته الخاصة يبحر فيها وحده عبر جواله أو حاسوبه، ويكون عالمه الافتراضي ولا رقيب ولا حسيب. فالكل مشغول بنفسه مشغول عن غيره. وهذا الواقع انتج ان من ابناء هذا الجيل من صار صيدا سهل المنال لذوي المآرب.
سادسا : غياب المرجعية عند كثير من الفتيات والشباب فأحدهم لا يكاد يعرف اين يرجع ان غرق بشبهة او اعتصمت امامه مسألة ولا يفرق بين المرجعية الموثوقة وغير الموثوقة فكل يتكلم وكل يؤصل وهناك من يسمع.
سابعا : واقعنا المعاصر ايضا فيه ضعف في ادراك حجم المشكلات الواقعة اي ان بعض الناس لا يشعر بخطورة الواقع لبعده وانشغاله. وعليه فأمراض الشبهات القاتلة قد تفتك بمن حوله وهو في غفلة. بل قد تتعدى اليه هو وهو لا يشعر. وربما يستيقظ متأخرا. ولكن بعد فوات الاوان.
ختاما : اقول انه في ظل الصراع الفكري الشديد لا غنى عن الحصانة اليقظة والوعي الرشيد. ان من الواجبات المتحتمات اليوم بذل النصح وبث الوعي. ومن لم يتدرع بدرع حصينة من العلم والتقوى. نهشت فيه الشبهات وتلاعبت به الاهواء والاجواء الملبدة بالغيوم. يتعين ان يسير العاقل فيها على نور وهدى وبينة. والا فما ادنى عقبه. ان امواج الشبهات المتلاطمة تغرق الخفيف. اما الراسخ فهو بتوفيق الله ثابت لا يتزحزح. فاصبر ان وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون. والحمد لله رب العالمين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تم